الروائي إبراهيم عبد المجيد يطفئ شمعة عيد ميلاده خلال رحلته العلاجية.. والكاتب: في عمودي الفقري أكثرة من دعامة معدنية
كتب: عبد الرحمن بدر
أطفأ الأديب والروائي الكبير، إبراهيم عبد المجيد، شمعة عيد ميلاده خلال رحلة علاجه بالخارج، وتلقى العديد من التهانئ والدعوات بالصحة والسلامة.
وقال الأديب: اليوم يوم مولدي، أشكر كل من هنأني على الخاص، قلت فلاكتب شيئا هنا، اليوم جاء ميلادي وقد أصبحت في عمودي الفقري أكثرة من دعامة معدنية، ولكن بعد كل مرة يكتشفون كسرا في فقرة جديدة لثلاث مرات وثلاث عمليات الآن، اليوم سيضعون أسمنت بين الفقرات المكسورة كما عرفت.
وتابع عبد المجيد في تدوينة له: “هكذا ساتحول لكتلة من الخرسانة. حديد وأسمنت وسأحمل خطابا حتى إذا عبرت أي بوابة وصرخت بالإنذار يعرفون أني رجل من معدن وأسمنت، لو قدر لي الله العودة سالما قادرا على الحركة، وأحببت أن أكتب قصة ستكون عن الرجل الغامض الذي يعبر بوابات المدينة وحراسها نيام فيملأ الانذار البلاد وتمتلئ بالخبر الصفحات الإلكترونية وأعود مع الفجر أنام وقد أيقظت المدينة كلها”.
وأضاف: “سترتبك أحوال البلاد لأن ذلك يحدث كل ليلة، وسيضعون مكافاة لمن يدلي بمعلومات عن هذا الرجل الغامض . الرجل الذي كل أمله أن ينتهي من تناول الأفيون وغيره من الأدوية حتى يتحمل الألم . عام سعيد للجميع بلا أفيون ولا انذارات”.
وفي وقت سابق أعلن إبراهيم عبد المجيد، إجراء عملية جراحية، مؤكدًا أنه ينتظر إجراء أخرى في العمود الفقرء، وتتمنى أسرة (درب) السلامة والشفاء العاجل للأديب الكبير، وتقدم له خالص التهانئ بعيد ميلاده.
وإبراهيم عبد المجيد واحد من جيل الكبار أهدى المكتبة العربية وللقراء عشرات الروايات والكتب القيمة، إنه الأديب الكبير والروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي مازال يمتعنا بأعماله القيمة.
صدر له مؤخرًا رواية العابرة عن دار المتوسط للنشر في إيطاليا، وكتاب (رسائل من مصر) الذي قدم من خلاله صورة لمصر التي كانت عبر ترجمة أكثر من مائة وعشرين رسالة في حب مصر، تتناول مصر الشعبية في مواجهة تاريخ الملوك.
في الكتاب ستقرأ عن الحياة اليومية للمصريين لا تاريخ القادة والزعماء رغم وجوده فالناس هم الأكثر وجودا، الشيوخ والعمد والفلاحين والعمال رجالا ونساء وحتي العبيد . عن مصر التي تتغافلها كتب التاريخ المعنية بالسادة .
وهكذا يصر عبد المجيد أن يقدم صورة لمصر مختلفة، في مواجهة صورة مصر الحكام والمستبدين.. وهو ما قدمه خلال مسيرة طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال المميزة من أهمها “لا أحد ينام في الإسكندرية”، و”ليلة العشق والدم”، “البلدة الأخرى”، “بيت الياسمين”، “طيور العنبر”، و”الإسكندرية في غيمة”.
وعبد المجيد ولد في الاسكندرية عام 1946 وتخرج من كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة الاسكندرية، يعيش في القاهرة منذ عام 1974.
وكتب مقالات في عدة صحف ومجلات مصرية وعربية مثل الأهرام والأخبار والحياة والآداب واليوم السابع والهلال وغيرها.
كثير من أعماله تم تحوليها إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية مثل الصياد واليمام، وقناديل البحر، ولا أحد ينام في الإسكندرية، وبين شطين وميه.
حصل إبراهيم عبدالمجيد على العديد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الامريكية عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007 وجائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004.
هو واحد من الصادقين في الكتابة، وسبق أن صرح بأنه أحيانًا يبكي أثناء الكتابة، وأكد أن هذا يحدث أحيانا من فرط التوحد مع الشخصيات فهي تصبح الوطن الحقيقي للكاتب وفراقها يكون صعبا. مضيفا: “يبدو للكاتب أنه حقيقة. بعد أن أنتهي من كتابة رواية أظل شهورا أبحث عن شخصياتها في الطرقات ناسيا أنها من خيال ولا ينقذني إلا البدء في رواية جديدة”.
ويحرص إبراهيم عبد المجيد دائمًا على الاشتباك مع القضايا المثارة ويبدي فيها رأيه وينحاز لما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وهو مثال حي للمثقف المؤمن بقضايا أمته والمتفاعل مع مشكلات وآمال وأحلام الناس.. ننتظر عودته لنا سالمًا ليواصل الإبداع والتفرد.