الخبير التعليمي كمال مغيث: المعلمون المصريون أفقر معلمي الأرض.. والدعوة للتدريس بالتطوع يحول المهنة النبيلة لمهنة أنفار
مغيث: المعلم أساس العملية التعليمية وأهم أركانها ولا معنى لأي تطوير دون أن يكون في القلب من هذا التطوير
كتب: عبد الرحمن بدر
قال كمال مغيث، الخبير التعليمي، إن المعلم هو أساس العملية التعليمية وأهم أركانها، وأنه لا معنى لأى تطوير دون أن يكون المعلم فى القلب من هذا التطوير.
وتابع: “رغم كل هذا فلقد أصبح المعلم فى أيامنا هذه أكثر الفئات التى يقع عليها ظلما بينا فالمعلمين المصريين هم أفقر معلمى الأرض، ويحسب مرتبهم على أساسى سنة ٢٠١٤. ولا مانع تحت الإستبداد وغياب المحاسبة أن يتهمهم وزير التعليم بأنهم حرامية، وأنهم حجر عثرة فى سبيل التطوير، وتسعى منظومة تطوير التعليم المزعومة للاستغناء عن المعلم وتهميشه، بل والدعوة إلى التعليم بالتطوع لتتحول المهنة النبيلة إلى مهنة أنفار”.
وأضاف في تدوينة له: “تحت عوامل انقسام التعليم المصرى إلى تعليم للصفوة وتعليم للفقراء، فلم يعد معلمى الفقراء ممن يحسب حسابهم أحد ولم تعد الحكومة تهتم لا بمكانتهم الاجتماعية ولا بحالتهم المادية فى نفس الوقت”.
وقال مغيث: منذ أن عرفت البشرية قيمة العلم والمعرفة، ومنذ أن عرفت القراءة والكتابة والحروف، فإنها قد وضعت المعلمين فى مكانة لا يدانيها مكانة أخرى لمهنة من المهن، وتذخر حكم وآداب الفراعنة بتمجيد مهنة المعلم والحث على احترامه وتبجيلة.
وتابع: على الرغم من أمجاد الإسكندر الأكبر، إلا أنه عاش يفخر بكونه تلميذا للفيلسوف العظيم أرسطو، ويظل السيد المسيح هو المعلم العظيم الذى أرسل تلاميذه لينيروا العالم بالبشارات.
وأضاف مغيث: “يذخر التراث الإسلامى باحترام مكانة العلماء وتوقيرهم وتسابق الخلفاء لحمل نعالهم وتقبيل أياديهم، وفى التعليم الحديث احتل المعلمين مكانة كبيرة سواء كانت من الناحية المادية أو الناحية المعنوية ورغم هذا فقد دعى طه حسين لجعل مكانة المعلم تعلو على مكانة القاضى فهو يقول: وإذا كانت الدولة تصطنع كادرا ماديا خاصا للقضاة يميزهم عن غيرهم من موظفى الدولة ويعصمهم من الزلل لأنهم يحكمون فى قضايا الأفراد فإن المعلمون أولى بهذا الكادر الخاص وخاصة لأنهم يحكمون فى قضايا الوطن والمستقبل، ومن هنا أيضا قال شوقى: قم للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم أن يكون رسولا”.