العوضي: السماح لتليفزيون”العربي” بالبث من مصر.. ومصادر بالقناة: حصلنا على ترخيص مكتب القاهرة والبث بدأ منذ فترة ولا نمتلك استوديوهات
مصادر بالقناة : حصلنا على ترخيص لمكتب القناة بالقاهرة ” ويتم البث من استوديوهات إحدى الشركات خارج مدينة الانتاج
العوضي: الترخيص لـ”العربي” خطوة يجب أن نثمنها على طريق حرية الإعلام.. ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى على طريق الحريات السياسية
اليوم.. القناة تنقل عملها إلى قطر بدلا من لندن بشعار “العربي على أرض عربية” .. ومسؤولوها: سياستنا التحريرية ثابتة واستمرار “جو شو”
قال عضو لجنة العفو الرئاسية والمحامي طارق العوضي، إن السلطات المصرية منحت قناة “تليفزيون العربي” ترخيصا للحصول على استديو لها داخل البلاد، في الوقت الذي أكدت مصادر لـ”درب” السماح للقناة المملوكة للحكومة القطرية بالعمل داخل البلاد عبر مكتب لها بالقاهرة.
وقال العوضي: “أهنيء الأصدقاء في التليفزيون العربي في لندن علي افتتاح استوديوهاتهم الجديدة بالقاهرة والدوحة”، وتابع: “دمتم على طريق الإعلام المهني الحر”.
وأضاف، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، أن “ترخيص السلطات المصرية لقناة العربي بوجود ستوديو لها في مصر خطوة يجب أن نثمنها على طريق حرية الإعلام، ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى على طريق الحريات السياسية”.
وكشف العوضي في رده على بعض التعليقات، عن انه تم دعوته ليكون ضيفا من القاهرة لكنه لم يتمكن بسبب ضيق الوقت .
وكشفت مصادر من داخل تليفزيون العربي عن بدء القناة القطرية العمل بشكل رسمي في مصر عبر مكتب لها بالقاهرة للمرة الأولى منذ إنشائها، بعد التوصل لتفاهمات مع السلطات المصرية، في الوقت الذي تعلن انطلاقها الرسمي من مدينة لوسيل شمالي العاصمة القطرية الدوحة، بعد 7 سنوات منذ بداية بثها في العاصمة البريطانية لندن.
وأوضحت المصادر لـ”درب” أن التليفزيون العربي بث بالفعل عددا من التقارير التليفزيونية من مصر، بعد السماح له بالعمل داخل البلاد، حيث حصل على التراخيص اللازمة لذلك منذ فترة قريبة.
وأضافت أن التليفزيون العربي يبث إرساله في مصر عن طريق استوديو مملوك لشركة بث بالقاهرة، وأنه من المقرر استكمال المشاورات مع السلطات المصرية للسماح بمراسل في مصر ، ضمن خطة توسيع نطاق عمله في المنطقة العربية، بعد انطلاقته من قطر.
في سياق متصل، أعلنت قناة “العربي” عبر موقعها الرسمي، بدء الانطلاقة الرسمية له من مدينة لوسيل شمال العاصمة القطرية الدوحة، في الثامنة مساء اليوم الثلاثاء 30 أغسطس، بتوقيت القدس، ليصبح “العربي على أرض عربية”، بعدما مضت الأشهر الأخيرة سريعًا تسابق تجهيزات الانتقال من العاصمة البريطانية لندن..
وأضاف: “من واحة التراث والحداثة، الفرادة والاستقطاب، لوسيل، المدينة الناشئة على تخوم الدوحة، وعلى شاطئ الخليج وفي قلب العالم العربي، يطل التلفزيون “العربي” على المواطن العربي من المسافة الأقرب إلى قضاياه وهمومه”.
وأكد “العربي” أنه “كان دومًا قريبًا من المنطقة العربية وقضاياها، وأنه لا تغيير في المضمون الذي يبقى ثابتًا على سياسة تحريرية حرصت منذ التأسيس على مواكبة الحدث وتقديم الخبر بما يراعي معايير المهنية ويحترم ذائقة المتلقي”.
كما أشار إلى أن الانطلاقة تنطوي على “تحديات استثنائية” في الشكل والمضمون، ستنعكس على الشاشة تلقائيًا من خلال حلّة جديدة متكاملة ضمن عملية تغيير فني وتقني شامل، سيلمسها المشاهدون، من خلال ااستديوهات حديثة، وغرفة أخبار مجهزة بتقنيات تعدّ الأحدث في العالم العربي، مرورًا بمكاتبه في الدول العربية والأجنبية وشبكة مراسليه.
وقال مدير القناة بالوكالة عثمان البتيري إن وجود التلفزيون في لندن كان فرصة مهمة جدًا للقناة، إلى أن استقرّ الرأي أخيرًا لصالح الانتقال إلى المنطقة التي يعيش فيها جمهور مشاهدي القناة في أغلبيته الساحقة.
