الرئيس الأوكراني يدعو مواطني بلاده للانتقال من الدفاع إلى مهاجمة القوات الروسية
حث الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مواطني بلاده على مواصلة القتال في مواجهة القوات الروسية قائلاً إنهم قد “تحملوا ضربة” الغزو الروسي.
وفي خطاب مشحون بالعواطف ألقاه من العاصمة كييف مساء السبت، قال زيلينسكي إن الوقت قد حان لكي يقوم الأوكرانيون بشن هجوم مضاد.
وقال: “عليكم أن تخرجوا لتطردوا هذا الشر من مدننا”.
جاءت دعوة التحشيد من الرئيس الأوكراني إلى جانب نداء وجهه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن حثه فيه على تقديم المزيد من الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا.
ويُعتقد بأن المسؤولين الأمريكيين يجرون محادثات مع القادة السياسيين في بولندا حول إمكانية أن تقوم وارسو بتزويد أوكرانيا بعدد من الطائرات المقاتلة من طراز “ميغ”، بحسب موقع “BBC”.
وكانت بولندا قد بدأت ببطء في إخراج الطائرة المقاتلة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية من الخدمة- ويبدو أن المسؤولين يدرسون إمكانية تقديمها إلى أوكرانيا، التي لم يتلق طياروها التدريب على قيادة الطائرات الغربية الصنع.
وتشير بعض التقارير إلى أن تلك الطائرات قد يتم استبدالها بطائرات جديدة برعاية أمريكية.
ودخل الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الحادي عشر، بإشارة من بعض الخبراء إلى أن الغزو ربما تعثر في بعض الأماكن- على الرغم من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت على أن العملية العسكرية “تسير حسب الخطة”.
ففي حين يستمر القتال في مناطق عديدة من البلاد، فإن قوات موسكو لم تتمكن من السيطرة إلا على مدينة أوكرانية رئيسية واحدة هي مدينة “خيرسون”-على الرغم من تحقيقها للتقدم في أماكن رئيسية، مثل سيطرتها على محطة توليد الطاقة النووية في “زاباروجيا” الجمعة.
وخارج العاصمة كييف، لا يزال الرتل العسكري الضخم الذي يمتد بطول أكثر من 64 كيلومتراً متوقفاً خارج المدينة ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأوكرانية إنهم يوجهون ضربات لأهداف منتقاة داخل الرتل كلما أمكن ذلك.
أما عن سير المعارك في الأماكن الأخرى في أوكرانيا، فقد دار قتال عنيف إلى الشمال الغربي من كييف، حيث تحاول القوات الروسية إعادة السيطرة على مطار “هوستوميل” الاستراتيجي.
كما قصفت القوات الروسية مدينة “إربين”، وهي مدينة تقع في ضواحي كييف.
وكان قد أُعلن السبت عن وقف لإطلاق النار لإفساح المجال أمام خروج المدنيين من مدينة ماريوبول، إلا أن المسؤولين الأوكرانيين قالوا إن وقف إطلاق النار دام أقل من 30 دقيقة قبل أن يُستأنف القصف الروسي.
وتعرضت مدينتا “خاركيف” و “سومي” في شرقي أوكرانيا لقصف متجدد من جانب القوات الروسية.
وقالت روسيا إنها تقدمت لمسافة 7 كيلومترات إضافية في منطقة دونباس، مستولية بذلك على العديد من البلدات والقرى.
وفي خيرسون، وهي المدينة الوحيدة التي انتقلت السيطرة عليها إلى الروس، تفيد تقارير بأن القوات الروسية أطلقت النار على محتجين لفض مظاهرة مناهضة للغزو الروسي.
وأبلغ رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكالة رويترز بأن عدد اللاجئين الفارين من الغزو الروسي قد يرتفع إلى 1.5 مليون مع نهاية هذا الأسبوع.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “هذه أسرع أزمة لاجئين تحركاً على الإطلاق في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.
وبينما يستمر القتال في أوكرانيا، تواصل العقوبات الغربية ضربها للاقتصاد الروسي.
فقد أعلنت كل من فيزا وماستركارد العملاقتين في مجال بطاقات الدفع الإلكتروني عن وقف خدماتها المقدمة في روسيا، حيث قال الرئيس التنفيذي لفيزا “آل كيلي” في بيان إن الشركة كانت “مضطرة لفعل ذلك في أعقاب الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، والأحداث غير المقبولة التي شهدناها”.
وتعني هذه الخطوة أن البنوك الروسية لن تتلقى الدعم بعد الآن من الشبكات الخاصة بالشركتين، وأن أي بطاقات تم إصدارها خارج البلاد ستتوقف عن العمل في المحلات التجارية وأجهزة الصراف الآلي الروسية.
لكن مصرف “سبيربانك”، وهو أكبر مصرف مقرض في البلاد، أكد على أن الروس سيكونون قادرين على سحب الأموال والقيام بالتحويلات والدفع داخل المحلات العادية والمتاجر الروسية على الانترنت، لأن التعاملات في البلاد تمر عبر نظام بطاقة الدفع الوطنية المحلي، الذي لا يعتمد على أنظمة دفع أجنبية.
أيضا، أعلنت شركة “باي بال” PayPal، السبت، أنها ستعلق خدماتها في روسيا، ردا على غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال دان شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة PayPal، في رسالة موجهة إلى الحكومة الأوكرانية: “في ظل الظروف الحالية، نعلق خدمات PayPal في روسيا”.