السودان: يجب التوصل لاتفاق عادل وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة
عبد الرحمن بدر
وصفت وزارة الري والموارد المائية السودانية بيان الاتحاد الافريقي الذي صدر الجمعة الماضية، حول القمة المصغرة للاتحاد الافريقي، والتي انعقدت الثلاثاء الماضي، حول سد النهضة، بالمتوازن وأنه جاء متوافقا مع ما طرحه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بشأن التوصل إلى اتفاق عادل وملزم قانونا بما يحفظ مصالح جميع الأطراف.
وكان البيان دعا إلى ضرورة التوصل لاتفاق عادل وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ضمن اتفاق شامل يتضمن المشاريع المستقبلية.
كما رحب البيان بدعم الأمين العام للأمم المتحد ورغبة المجتمع الدولي في دعم الدول الثلاث فنيا وماليا لإدارة موارد المياه العابرة حال التوصل لاتفاق شامل.
وشدد البيان مجددا على ضرورة التزام كل الأطراف بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات احادية من شانها إعاقة عملية التفاوض.
وقال بيان الاتحاد الافريقي أن المباحثات ستتواصل حول النقاط الفنية والقانونية المعلقة بدعوة من رئيس جنوب افريقيا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي.
وصرح متحدث باسم وفد التفاوض السوداني، اليوم الأحد، بأن البيان متوازن ومقبول في مجمله وأن السودان يتطلع لجولة تفاوض حاسمة محددة بقيد زمني محدد وأجندة واضحة لمعالجة النقاط العالقة والالتزام بها دون طرح قضايا جديدة خارج نطاق التفاوض الخاص بملء وتشغيل سد النهضة والمشاريع المستقبلية.
وأثنى المتحدث باسم وفد التفاوض على تقرير الخبراء الذي قدم للقمة الافريقية المصغرة والذي اتسم بالدقة والتركيز على القضايا مثار الخلاف ودعا المتحدث لمنح الخبراء دورا أكبر خلال مراحل التفاوض القادمة لمساعدة الأطراف الثلاثة على التوصل لاتفاق مرضى.
يذكر أن رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، هنأت الإثيوبيين بمناسبة الانتهاء من التعبئة الأولى لسد النهضة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا)، الخميس الماضي.
وقالت سهلي إن يوم الانتهاء من التعبئة الأوليّة للسد “يوم تاريخي لإثيوبيا والإثيوبيين.. أحلامنا تتحقق”.
وأضافت رئيسة إثيوبيا: “لا شيء مستحيل إذا توحدنا ووقفنا متحدين نحو هدف مشترك”.
وقالت رئاسة الجمهورية الثلاثاء الماضي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي عبر الفيديو كونفرانس، لمناقشة نتائج الاجتماعات الفنية والقانونية التي عقدت مؤخراً حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، برئاسة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد، وبحضور كلٍ من أعضاء المكتب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، والرئيس فيلكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى مشاركة عبد الله الحمدوك رئيس وزراء السودان، وآبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس جدد الإعراب خلال القمة عن التقدير لجهود الرئيس “رامافوزا” الجنوب أفريقي بشأن قضية سد النهضة.
وأضاف: كما أكد الرئيس استمرار الرغبة الصادقة لدى مصر لتحقيق تقدم على صعيد القضايا الخلافية، والتي تعد جوهرية في أي اتفاق عادل ومتوازن يتم التوصل إليه بشأن سد النهضة، مشدداً على أن الأمر يتطلب توافر الإرادة السياسية للتوافق حول تلك القضايا العالقة، بما يعزز فرص وجهود التوصل للاتفاق المنشود، ويدعم بناء الثقة والتعاون لتحقيق المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث.
وذكر البيان أنه تم التوافق في ختام القمة على مواصلة المفاوضات والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقاً العمل على بلورة اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل.
وفي سياق متصل قال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يوم الثلاثاء الماضي، إن إثيوبيا أنجزت العام الأول من ملء خزان سد النهضة بفضل موسم الأمطار، بحسب وكالة أنباء رويترز.
وأضاف المكتب في بيان على (تويتر): “الماء يفيض بالفعل عن السد تحت الإنشاء،. وقال إن إثيوبيا ستجري المزيد من المحادثات مع مصر والسودان بخصوص المشروع.
وصدر البيان بعدما عقد الاتحاد الأفريقي قمة عبر الإنترنت لإحياء المحادثات بين الدول الثلاث.
يذكر أن أثيوبيا أعلنت منذ أيام بدء ملء خزان السد قبل أن تعود وتنفي التصريحات.
وجاء الإعلان عن طريق وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، الذي نقل التلفزيون الإثيوبي عنه قوله إن “عمليات ملء سد النهضة قد بدأت”، كما أكد الوزير دقة صور ظهرت في الأيام الماضية توضح بدء عمليات تخزين المياه في بحيرة السد.
وأضاف بيكيلي أن “المفاوضات بشأن سد النهضة مستمرة ليس للجيل الحالي فقط وإنما لصالح الأجيال القادمة”، مضيفا أنه “تم الاتفاق على بعض النقاط خلال الاجتماع مع مصر والسودان”.