الصحفي عصام عابدين.. عام ونصف من الحبس.. مدير تحرير موقع للرد على الشائعات محبوس بتهمة “نشر أخبار كاذبة”
زوجة عابدين: تم القبض عليه من مقر عمله وتجديد حبسه يتم دون مقابلة قاضيه وخاطبنا جميع الجهات للإفراج عنه
كيف لصحفي يعمل منذ 12 عاما في مؤسسة مثل اليوم السابع أن يتهم بالإساءة إلى الدولة؟
الزوجة: أطفالي الخمسة يسألونني عن والدهم وأخبرهم أنه مسافر.. ووالده أصيب بجلطة وبات طريح الفراش بعد علمه بحبسه
كتب- محمود هاشم:
ناشدت إسلام محمد عبدالله، زوجة الزميل الصحفي عصام عابدين مدير موقع “فالصو” التابع لمؤسسة اليوم السابع، السلطات سرعة الإفراج عن زوجها، المحبوس في سجن القناطر منذ ما يقارب سنة ونصف، على ذمة القضية 864 أمن دولة لسنة 2020.
في صباح اليوم الأول من شهر سبتمبر 2020، اتصل عصام بزوجته يخبرها بعودته إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته في العمل، بعد ساعة من مكالمتهما اتصلت به مجددا للاطمئنان عليه لتفاجأ بهاتفه مغلقا، لم تعرف ماذا حدث لزوجها، فحاولت الاتصال بعدد من زملائه للاطمئنان عليه، إلا أن لا حد كان يعلم بمكانه، بحسب ما تحكي إسلام.
في مساء الجمعة الرابع من الشهر نفسه، تلقت الزوجة اتصالا بأن زوجها محبوس في سجن الجيزة المركزي “الكيلو 10 ونصف”، قبل انتقاله إلى سجن القناطر في وقت لاحق.
في اليوم التالي، حضرت إسلام إلى مقر السجن لإيصال متعلقات زوجها خلال فترة حبسه، وفي التاسع من الشهر ذاته سُمح لها بزيارته، تقول: “سألته عما حدث لكنه لم يكن يعرف الإجابة، كل ما قاله إنه لم يتم مواجهته بتهم بعينها، بل إنهم أشادوا بعمله في موقع فالصو، للرد على الشائعات، قبل أن نفاجأ بعدها باتهامه بنشر أخبار كاذبة”.
وتضيف: “يتم التجديد لعصام دون السماح له بمقابلة قاضيه حتى الآن، كما أن الزيارات لا تستغرق أكثر من 10 دقائق من خلف أسلاك”.
تواصلت مناشدات أسرة عابدين لكل الجهات المعنية منذ تاريخ القبض عليه، للتدخل للإفراج عنه، توضح زوجته: “في كل شهر كنا نقدم خطابات لنقيب الصحفيين وغيره من المسؤولين، لمحاولة التدخل لإخلاء سبيله ولو بكفالة، إلا أننا لم نتلق ردودا حتى الآن”.
تسكت إسلام قليلا، قبل أن تكمل باكية: “أطفالي الخمسة يتشوقون لرؤية والدهم الغائب عنهم منذ ما يقارب العام والنصف، حيث لا يعلمون مكانه حتى الآن، لأنني كنت أخبرهم بأنه مسافر إلى خارج مصر، حتى لا يتأثروا بالأزمة، والده أيضا أصيب بجلطة وبات طريح الفراش بعد معرفته بالأمر، كما تعاني والدته من ارتفاع مستمر في ضغط الدم منذ ذلك الحين”.
وتساءلت: “كيف لصحفي يعمل منذ 12 عاما في مؤسسة مثل اليوم السابع، وترقى في المناصب بها، أن يتهم بالإساءة إلى الدولة أو نشر أخبار كاذبة بشأنها، لقد بدأنا نصاب بالجنون كلما فكرنا في الأمر”.
كانت قوات الأمن ألقت القبض على الزميل هاني جريشة مدير تحرير موقع “سوبر كورة” التابع لمؤسسة اليوم السابع، في 26 أغسطس 2020، بعد أيام ألقي القبض على زميله عصام عابدين، مدير موقع “فالصو”، على ذمة القضية 864 أمن دولة لسنة 2020، التي تم تجديد حبسهما 45 يوما على ذمتها نهاية ديسمبر الماضي.
في بداية شهر سبتمبر 2020 صدر قرار بحبس جريشة وعابدين بعد التحقيق معهما في نيابة أمن الدولة العليا، ويواجهان اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
في تقريرها الأخير، قالت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، إن مصر الثالثة عالميا في حبس الصحفيين بعد الصين وميانمار بـ25 صحفيا قيد الحبس في قضايا متنوعة.
وأضافت اللجنة الدولية، في تقريرها الصادر تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن “هذا العدد أقل من العام الماضي، إلا أن احتجاز الصحفيين مستمر”.