السيسي لرئيس وزراء إسبانيا: على المجتمع الدولي دعم التفاوض للتوصل لاتفاق شامل وعادل وملزم بشأن سد النهضة
اتفاق على زيادة التبادل التجاري بين البلدين.. وتعزيز السياحة الإسبانية الوافدة إلى المقاصد السياحية في مصر
أ ش أ
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي موقف مصر الثابت، بالتمسك بصون أمنها المائي، الآن وفي المستقبل، مشددا على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل وعادل وملزم قانونًا، بين كلٍ من مصر والسودان وإثيوبيا، حول قواعد ملء وتشغيل ” سد النهضة ” وأهمية أن يدفع المجتمع الدولي بهذا الاتجاه، ويعمل على دعم ومساندة عملية تفاوضية فعالة، لتحقيق هذا الهدف.
وكشف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في قصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، عن اتفاق الطرفين على زيادة التبادل التجاري بين البلدين من خلال إتاحة الفرص للصادرات المصرية للنفاذ إلى الأسواق الإسبانية، فضلا عن تعزيز السياحة الإسبانية الوافدة إلى المقاصد السياحية في مصر، خاصة الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وغيرها، والتدابير الصحية التي اتخذتها مصر.
وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية والدفاعية، في ضوء علاقات الصداقة التقليدية الوثيقة بين البلدين.
وتابع: “أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين مصر وإسبانيا، إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، بحيث تصبح إسبانيا شريكًا رئيسيًا لمصر، ونحن نمضي بخطوات ثابتة، على طريق التنمية والتقدم”.
واتفق الطرفان على زيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر وضرورة الاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها المشروعات القومية العملاقة، الجاري تنفيذها في مختلف ربوع البلاد خاصة في مجالات النقل والطاقة المتجددة والزراعة وغيرها، مؤكدين الحاجة لزيادة معدلات التبادل التجاري بين بلدينا بالتوازي مع العمل على تحقيق التوازن في الميزان التجاري عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الإسبانية.
وأشاد السيسى بالتعاون المصري – الإسباني، في العديد من المشروعات الاستثمارية والتنموية المهمة باعتباره تعاون ننتظر أن تتفتح له آفاق جديدة من خلال عقد منتدى رجال الأعمال، بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين خلال هذه الزيارة، بمشاركة رئيس الحكومة الإسبانية مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي سيمثل خطوة بناءة على صعيد توثيق الروابط بين القطاع الخاص على الجانبين وفتح مجالات جديدة للتعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا سبل زيادة تدفقات السياحة الإسبانية إلى المقاصد السياحية المصرية خاصة في محافظات جنوب سيناء، والبحر الأحمر، ومرسى مطروح، والأقصر، وأسوان، لافتا إلى أنه اطلع رئيس الوزراء الإسبانى على التدابير الصحية المشددة التي تطبقها مصر في تلك المقاصد ومنها حملة التطعيم الموسعة، التي قامت بها الحكومة المصرية للعاملين بالقطاع السياحي، باللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” المستجد.
ووجه السيسي الشكر لرئيس وزراء إسبانيا على تقديم بلاده اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” لمصر، فيما يعد نموذجًا للتضامن بين الدول أمام تداعيات الجائحة، ومساهمة مقدرة من مملكة إسبانيا الصديقة في دعم حملة التطعيم المصرية الطموحة والموسعة، ضد انتشار فيروس “كورونا”.
وتبادل الطرفان وجهات النظر مع رئيس وزراء إسبانيا إزاء التطورات في المنطقة بشكل عام، وفيما يتعلق بمجمل الموقف الاستراتيجي في حوض البحر المتوسط، والجوار الإقليمي المشترك، وأشار السيسي إلى رؤية مصر حول أهمية العمل على معالجة بؤر التوتر في المنطقة من خلال حلول تعيد الاستقرار، وتعزز من قدرة الدول على تحقيق طموحات شعوبها، في العيش بأمان وحرية، وتحقيق التنمية المستدامة.
وتناولت المباحثات أيضا الجهود الدولية لمعالجة آثار ظاهرة تغير المناخ، ونتائج قمة “جلاسجو” الأخيرة خاصة في ظل استضافة مصر للمؤتمر السابع والعشرين، للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، العام المقبل.
واطلع رئيس الحكومة الإسبانية، على الرؤية المصرية لأهمية قيام الدول المتقدمة، بمسئوليتها لدعم الدول النامية، في تنفيذ التزاماتها الدولية بموجب اتفاق باريس لاسيما ما يتعلق بدعم جهود التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وتمويل عمل المناخ في الدول النامية.
وأكد السيسي اعتزام مصر العمل مع جميع الشركاء، خلال الفترة القادمة، وصولًا إلى الدورة الـ ٢٧ للمؤتمر لضمان خروجها بنتائج متوازنة تصب في مصلحة عمل المناخ الدولي، وتنفيذ أهداف اتفاق باريس.