وذكّر البتيري بأنّ شركة شبكة التلفزيون العربي هي في الأساس قطرية، يلفت إلى “مزايا لوجستية كبيرة” يؤمّنها الاستقرار في قطر، مضيفا: “هنا نحن أقرب بكل المعاني إلى جمهورنا العربي الذي نرى أنفسنا صورة لتطلعاته وآماله، كما تتوافر هنا مرونة أكبر في استقطاب أفضل الكفاءات الإعلامية”.
وتحدّث مدير التحرير محمود عمر عن العامل الجغرافي، والقرب من المنطقة، قائلا: “إنّ تليفزيون العربي لم يخفِ يومًا انحيازه إلى قضايا الإنسان العربي وتطلعاته إلى مستقبل أفضل منذ بداية البث عام 2015 في لندن”.
واستطرد: “بانتقالنا إلى مدينة لوسيل في قطر نصير أقرب إلى ذلك كلّه، وأقدر على التحرك لضمان تقديم تغطية إخبارية احترافية لكل التطورات المتلاحقة في المنطقة العربية وما يجاورها”.
وأكد مدير الوحدة الرقمية في “العربي” طارق جانودي أنّه “مع انتقال العربي إلى مقره الجديد في قطر سنكون أقرب إلى فرقنا في العالم العربي ولمتابعينا”، لافتا إلى أن “ذلك سيتيح لطاقم العمل متابعة ما يهمّ المشاهدين، بالدرجة نفسها من الموضوعية والمهنية التي تمثل القيمة الأساس للسياسة التحريرية في المؤسسة”، كما يقول.
واعتبر مدير التخطيط والتبادل الإخباري والمكاتب الخارجية المعتز القيسية أنّ “وجود القناة في قطر، سيجعلنا أقرب جغرافيًا إلى عالمنا العربي ومكاتب ومراسلي العربي، وهذا بحد ذاته سيقربنا منهم أكثر”، وهو ما أكد عليه مدير عمليات البث والخدمات الإبداعية علي حسيني الذي أكد أن “غرفة الأخبار الجديدة تشبه قناة “العربي” التي تتطور باستمرار وتحجز مكانًا مهمًا في الأخبار والتغطيات، وتقترب أكثر وأكثر من قضايا المواطن العربي الذي يستحق أن تُروى حكايته وتُشاهَد بأفضل ما يوجد من تقنيات متطورة”.
وستنعكس الانطلاقة الجديدة على مستوى البرامج أيضًا، وفق ما يؤكد مدير قسم البرامج والتطوير محمد أبو العينين، الذي يكشف أنّ إدارة البرامج في التلفزيون العربي ستواكب انطلاقته الجديدة من مدينة لوسيل في قطر بتطوير على مستوى الشكل والمضمون لمختلف برامج المحطة.
وتحدث عمر عن فترة “قياسية” تمّت خلالها كلّ التحضيرات، حيث توزّعت فرق غرفة الأخبار على ثلاثة أماكن: لندن، والاستوديوهات المؤقتة في الدوحة، والمقر الجديد في لوسيل، تزامنا مع عملية استقطاب لكفاءات جديدة، بالإضافة إلى تحديث كل الأنظمة التقنية وإجراء التدريبات اللازمة عليها.
وواصل: “نعتقد أننا سنتمكّن خلال فترة وجيزة من تعزيز العلاقة بين التلفزيون العربي ومشاهديه ونقلها إلى فضاءات أرحب”.
وشدد مدير القناة بالوكالة على أنّ “الكثير سيتغيّر”، لكنّه تغيير سيكون محصورًا بمستوى “الشكل والقوالب”، معلقا: “نحن نتحدث عن تغيير سيجعل الشاشة والمقاربة أحدث وأجرأ وأكثر حيوية، في استجابة للتبدل السريع في الأدوات التكنولوجية”.
أما القيم والسياسة التحريرية فهي ثابتة، يجزم البتيري، لافتًا إلى “أننا بصدد تجديد عهد مع القيم والمعايير التي تعهّدناها منذ انطلاق التلفزيون في 2015″، ويضيف: “نحن نواصل تقديم المحتوى الإخباري والبرامجي المهني، والتمسك بقواعد العمل الصحفي بما تستلزمه من دقة وموضوعيّة، مع التأكيد على الانحياز إلى الإنسان العربي وقضاياه”.
هذا الانحياز بالتحديد يؤكد عليه أيضًا عمر، الذي يقول “إننا كنّا قريبين دومًا من المنطقة العربية وقضاياها”، ويشدّد على أن “سياستنا التحريرية ومعالجاتنا الإخبارية تعتمد على مجموعة من القواعد، التي لا تتغيّر بتغيّر المكان والزمان”.
يشير عمر في هذا الصدد، إلى الحرص على “أن نكون مهنيين، موضوعيين، وقادرين على الإحاطة بكل خبر من جوانبه كافة؛ بحيث يتمكّن المشاهد من تكوين صورة شديدة الواقعيّة لما يدور من حوله، فيبني على ذلك انحيازاته وخياراته”.
لكنّ مدير التحرير يجزم في الوقت نفسه، بالبقاء “على العهد” مع المشاهد “في تقديم مادة صحافية مهنية وموضوعية، وطرح الأسئلة التي يعتقد أنها الأكثر إلحاحًا في زمننا العربيّ الراهن”.
