الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر: الاحتلال يدفع غزة إلى كارثة لا رجعة فيها
كتب – أحمد سلامة
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، مؤكدة أن المدنيين الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة “ظروف مفزعة” وسط موجات نزوح جديدة مع استعداد جيش الاحتلال لتنفيذ خطة إعادة احتلال مدينة غزة.
وقال جوليان ليريسون، مدير بعثة اللجنة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي يهدد بتفاقم الكارثة القائمة، ويعرض حياة المحتجزين لدى المقاومة للخطر، محذرًا من أن “أي إخلاء واسع النطاق سيشكل مخاطر إضافية على المدنيين” في ظل انهيار كافة مقومات الحياة.
وأشار ليريسون إلى أن أكثر من 80% من مناطق القطاع باتت مشمولة بأوامر الإخلاء، ووصف إجبار السكان على النزوح مجددًا بأنه أمر “غير معقول”، مؤكدًا أن الفلسطينيين منهكون بعد أشهر طويلة من القصف والنزوح المتكرر، ويحتاجون إلى الإغاثة والحماية وليس مزيدًا من الضغط والخوف.
وجدد الصليب الأحمر دعوته إلى وقف الأعمال العدائية فورًا، والسماح بدخول المساعدات دون عوائق إلى كافة مناطق غزة، مشددًا على أن القانون الدولي الإنساني يكفل حماية المدنيين سواء غادروا منازلهم أم بقوا فيها.
وتأتي تحذيرات اللجنة بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال استدعاء 60 ألفاً من الاحتياط للمشاركة في عملية “عربات جدعون 2” لاحتلال غزة، رغم معارضة عائلات المحتجزين الإسرائيليين التي طالبت بضمان عدم تعريض ذويها للخطر.
وتسعى حكومة نتنياهو، وفق الخطة المعلنة، إلى تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة نحو الجنوب، تمهيدًا لحصارها والتغلغل داخل أحيائها السكنية، وهو ما بدأ فعليًا بهجوم واسع على حي الزيتون، تخلله قصف عشوائي ونسف منازل بالروبوتات المفخخة.
تأتي هذه التطورات بينما تستمر المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيطين المصري والقطري، وسط موافقة أولية من حركة حماس على مقترح هدنة تستمر 60 يومًا، في محاولة أخيرة لالتقاط الأنفاس أمام شبح كارثة لا يمكن احتواؤها.

