الصحة العالمية: السلالة الجديدة من كورونا ليست خارجة عن السيطرة.. وعالم ألماني: التحليلات الأولية توضح مدى تأثره باللقاحات
أكدت منظمة الصحة العالمية إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تنتشر بوتيرة أسرع، ولكنها “ليست خارج السيطرة”، داعية إلى تطبيق الإجراءات الصحية المعتادة، وشركة “بيونتيك” الألمانية تؤكد إجراء اختبار للقاح ضد هذه السلالة.
قال مايكل راين مسؤول الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي، أمس، إن المنظمة سجلت نسبة تكاثر للفيروس تتجاوز إلى حد بعيد عتبة 1,5 في مراحل مختلفة من وباء كورونا، وتمكنت من السيطرة عليها. بناء عليه، فإن الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن كل عشرة أشخاص مصابين بالسلالة الجديدة من الفيروس يمكنهم نقل العدوى إلى 15 آخرين في المتوسط، في حين أن معدل انتقال العدوى بالسلالات المعروفة سابقا في بريطانيا يصل إلى 11 شخصا.
وأضاف راين، “رغم أن الفيروس بات أكثر فاعلية إلى حد ما على صعيد الانتشار، يمكن وقفه”، مؤكدا أن “الإجراءات المعمول بها حاليا في محلها. علينا مواصلة القيام بما قمنا به” حتى الآن. وتابع “قد يكون علينا أن نفعل ذلك بكثافة أكبر بقليل ولوقت أطول للتأكد من قدرتنا على السيطرة على هذا الفيروس”.
وهذه التصريحات بمثابة رد على ما أعلنه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأحد والذي اعتبر أن “السلالة الجديدة هي خارج السيطرة”.
وذكرت ماريا فان كيركوف كبيرة الباحثين في مجال كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية أن العلماء في بريطانيا يحاولون تحديد مدى الزيادة المرتبطة بتغيرات في طبيعة الفيروس أو بأسباب سلوكية بين المواطنين. وأكدت أنه لا توجد حتى الآن دلائل على أن السلالة الجديدة تسبب أعراضا مرضية أكثر حدة أو أخطر على الحياة.
وأكد رئيس شركة “بيونتيك” الألمانية، أوغور شاهين، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الشركة اختبرت بالفعل اللقاح ضد 20 نوعا من السلالات المختلفة وحققت استجابة مناعية ناجحة أدت إلى تعطيل الفيروس. وقال شاهين إن السلالة الجديدة هي طفرة أقوى وسيتم اختبار اللقاح ضدها خلال الأسبوعين المقبلين.
وبدأت المخاوف تتسلل إلى العالم مرة أخرى، بعد الإعلان عن سلالة جديدة من فيروس كورونا ظهرت في بريطانيا، ما يفتح المجال للحديث عن فعالية اللقاحات الجديدة ضد الفيروس المحور وحجم انتشاره.
وبهذا الخصوص أكد عالم الفيروسات الألماني الشهير كريستيان دروستن أنه ليس قلقاً من الفيروس في الوقت الحالي، بيد أنه أشار في المقابل إلى أنه لا يريد التقليل من خطورة الموقف، باعتبار أن الوضع حالياً “في حالة معلومات غير واضحة إلى حد ما”، مضيفاً أنه يتعين انتظار التحليلات الأولية للبيانات لمعرفة طبيعة الفيروس، ومدى تأثره باللقاحات الجديدة.
أهم ما يمكن دراسته حالياً هو إن كان الفيروس الجديد أسرع انتشاراً من نظيره الأول، وبحسب دروستن، فإنه من المهم معرفة إن كان هذا الفيروس هو جزءا من الموجة الثانية، أم أنه تسبب بالموجة الثانية ذاتها، مضيفاً أن هذين الأمرين مختلفان بتأثيرهما، ويجب فهمها جيداً.
فالمناطق التي انتشر فيها هذا الفيروس الجديد ظهرت فيها زيادة هائلة مرة أخرى في شهر ديسمبر/كانون الأول، مقارنة مع مناطق أخرى تم التحكم فيها بعدد الإصابات من خلال إجراءات الإغلاق، وعليه فإن هناك ضرورة لحصر التغييرات والتأثيرات الأخرى مثل طبيعة إجراءات الإغلاق وصرامتها؛ من أجل فهم سرعة انتشاره.
ويشير دورستن، في سؤاله عمّا إن كان الفيروس معدياً بنسبة 70 في المائة حقاً، إن هذا الرقم ليس معروف المصدر أو ما الذي يعنيه بالضبط، فربما كان يعني معدل نمو الحالات في مناطق لم يكن الإغلاق فيها صارماً، ولهذا فهو رقم تقديري لا غير.
ويضيف العالم إنه يجب ترقب ما قد يقوله العلماء في بريطانيا، إذ أن البيانات التي وصلت من هناك حتى الآن تشير إلى أنهم ليسوا متأكدين بعد من طبيعة انتشار الفيروس، بل تتحدث عن أن العلماء البريطانيين سيحصلون على معلومات جديدة في غضون أسبوع، لمعرفة إن كان الفيروس سوف ينتقل بشكل أسرع، وهذه العملية تحتاج إلى وقت من أجل تتبع مسار العدوى.