وعلى مستوى البرامج، ستكون الانطلاقة الجديدة فرصة لاستكمال ما بدأ منذ تحوّل القناة إلى إخبارية بامتياز، حين اعتمدت الفترات الإخبارية المتصلة ذات الساعتين، مع إضافة فترة إخبارية جديدة هي “الرابعة”، كما سيتحول البرنامج الصباحي (صباح جديد) إلى فترة إخبارية أيضًا مدتها ساعتان.
أما البرامج فسيكون التجديد والتطوير في قوالبها وفقراتها وبنيتها، عنوانًا رئيسًا في المرحلة المقبلة، بحسب ما يؤكد البتيري، الذي يكشف كذلك أنّ الوثائقيات والتحقيقات الصحافية ستحضر بشكل أكبر في برمجة التلفزيون العربي.
ويشير أبو العينين في هذا الشأن إلى إطلاق نسخة جديدة من برنامج شبابيك المسائي، والحفاظ بعد الانتقال على أعمدة الجدولة البرامجية ممثلة في برامج ذات طابع متفرّد بين الفضائيات العربية الإخبارية.
في مقدمة تلك البرامج، بحسب أبو العينين، تقدير موقف وبولجراف وقراءة ثانية، إلى جانب أكبر برامج السخرية السياسية العربية “جو شو”.
وكشف مدير البرامج في “التلفزيون العربي” أن من بين أهم أولويات التلفزيون خلال الفترة المقبلة الإنتاج الوثائقي والتحقيقات الاستقصائية، متحدثًا عن تقديم عدد من التحقيقات والسلاسل الوثائقية المميزة للمشاهد خلال الأشهر المقبلة.
وكما ستنعكس الانطلاقة من الدوحة على الشاشة، فإنّ المنصّات التفاعلية لـ”العربي” لن تكون غائبة عنها، حيث يكشف مدير الوحدة الرقمية أنّ العديد من العوائق ستزول مع إتمام عملية الانتقال إلى مدينة لوسيل.
ويلفت جانودي في هذا السياق، إلى أن صانعي المحتوى في القسم الرقمي سيعملون في بيئة حديثة جدًا، تشمل آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا على الصعيد البصري، ويؤكد أن هذا الأمر “سيفتح آفاقًا إبداعية لإنتاج محتوى متفرّد من حيث الشكل والمضمون”.
وقد لا تشمل الانطلاقة الجديدة في الدوحة “جغرافيًا” المكاتب الخارجية والمراسلين، إلا أنّ هؤلاء سيكونون معنيّين بها بدرجة أساسيّة، سواء لجهة التنسيق، أو الاستفادة من التقنيات الجديدة.
وشارك المراسلون في الحملة الإعلانية، من خلال فيديوهات يعدّدون فيها أبرز التغطيات التي واكبوا عبرها قضايا المنطقة، واعدين بالمزيد مع الانطلاقة الجديدة في الثلاثين من أغسطس.
ويقول مدير عمليات البث والخدمات الإبداعية إنّ ااستديوهات “العربي” تتكامل تقنيًا وشكليًا لتقدم خدمة مميزة، فعلى سبيل المثال إستوديو الأخبار الرئيس دائري يمكن تصويره من كل الزوايا، بتقنية 360 درجة مدعومة بكاميرات ذكية وشاشات تستعمل لأول مرة في استديو إخباري مباشر على مدار الساعة، وهي المعروفة بـ”الشاشات الرقمية الشفافة”.
وستشمل التغييرات التقنية أيضًا قسم الجرافيكس، حيث تمّ توفير أحدث أجهزة الجرافيكس التي تدعم الواقع الافتراضي AR/XR/MR، مع شبكات إضاءة هي الأحدث في العالم، ما سيمكّن فريق الأخبار من تقديم محتوى شيق وأنيق، وفق ما يؤكد مدير عمليات البث والخدمات الإبداعية في “العربي”.
جاءت التفاهمات على عمل “تليفزون العربي” في مصر، بعد أشهر عودة قناة “الجزيرة” المملوكة للحكومة القطرية للعمل من القاهرة، بعد تفاهمات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين في البلدين بشأن “تغطيتها للأحداث المصرية”، ضمن خطوات التقارب بين الدولتين بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية.
وفي منتصف يوليو 2021، ظهر وزير الخارجية سامح شكري، على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، مؤكدا أن “هناك إرادة سياسية لدى مصر وقطر لطي صفحة الماضي واستشكاف آفاق التعاون”.
تصريحات شكري جاءت تزامنا مع تواجده في العاصمة القطرية الدوحة، وإجرائه مباحثات مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في أول زيارة لوزير خارجية مصري إلى قطر منذ توتر العلاقات بين البلدين عام 2013 عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
كما جاءت تصريحات شكري، بعد 6 أشهر من توقيع مصر على مخرجات قمة العلا في المملكة العربية السعودية، التي أنهت قطيعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مع قطر، التي استمرت منذ يونيو 2017.