«الدرس انتهى لموا الكراريس».. نصف قرن على مذبحة بحر البقر جريمة الصهاينة التي لن تسقط بالتقادم
كتب – عبد الرحمن بدر
الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سـال
نصف قرن من الزمان مر على واحدة من أبشع مجازر الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية التي استشهد فيها 30 طفلاً ومُدرسًا، بالإضافة لإصابة 50 آخرين، نصف قرن على جريمة لن تسقط بالتقادم ولا تنساها الأجيال المتعاقبة، ومازالت ذكراها حية في حياة من عاصروها ومن سمعوا عن بشاعتها.
(حسن محمد السيد الشرقاوى، ومحسن سالم عبدالجليل محمد، وإيمان الشبراوى طاهر، وبركات سلامة حماد، وفاروق إبراهيم الدسوقى هلال، وخالد محمد عبدالعزيز، ومحمود محمد عطية عبدالله، وجبر عبدالمجيد فايد نايل، وعوض محمد متولى الجوهرى، ومحمد أحمد محرم، ونجاة محمد حسن خليل، وصلاح محمد إمام قاسم، وأحمد عبدالعال السيد، ومحمد حسن محمد إمام، وزينب السيد إبراهيم عوض، ومحمد السيد إبراهيم عوض، ومحمد صبرى محمد الباهى، وعادل جودة رياض كراوية، وممدوح حسنى الصادق محمد) 30 طفلا شهيدا لن تسقط أسماءهم أبدا من ذاكرة المصريين، وسيبقون علامة على بشاعة جرائم الاحتلال الصهيوني في حقنا وحق الانسانية ونقطة تقول أن صراعنا لم ينته طالما هناك من يواصل هذه الجرائم بحق الانسانية، في فلسطين .
في صباح 8 أبريل 1970 قصفت دولة الاحتلال الإسرائيلي مدرسة أطفال بحر البقر، التي كانت المدرسة تتكون من دور واحد، وتضم ثلاثة فصول وعدد تلاميذهـا 130 طفلاً أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عامًا.
مازالت متعلقات الأطفال من ملابس، وأقلام وكتب وأحذية، وأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، موجود داخل متحف بالقرية التي وقعت بها الجريمة لتبقى حرزًا لكل الأجيال حتى لا يسنوا الجريمة مهما مر عليها من وقت.
تسبب الهجوم الغادر في موجة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وأجبر الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، بعد فترة قصيرة دشنت مصر حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية.
بررت دولة الاحتلال الجريمة وقال موشى ديان، قائلاً: «المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري».
الطيار الإسرائيلي، امى حاييم، والذي شارك في تلك الجريمة وأسرته القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973 قد أقر واعترف بأنهم قصفوا المدرسة الابتدائية عن عمد، وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية.
الحكومة المصرية وصفت القصف بأنه «عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية»، وقالت الحكومة إن العملية تأتي ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة «روجرز». واعتبر الاتحاد السوفييتي ما فعلته إسرائيل بمثابة غضب العاجز.
وتبقى قصيدة الشاعر صلاح جاهين شاهده على المذبحة التي ارتكبها العدو:
الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سـال
فى قصـر الأمم المتــحدة
مسـابقة لرسـوم الأطـفال
ايه رأيك فى البقع الحمـرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفـلة مصرية وسمرا
كانت من أشـطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نـار
راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكته على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس..
ايه رأى رجـال الفكر الحر
فى الفكرادى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود فى المر
لكن كان حلو ضحوك الفـم
دم الطـفل الفـلاح
راسم شمس الصباح
راسم شـجرة تفاح
فى جناين الاصلاح
راسم تمساح
بألف جناح
فى دنيا مليانة بالأشبـاح
لكنـها قلـبها مرتــاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس …
ايه رأيك يا شعب يا عربى
ايه رأيك يا شعب الأحـرار
دم الأطـفال جايلك يحـبى
يقول انتـقموا من الأشـرار
ويسيل ع الأوراق
يتهجى الأسـماء
ويطـالب الآبـاء
بالثـأر للأبـناء
ويرسم سيف
يهد الزيـف
ويلمع لمعة شمـس الصيف
فى دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليـس
الدرس انتهى لموا الكراريس