الصحة العالمية تحذر الدولة المتجهة لتخفيف إجراءات العزل: غالبية سكان العالم لازالوا عُرضة للإصابة
المغرب يقرر تمديد الإغلاق في البلاد لمدة 3 أسابيع إضافية على خلفية تفشي فيروس كورونا
كتب – أحمد سلامة
حذرت منظمة الصحة العالمية الدول التي تقوم بتخفيف إجراءات العزل المفروضة لمواجهة وباء كورونا من التسرع بذلك ودعتها لوضع الظروف الصحية في الحسبان، باعتباره ما زال يمثل تهديدا خطيرا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في كلمة خلال اجتماع عبر الإنترنت لأعضاء منظمة الصحة العالمية لتنسيق الجهود الدولية للتصدي لوباء كوفيد-19، اليوم الاثنين: “يجب على الدول التي تتحرك بشكل سريع نحو إعادة الحياة وتخفيف الإجراءات المتخذة لمواجهة الجائحة، التحرك بحذر لأن الفيروس ما زال خطيرا”.
وأضاف أدهانوم، “نفهم رغبة الدول في العودة للعمل، ونريد أسرع تعاف عالمي ممكن، لكن نحث الدول على التحرك بحذر”، متابعا: “غالبية سكان العالم لازالوا معرضين للإصابة بالفيروس.. اليوم نحن بحاجة لمنظمة صحة عالمية أقوى من أي وقت مضى”.
كما أكد أدهانوم أن كل دولة ومنظمة عليها دراسة ما اتخذته للتعامل مع الوباء، والتعلم من التجربة، وقال: “منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالشفافية والمحاسبة والتحسن. وبالفعل هناك طريقة للمحاسبة المستقلة موجودة منذ بداية الوباء”.
وتابع : “سأبدأ في إجراء تقييم مستقل بأقرب فرصة من أجل مراجعة التجربة والدروس المستفادة، والوصول إلى التوصيات اللازمة من أجل تحسين الاستجابة العالمية”.
ودعا أدهانوم دول العالم إلى الوحدة في مواجهة الوباء، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا باتت للإنسانية ومواجهة الأزمة التي تتسبب لا بفقد الأرواح فقط، بل وأيضا لها تأثير بالغ على الاقتصاد العالمي.
وأصاب الوباء أكثر من 4.8 مليون شخص حول العالم بحسب آخر إحصاء لمنظمة الصحة العالمية، وأودى بحياة أكثر من 317 ألف شخص من بينهم.
وتسببت أزمة كورونا في خلاف بين الولايات المتحدة والصين، حيث اتهمت واشنطن بكين بإخفاء معلومات عن الوباء. وقد ذكرت السلطات الصينية مرارا أنها حافظت منذ البداية على موقف شفاف ومسؤول فيما يتعلق بنشر البيانات حول تفشى المرض.
وفي سبيل مكافحة الفيروس، اتخذت معظم دول العالم إجراءات استثنائية لمواجهته، تنوعت بين الإغلاق التام والعزل الكامل للمواطنين، وفرض حظر تجول استثنائي، ومنع التجمعات، وإلغاء الأحداث الرياضية والثقافية والاجتماعية والسياسية، ووقف حركة الطيران، إما بشكل جزئي أو كلي.
كما تسبب الفيروس هذا العام في إلغاء كافة الأحداث العالمية التي تتطلب اجتماعات أو حضور جمهور، أبرزها أحداث رياضية مثل أولمبياد طوكيو، وبطولة ويمبلدون للتنس، ودوري أبطال أوروبا 2020.
وتجرى حاليا العديد من التجارب السريرية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من البلدان لمحاولة إنتاج لقاح للفيروس، إلا أنه ليس هناك موعد متوقع إلى الآن لإنتاج أول لقاح يوقف انتشار الفيروس.. بينما تعمل العديد من الدول على وضع خطط للتعايش مع الفيروس وإعادة الحياة إلى طبيعتها جزئيا واستئناف الأعمال.
في السياق ذاته، قرر المغرب اليوم الاثنين، تمديد الإغلاق في البلاد لمدة 3 أسابيع إضافية على خلفية تفشي فيروس كورونا.
وقال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلال جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان، إن الحكومة قررت “تمديد الحجر الصحي ثلاثة أسابيع أخرى”.
وأوضح أمن مجلس الحكومة أنه سيصادق يوم الثلاثاء على المرسوم الذي يمدد حالة الطوارئ الصحية، علما أن المغرب يفرض حجرا صحيا منذ 20 مارس.
والثلاثاء قرر المغرب تمديد إغلاق المدارس حتى سبتمبر الذي يصادف موعد الدخول المدرسي المقبل، مع الاقتصار على إجراء امتحانات البكالوريا.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الوزير سعيد أمزازي قوله “إن التحاق التلاميذ بالمدارس سيتم في سبتمبر المقبل، حيث علقت الدراسة في المملكة منذ منتصف مارس بسبب تداعيات الوباء، مع اعتماد نظام للدروس عن بعد”.
وستفتح المدارس استثناء في يوليو لاستقبال المرشحين لامتحان السنة الثانية بكالوريا، على أن تجرى امتحانات السنة الأولى في سبتمبر، بحسب ما أضاف أمزازي الذي كان يتحدث خلال جلسة للغرفة الثانية للبرلمان المغربي.
ونوه وزير التربية الوطنية إلى أن أسئلة امتحان البكالوريا ستهم حصريا الدروس التي لقنت للمرشحين إلى غاية تعليق الدراسة، مؤكدا “تفعيل عدد من التدابير والاجراءات الوقائية حفاظا على صحة المتعلمات والمتعلمين والأطر التربوية والإدارية والأطر المشرفة على تنظيم هذا الامتحان على وجه الخصوص”.
وأعلنت وزارة الصحة المغربية، يوم الأحد، عن تسجيل 129 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، في قفزة ملموسة لمعدل الحالات اليومية مقارنة مع الإحصائيات السابقة.
وأفاد مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، محمد اليوبي، بارتفاع حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد خلال اليوم الماضي بواقع 129، لتصل إلى 6870 حالة.