السيسي في ذكرى 23 يوليو: نطمئنكم أن جميع الأصوات الجادة مسموعة لما يحقق صالح الوطن.. وشعبنا تحمل الكثير وضرب المثل في الصـبر
الدولة تبذل أقصى ما في الجهد والطاقة بلا كلل لتوفير فرص عمل جديدة ومتميزة وزيادة الدخل للمواطنين وإقامة مسارات جديدة لتطور الاقتصاد
الجمهورية الجديدة تسعى لتوفير فرص متكافئة للعمل والحياة الكريمة لهذا الجيل والأجيال القادمة وبناء القدرة الوطنية في جميع المجالات
كتب: عبد الرحمن بدر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي:”نطمئنكم أن جميع الأصوات الجادة مسموعة، لما يحقق صالح الوطن ويسهم فى بناء المستقبل والواقع الجديد الذي نطمح إليه، ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن”.
وتوجه السيسي في كلمة، الأحد، بالتهنئة إلى الشعب المصرى في الذكرى الحادية والسبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، مؤكدًا أنها تأتي لتذكرنا بكفاح أجيال من شعبنا.
وقال السيسي: “نعلم أن شعبنا العظيم تحمل الكثير وضرب المثل في الصـبر والـصمود أمام أزمـات عديـدة، ونطمئنكم، أن الدولة تبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة، بلا كلل لتوفير فرص عمل جديدة ومتميزة وزيادة الدخل للمواطنين وإقامة مسارات جديدة لتطور ونمو الاقتصاد بما يتواكب مع العصر.ومع طموحات أبناء الشعب”.
وتابع: “لكم أن تفخروا بما حققناه عبر تاريخنا الحديث منذ الاستقلال، إن مسيرتنا الوطنية تمضي للأمام رغم الصعاب والتحديات، نتطلع إلى المزيد؛ إذ أن آمال شعبنا تلامس حواف السماء، ونعمل بجد وإخلاص وعلم على تحويل هذه الآمال إلى واقع وحقائق في كل مكان على أرض مصر”.
وتحدث السيسي عن ثورة 23 يوليو، قائلا، إن هذه الأجيال نظرت ذات يوم إلى المستقبل فأرادته حرا كريما لمصر وأبنائها، تطلعت إلى التخلص من الاستعمار والسيطرة الأجنبية، وقدمت مــن أجــل ذلك تضحـيات هائلـة حتى توجت ثورة يوليو الخالدة.
وتابع: “تلك المسيرة الممتدة التي تبلورت خلالها الوطنية المصرية، واشتد عودها لتقف على قدمين ثابتتين، مطالبة الاستعمار.. بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل، كما ردد الزعيم جمال عبد الناصر، قائد الثورة، الذى نتوجـه إليــه اليـــوم بتحيــــة إجـــلال وتقـــدير ونتقدم أيضا بتحية اعتزاز للرئيس محمد نجيب، الذى تصدر المسئولية في لحظة دقيقة من عمر الوطن، وللرئيس البطل محمد أنور السادات.. الذى أدى الأمانة فى الحرب والسلام، ودفع حياته ثمنا غاليا لكرامة مصر ومستقبلها”.
وأضاف: “ثورة يوليو الجمهورية الأولى منذ سبعين عاما، ومضت فى طريقها، تبني (مصر جديدة) في زمنها، ويعلو شأنها شرقا وغربا، لتصبح مصدر إلهام للتحرر الوطنى، فى جميع أنحاء العالم، كما قطعت شوطا مهما لتمكين قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا من الفلاحين والعمال وإعطائهم مكانا يليق بهم، طــال انتظـارهـم واشتياقهم له، حققت الثورة إنجازات عظيمة فى كثير من الأحيان وتعثرت مسيرتها في أوقات أخرى).
وقال السيسي، إنه بعد سبعين عاما على تأسيس الجمهورية، ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته واجتياز الوطن لأحداث تاريخية كبرى خلال السنوات من 2011 إلى 2014 وفترة عصيبة من الفوضى وعدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر كان لزاما أن نفكر بجدية فى المستقبل، وفى الجمهورية الجديدة، التى تمثل التطور التاريخى لمسيرتنا الوطنية كأمة عظيمة، آن لها أن تستعيد مكانتها المستحقة بين الأمم.
وتابع: “أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبنى على سابقتها، ولا تهدمها، تضيف إليها، ولا تنتقص منها، تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، وسط واقع دولى وإقليمى، يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق، ووحدة الجبهة الداخلية، بالنظر إلى تغير طبيعة التهديدات التى أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصرا”.
وأضاف: الجمهورية الجديدة هى نتاج لمرحلة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، من الصعاب والتحديات، أدرك المصريون خلاله وتأكدوا بعين اليقين أن الوطن، الآمن المستقر يعلو ولا يعلى عليه.
وذكر أن التطوير والتحديث الاجتماعى والاقتصادى أصبح ضرورة للحياة والمسـتقبل ولـيس ترفـا ورفاهيـة، مضيفًا أن واقعنا الديموغرافى والاقتصادى يحتم علينا ألا نتحدث فقط عن التنمية بالمفهوم التقليدي وإنما عن الانطلاق بمعدلات نمو مرتفعة ومتلاحقة وتنمية مستدامة متسارعة حتى تصبح الإنجازات الاستثنائية عادتنا الطبيعية.
وقال السيسي، إن الجمهورية الجديدة تسعى لتوفير فرص متكافئة للعمل والحياة الكريمة لهذا الجيل، والأجيال القادمة، وبناء القدرة الوطنية في جميع المجالات لتصل مصر إلى الموضع، الذى يطمح إليه شعبها.
وأكد أن تحقيق كل ما سبق، والحفاظ عليه وتنميته يتطلب، بالتوازى مع مسيرة البناء والتعمير، تطوير الخصائص الإنسانية في مجتمعنا، بناء الإنسان المصري والارتقاء بأحواله تعليميا وصحيا وثقافيا، وهو ما يتطلب قدرًا ضخما من العمل والكفاح في إطار مجتمعي متكامل، يقوم على التوازن الدقيق بين الحقوق والواجبات.