الحرية حقه| النقابي العمالي شادي محمد بين الإضراب عن الطعام والمصير المجهول: حياته في خطر  

محمود هاشم 

تصاعدت المخاوف بشأن مصير النقابي العمالي شادي محمد، الذي دخل في أسبوعه الثاني من الإضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازه القاسية في سجن برج العرب .وعبرت زوجته سلوى رشيد عن قلقها البالغ بعد فقدان التواصل معه منذ 14 يومًا، مشيرة إلى أنها لم تحصل على أي معلومة بشأن وضعه الصحي أو مكان احتجازه الحالي. 

كانت سلوى رشيد تأمل في الحصول على أي أخبار عن زوجها خلال جلسة غرفة المشورة بمحكمة جنايات بدر، التي عقدت للنظر في تجديد حبسه، الثلاثاء 18 فراير 2025، إلا أن الجلسة لم تزد الأمور إلا غموضًا.  

ورغم إدراج اسمه ضمن كشوف المحتجزين في سجن العاشر – تأهيل 6، إلا أن المحامين أبلغوا القاضي بأنه تم ترحيله إلى سجن برج العرب، لكن عند محاولة التأكد من ذلك، أبلغ مسؤولو السجن أنه غير موجود لديهم. 

تضيف سلوى: “لقد زرت شادي في برج العرب يوم 2 فبراير، وتم تسجيل الزيارة الساعة 8:15 صباحًا، وتمكنت من رؤيته ظهرًا. لكن اليوم، عندما حاول القاضي التواصل مع السجن للتأكد من مكانه، انقطع الاتصال فجأة، ولم نتمكن من معرفة مصيره.” 

شادي محمد هو نقابي بارز، وعضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، وقيادي في النقابة المستقلة لعمال شركة لينين جروب للمفروشات والمنسوجات، وعضو في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وفي اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالإسكندرية، وتعرض للفصل التعسفي عام 2019 ، بعد مشاركته في احتجاجات عمالية طالبت بتحسين الأجور. 

في 3 أكتوبر 2022، تم اعتقاله أثناء وجوده في إحدى حافلات الشركة، ووجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، قبل أن يتم إخلاء سبيله في 24 أكتوبر 2022. لكن في 29 أبريل 2024، أعيد اعتقاله من أمام منزله في الإسكندرية، بعد يوم واحد فقط من اعتقال خمسة شباب بسبب تعليق لافتة تضامنية مع فلسطين. 

ومنذ نقله إلى سجن برج العرب 2، بدأ شادي محمد إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازه السيئة. وأفادت زوجته بأن السجن يعاني من الاكتظاظ الشديد، ما منعه من النوم الكافي، وأدى إلى تدهور حالته النفسية والصحية، بجانب سوء أوضاعه داخل محبسه. 

عدد من الأحزاب والكيانات  – من بينها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحزب العيش والحرية – تحت التأسيس وحركة الاشتراكيين الثوريين – أصدرت بيانات تضامنية تطالب بالإفراج الفوري عن شادي محمد، وعن جميع المعتقلين بسبب تضامنهم مع فلسطين. 

ووسط هذه التطورات المقلقة، تقدمت زوجته ببلاغ للنائب العام برقم 1102820 للإبلاغ عن إضرابه الكامل عن الطعام واعتماده فقط على الماء، ما يشكل خطرًا جسيمًا على حياته، وتؤكد أنها لم تتلقَ أي ردود واضحة بشأن مكانه أو وضعه الصحي. 

تساؤلات كثيرة تُطرح الآن: أين شادي محمد؟ ولماذا يتم التعتيم على مصيره؟ بينما تتزايد الأصوات المطالبة بإنهاء الحبس الاحتياطي التعسفي والإفراج عن كافة سجناء الرأي، ما يزال شادي محمد يواجه خطرًا حقيقيًا على حياته، في ظل استمرار تجاهل السلطات لمطالبه المشروعة بالحصول على حريته. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *