الصحفي أحمد سبيع يتجاوز 1400 يوم في الحبس الاحتياطي وسط مطالب بالإفراج عنه: الصحافة ليست جريمة
تجاوز الصحفي أحمد سبيع، السبت، 1400 يوم في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه في نهاية فبراير من العام 2020 وحبسه احتياطيا على ذمة القضية 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
وكان سبيع قد أكمل في 28 أغسطس الماضي ثلاث سنوات ونصف السنة خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.
وقبل 1401 يوم، ألقت قوة أمنية القبض على سبيع – في 28 فبراير 2020 – أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.
ويواجه سبيع، في القضية رقم 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها مع العلم والترويج لأغراضها.
وهذه ثاني قضايا حبس سبيع، بعد تبرئته في الاتهامات الموجهة إليه في القضية المعروفة إعلاميا باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” في 2013، قبل أن يجري القبض عليه لاحقا.
ونشرت، إيمان محروس، زوجة الصحفي المحبوس أحمد سبيع، في يونيو الماضي، عبر فيسبوك، مقطع صوتي لابنتها “سيرين وجهت خلاله رسالة إلى والدها، قالت فيها “إزيك يا بابا يا حبيبي، أنا سيرين بنتك الصغيرة، فاكرني؟ أنا جيت مع ماما الزيارة.. أنت واحشني قوي قوي يا بابا، أنا نفسي تيجي بقى معايا في البيت علشان نلعب سوا مع بعض.. أنا هستناك يا بابا”.
وعلّقت إيمان محروس على المقطع الصوتي، عبر صفحتها على موقع “فيس بوك”، قائلة: “سيرين بقالها مدة اتعودت إن لما تبقى عايزة تتكلم مع باباها أو تقوله حاجة تمسك الموبايل وتسجل فويسات على برنامج المسجل وتقولي عشان لما بابا يرجع يسمعها ويعرف إنه كان واحشني”.
وأضافت: “النهاردة صحيت على صوتها وهي بتسجل الفويس ده.. إيه اللي يوصل بنت الخمس سنوات تعبر بكده، لهيب الوحشة والحرمان من أبوها وهي بتقوله (أنا هستناك يا بابا)”.
وتابعت: “مين يتحمل كل ده أمام الله ماذا اقترفت لتُحرم، لتكبر وهي مفتقدة لوجود أبيها معاها، ليه مشاعرها المكسورة دي لا تحرك ساكن، ليه محدش بيراعي الله في الأطفال دول، منتظرين إيه من جيل كان أبسط أحلامه إنه يكبر في حضن أبوه ويمكن ده كل ما يحلمون بيه أساساً.. خرّجوا أحمد لولاده كفاية كده عليهم.. كفاية”.
وفي 18 يوليو 2023، ذكرت إيمان في تدوينة لها: “النهاردة كنت بزور أحمد سبيع لقيته داخل الكابينة معاه ورد مصنوع بحُب من المناديل أو الورق الملون – بصراحة معرفش لإنهم رفضوا يوصله ليّا – بس كإنه وصل كفاية إنه هو اللي عمله، كان خاسس جداً وقالي إنهم مش بيعرفوا يناموا من الحر الشديد – واضح إن مفيش مراوح غير إنهم عدد في الزنزانة- ربنا يهونها عليهم ويجعل الحر برداً وسلاماً عليهم”.
وأضافت: “قالي إنه كان فيه استجابة للطلبات اللي قُدمت من النقابة، وتم تحويله إلى المركز الطبي، وأجروا له تحاليل وأشعات وعمل جراحة إزالة ورم خلف الركبة، لكن لا يتلقى أي علاج لحالة القلب إلى الآن، وبيرسل خالص تقديره وشكره للنقابة وشكر خاص لمعالي النقيب على جهده واتصالاته”.
تابعت: “الشكر موصول لكافة الجهات على سرعة الاستجابة، ونأمل في المزيد من تمكين زوجي من كافة حقوقه وعلى رأسها حريته والإفراج عنه عاجلاً غير آجل”.
كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على أحمد سبيع، في 2013، وجرى محاكمته في القضية التي عرفت باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” والتي انتهت بالحكم ببراءته بعد أن قضى في السجن 4 سنوات.
وجرى إطلاق سراح سبيع عقب حكم البراءة الصادر في مايو من العام 2017، حيث ظل حرا حتى فبراير 2020 وقرار قوات الأمن إلقاء القبض عليه وإدراجه على القضية المحبوس على ذمتها حاليا، حيث أوقفته قوات الأمن أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.
ويقبع أكثر من 20 صحفيا خلف القضبان على ذمة قضايا سياسية، بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية. وتباينت فترات حبس الصحفيين المحبوسين بين أشهر وسنوات. وتحتل مصر المركز 168 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً.