الزميلات الصحفيات يُعلنّ تعليق الاعتصام: هي خطوة انطلاق بدأت لتبقى.. عدنا لنقابتنا العريقة ونعلن خلال أيام عن خطوات عملية لتطوير النضال
البيان: عدنا إلى نقابتنا التي تم تغييبها عن عمد وتفريغها من قيمتها وتكميمها بالحديد والخيش.. عدنا لإعادة ترتيب كل ما تم بعثرته عن قصد
نتوجه بالتحية لـ محمود كامل وهشام يونس على بيانهما القيّم الذي جاء منحازًا لمعاني الكرامة والحرية والاستقامة مع الشعارات واحترامًا لمكانة الدستور
خلال الأيام القادمة سنعلن خطواتنا العملية لتطوير نضالنا النقابي والذي لن يأتي أثره الكامل دون تفاعل وحرص كل من تضامن معنا أو سينضم إلينا
كتب – أحمد سلامة
أعلنت الزميلات الصحفيات إيمان عوف ومنى سليم ورشا عزب، تعليق اعتصامهن وإضرابهن عن الطعام والذي كن قد بدأنه قبل أسبوع تضامنا مع إضراب الناشط والمدون المحبوس علاء عبدالفتاح.
وقال بيان أصدرته الصحفيات إن تعليق الاعتصام يأتي تفاعلا مع دعوة الزملاء الذين ثمنوا تلك الخطوة وأبدوا حرصهم على صحتهن، مشيرات إلى أنه خلال الأيام الوجيزة القادمة سيتم الإعلان عن الخطوات العملية لتطوير النضال النقابي.
وذكر البيان “نتوجه نحن الصحفيات رشا عزب وإيمان عوف ومنى سليم بتحية واجبة وافرة لكل زميلة وزميل تضامن معنا علنًا بالتوقيع على بيان دعم أو سرًا بإرسال الرسائل المحملة بأوجاع مهنية مغلفة بالخوف من العسف والاضطهاد من قبل مديري صحافة السامسونج”.
وأضاف “نتوجه بتحية واجبة وافرة للزميلين أعضاء مجلس النقابة محمود كامل وهشام يونس على بيانهما القيّم الذي جاء منحازًا لمعاني الكرامة والحرية والاستقامة مع الشعارات واحترامًا لمكانة الدستور، ومتماشيًا مع موقفهما في التواصل معنا ودعم حقنا منذ الساعات الأولى لاعتصامنا وإضرابنا عن الطعام داخل نقابة الصحفيين دفاعًا عن حق التعبير عن الرأي والمطالبة بالإفراج عن كل سجين رأي وفي القلب منهم السجناء الصحفيين ممن يدفعون ثمن ممارسة المهنة في الزمن الصعب وتضامنًا مع دخول السجين السياسي علاء عبدالفتاح في إضراب عن الطعام دفاعًا عن حقه وغيره في الحرية التي سلبها منهم بلا شك دون حق”.
وتابع “نعم، هي خطوة انطلاق بدأت لتبقى، عدنا أيها السيدات والسادة لنقابتنا العريقة المعبرة عن مهنة الرأي، عن بيت الصحافة التي لا تكون دون حرية والتي تعاني وممارسيها من أوضاع بائسة وتضييقات تعكس واقعها الخاص أولاً وتتخذ موقعها من صورة أوسع غائمة تشير إلى المناخ السلطوي العام الخانق في مصر الذي لا يطيق الحرية ويضج فيه الناس بسبب قلة الحيلة وضيق الحال”.
واستكمل “عدنا إلى نقابتنا التي تم تغييبها عن عمد وتفريغها من قيمتها وتكميمها -إيجازًا لا مجازًا- بالحديد والخيش وذلك خشيةً من أن يفلت منها مدافعاً عن كل ما سبق، وهو الأمر لم يطل بطبيعة الحال واجهة النقابة وحدها ومحاولة اغتيال سلمها والذاكرة الوطنية المرتبطة به ولكن يتم عن عمد وقصد محاولة اغتيال وجاهة الفكرة في أن يبقى هذا المبنى منارة ومن ثم يتم العمل في دأب على تحويله إلى (نفق مظلم) وذلك على مدار سنوات طويلة، كان أقساها بلا شك السنوات الست الأخيرة”.
