العفو الدولية: هناك انفصال بين الواقع واستراتيجية حقوق الانسان في مصر .. والسلطة تحاول التستر على الانتهاكات قبل قمة المناخ
المنظمة: عشرات المنظمات دعت القاهرة لإنهاء حملتها على المجتمع المدني
كتب – أحمد سلامة
قالت منظمة العفو الدولية إن مصر تسعى إلى التستر على “الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان” من أجل تحسين مكانتها الدولية قبل استضافة قمة المناخ العالمية.وقال موقع “إيه بي سي نيوز”، إن سجل مصر في مجال حقوق الإنسان خضع لتدقيق مكثف قبل انعقاد قمة “كوب 27 العالمية” في نوفمبر في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، حيث دعت عشرات المنظمات الحقوقية الدولية مصر إلى إنهاء حملتها على المجتمع المدني وحماية حرية التعبير.
وحث تقرير منظمة العفو الصادر يوم الأربعاء والمكون من 48 صفحة، الحكومة المصرية على تنفيذ التغييرات ووقف الانتهاكات، مشيرًا إلى قمع لا هوادة فيه للمعارضة، والتراجع عن الحريات الشخصية والسجن الجماعي بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة.. مشيرًا إلى أن جماعات حقوقية تقدر أن الآلاف من السجناء السياسيين في السجون المصرية.
وجاء في التقرير: “يجب على المجتمع الدولي.. الضغط على السلطات المصرية لاتخاذ خطوات ذات مغزى لإنهاء حلقة الانتهاكات والإفلات من العقاب”، حسب موقع “إيه بي سي نيوز”.
وأوصت منظمة العفو الدولية الحكومة بالعمل من أجل النهوض بحقوق العمال وإنهاء الحبس التعسفي وتجريم الرقابة على وسائل الإعلام المستقلة، مشيرة إلى أن نتائجها استندت إلى مقابلات مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ومحامين، بالإضافة إلى وثائق أخرى ومنشورات منظمة العفو التي تم جمعها على مدار العقد الماضي.وأشار الموقع إلى أن الحكومة المصرية، التي سعت إلى تصحيح صورتها الدولية خلال العام الماضي، لم تُعلق على الفور على تقرير منظمة العفو الأخير.
ولم يرد المسؤولون المصريون على طلب وكالة أسوشيتد برس للتعليق.ونبه الموقع إلى أن الحكومة المصرية أطلقت مؤخرًا سراح عشرات المعتقلين البارزين بموجب عفو رئاسي ووضعت “استراتيجية” جديدة لتحديث أوضاع حقوق الإنسان.. فيما وصفت منظمة العفو تلك الاستراتيجية بأنها “غطاء لامع” يستخدم للتوسط لدى الحكومات والمؤسسات المالية الأجنبية.
وأضاف التقرير “كما أعلن السيسي عن حوار وطني يشمل أصوات المعارضة في وقت لاحق من هذا العام. لكن هناك شكوك حول كيفية ترجمة ذلك إلى واقع ، حيث لا يزال بعض أبرز النشطاء والشخصيات السياسية السابقة في السجن”.
ولفت الموقع إلى أن قوات الأمن المصرية أعادت اعتقال شريف الروبي، أحد مؤسسي حركة 6 أبريل المؤيدة للديمقراطية، بعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاق سراحه، واعتقل الروبي، وهو أب لثلاثة أطفال، في نهاية الأسبوع بعد أن تحدث علنا عن المصاعب التي يواجهها هو وغيره من النشطاء المفرج عنهم كسجناء سياسيين سابقين في مقابلة هاتفية مع قناة فضائية.
ونبه التقرير إلى أن مصر تُعد من بين أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين، إلى جانب تركيا والصين، وفقًا لبيانات عام 2021 الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين ومقرها الولايات المتحدة.. لافتًا إلى تصريح سابق لعبدالفتاح السيسي قال فيه إنه لا يوجد في البلاد سجناء سياسيون واحتجاز مبرر لأسباب تتعلق بالأمن القومي.