الشناوي عن أزمة فيلم أميرة: لا يوحى بالتسامح أو الغفران أو المصالحة وفي نفس الوقت لا يدعو لتوجيه السلاح مباشرة إلى قلب إسرائيل
الناقد الفني: لو تخيلت النهاية العكسية.. أميرة تمسك بالمسدس وتطلق نيرانها على الجنود المدججين بالسلاح لتغير الموقف 180 درجة
الشناوي: الفيلم قطعًا تجاوز الواقع والمطلوب من المتفرج ألا يقرأه واقعيًا.. ولم ألمح ولو بالإيحاء رسائل سياسية أو فكرية مضمرة
كتب: عبد الرحمن بدر
علق الناقد الفني طارق الشناوي، على أزمة فيلم أميرة، مؤكدًا أن الشريط السينمائي لا يوحى بالتسامح أو الغفران أو المصالحة وفي نفس الوقت لا يدعو لتوجيه السلاح مباشرة إلى قلب إسرائيل.
وتابع في مقال بعنوان («أميرة» واقع أم خيال؟): ندرك ونتابع ما يجرى على أرض الواقع، من توجهات للمصالحة والتطبيع، وفى أكثر من دولة عربية، ولكن للوجدان حسابات أخرى، لايزال الضمير الجمعى العربى رافضًا لكل تلك الحسابات.
وأضاف الشناوي: “الشريط السينمائى بالمناسبة لا يوحى من قريب أو بعيد بالتسامح أو الغفران أو المصالحة أو حتى التعايش، إلا أنه فى نفس الوقت لا يدعو إلى توجيه السلاح مباشرة إلى قلب إسرائيل، البطلة أميرة 18 عاما اغتالها الجنود الإسرائيليون، أثناء عبورها الحدود إلى دولة إسرائيل، لو تخيلت النهاية العكسية، (أميرة) تمسك بالمسدس وتطلق نيرانها على الجنود المدججين بالسلاح، لتغير الموقف 180 درجة، وهتف الناس للفيلم وصُناعه”.
وقال الناقد الفني إن الفيلم قائم على واقعة حقيقية، وهى أن الفلسطينى يقاوم الاحتلال بسلاح لا يمكن قهره وهو التفوق البشرى، يزداد معدل المواليد، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للكيان الإسرائيلى عندما تصبح الأغلبية عربية.
وتابع: “الفيلم قطعًا تجاوز الواقع والمطلوب من المتفرج ألا يقرأه واقعيًا، حتى لو لم تكن الحكاية واقعية فإن الشريط بكل مفرداته يظل واقعيًا، ولهذا لا نلوم الجمهور، الذى قرأه واقعيًا وليس افتراضيًا”.
وأضاف: “لم ألمح ولو بالإيحاء رسائل سياسية أو فكرية مضمرة، ولكن طالما أن هناك قطاعًا لا يستهان به، وصلته رسالة ملتبسة وقرأ أشياء أخرى، لم يقصدها المخرج، فهذا يعنى أن شفرة التواصل والأبجدية بين صانع الفيلم وجمهوره ممن تكتوى أياديهم بالنار لاتزال قابلة للاشتعال، وتلك هى المشكلة الحقيقية لفيلم (أميرة)!!”.
يذكر أنه أعلنت أسرة فيلم أميرة، يوم الخميس الماضي، وقف عرض العمل بعد حالة الجدل الواسعة التي أثارها. وقال محمد دياب، مخرج وأحد مؤلفي العمل إن “اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد لشخص آخر، والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة”.
وأضاف أن “الفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم”، لافتا إلى أن “الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص ويرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم”.
يذكر أن فيلم “أميرة” من بطولة الفنانة صبا مبارك، والفنان الفلسطيني علي سليمان، وتارا عبود في تجربتها السينمائية الأولى، ومن تأليف الثلاثي شيرين وخالد ومحمد دياب، إخراج محمد دياب، ومن إنتاج شركة “فيلم كلينك” التي يديرها المنتج ورئيس مهرجان لقاهرة السينمائي محمد حفظي، وشركة “أكاميديا بيكتشرز” الإماراتية، بالاشتراك مع شركة “الاستوديو” الإماراتية التي تمثلها الإعلامية منى عبد الوهاب، ويشارك المخرج هاني أبو أسعد وأميرة دياب كمنتجين فنيين، كما يشارك الداعية معز مسعود كمنتج فني للعمل.