واسترسل “عدنا إلى نقابتنا لنكون في مواجهة ممارسات وسياسات نقيب ومجلس نقابة لم يتبق -نظريًا في فترة انتخابهم- غير شهور لكنها كفيلة في رأينا لأن ندعو خلالها زملائنا لاستئناف نقاش وحشد ملفات وتوزيع مهام من أجل إعادة ترتيب كل ما تم بعثرته عن قصد في قضايا الحريات والتسويات والفصل التعسفي وتدني الخدمات وغيرها من انتقادات ترتقي إلى حد الاتهام بالإهمال التام والإهدار العام”.
وأردف “عدنا إلى نقابتنا، وهي الخطوة التي بدأت باعتصامنا ولكن لا تقتصر عليه بل تستكمل بخطوات متتالية بدأت بإعلاننا مطالبنا الأربعة في ملف الحريات وذلك في إطار عدد واسع من الوساطات المتكررة والملحة التي حرص أصحابها على نقل وجهة نظر نقيب الصحفيين وقد حرصنا نحن على تقديم تعاطي وتفاعل معها إلا أنه لم يكن من المدهش بالنسبة لنا بينما يبقى من المؤسف أنه قام بتجاهلها جميعًا وعدم إعطاء رد بالجملة”.
واستطرد البيان “وعليه نعلن تعليقنا كلاً من إعتصامنا وإضرابنا عن الطعام وذلك تفاعلاً مع دعوة زملائنا الكرام كامل ويونس وحرصهما وباقى زملائنا المتضامنين من أعربوا جميعهم عن تثمين خطوتنا وحرصهم على حالتنا الصحية، ونؤكد أنه خلال الأيام الوجيزة القادمة سنعلن -عبر صفحة (صحفيات مصريات) – خطواتنا العملية لتطوير نضالنا النقابي والذي لن يأتي أثره الكامل دون تفاعل وحرص كل من تضامن معنا أو سينضم إلى مسعانا بالفترات القادمة، ونتمنى ألا يمنعنا عن ذلك حائل قهري كأن يتم معاقبتنا على خطوتنا التي عزمنا عليها قبل إسبوع وننهيها الآن ونحن بكامل الاعتزاز بها”.
واختتم البيان بالقول “وإذ ننهي الخطوة فلا يمكن أن يأتي هذا دون توجيه شكر وإجلال لهذا الإنسان الذي بنضاله ضد الموت أحيا بنا ما كان قد فتر ولفه اليأس والغبار والملل.. تحية واجبة الى علاء عبد الفتاح الذى فتح الباب بجسمه كى نمر ونعود إلى نقابتنا محملين بالدفاع عن سجناء الرأي عامة كما تعودت نقابتنا، بيت الحريات وليس النفق المظلم”.
وكان عدد من الصحفيين قد أصدروا بيانًا قبل قليل حول إضراب الزميلات الصحفيات، استعرضوا من خلاله مشكلات الصحافة بشكل عام وما يعتريها من أزمات خلال الفترة الماضية خاصة في ظل ارتفاع عدد الصحفيين المحبوسين إلى 30 صحفيًا منهم 10 صحفيين ألقي القبض عليهم بعد إطلاق الحوار الوطني.. مطالبًا في الوقت ذاته بفتح نقاش جاد وحقيقي حول كافة الأزمات التي تعانيها المهنة.
وقال البيان إن الصحفيين يعانون “أوضاع اقتصادية متردية، وصحافة مقيدة، وقوانين جائرة، وطابور مستمر لا يتوقف من الصحفيين المفصولين والمحبوسين، رغم دعوات الحوار الوطني وأحاديث الانفراجة، حتى وصل عدد من تم القبض عليهم بعد هذه الدعوات لما يقرب من ١٠ زملاء من بين أكثر من ٣٠ صحفي محبوس دون تعليق من جانب النقابة”، داعيًا إلى بدء سلسلة اجتماعات ونقاشات جادة اعتبارا من الأسبوع المقبل لوضح حلول لهذه الأزمات.