التوتر يزداد في شرق المتوسط| ألمانيا: توسيع أنشطة التنقيب التركي “مؤشر سيء”.. سنبحث الأزمة مع أثينا وأنقرة
أعربت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الاثنين، عن أسفها لتوسيع سفينة الاستكشاف والتنقيب التركية أنشطتها، واعتبرت ذلك مؤشرا سيئا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، إن وزير الخارجية هايكو ماس، يعتزم مناقشة مسألة الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، مع أثينا وأنقرة يوم الثلاثاء المقبل.
وتصاعدت التوترات بين اليونان وتركيا العضوين في حلف شمال الأطلسي بعد أن أرسلت تركيا سفينة المسح “Oruc Reis” ، برفقة سفن حربية، لرسم خرائط محتملة للتنقيب عن النفط والغاز في المناطق المتنازع عليها بين أنقرة وأثينا.
ويأتي التصريح الألماني بعد أيام من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أكبر اكتشاف لمكمن للغاز الطبيعي في البحر الأسود.
وقالت وزارة الطاقة التركية، إن السفينة أوروتش رايس، بدأت عمليات المسح في المتوسط، وتفاقمت أزمة التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط التي أشعلتها تركيا بإرسال سفينة لإجراء مسح زلزالي في منطقة بين قبرص واليونان.
وتراشق مسؤولو البلدين بالتصريحات، بينما واصلت تركيا إرسال رسائل متناقضة تأرجحت ما بين استعدادها لاستخدام القوة ودعوة دول حوض المتوسط إلى حوار عام يفرز صيغة لتقاسم الموارد، ودفعت أثينا باتجاه ضمان موقف أوروبي مساند في مواجهة تحركات تركيا “غير القانونية”.
وستواصل 3 سفن تركية (Oruc Reis وCengiz Han وAtaman) الانتشار في المنطقة المتنازع عليها، في الفترة من 10 إلى 24 أغسطس، بموجب إخطار “نافتكس” الملاحي، ووصلت سفينة أوروك ريس إلى المنطقة، وفقًا لتغريدة لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز.
وقال دونماز: “ستستمر جهودنا في البحر المتوسط والبحر الأسود من أجل استقلال تركيا في مجال الطاقة دون انقطاع. 83 مليونا (سكان تركيا) يقفون معك أوروك ريس”، واستجابت أثينا من خلال عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء وإصدار إخطار نافتكس مضاد.
وقالت وزارة الخارجية اليونانية، في بيان، إن “نافتكس التركي الجديد لعمليات التنقيب غير قانوني… على الجرف القاري اليوناني، إلى جانب التنقل الواسع الملحوظ لوحدات البحرية التركية، هو تصعيد خطير جديد ويكشف بأكثر الطرق وضوحًا سلوكيات تركيا المدمرة والمهددة تجاه السلام”.
وأكدت الوزارة أن “اليونان لن تقبل أي ابتزاز، وستدافع عن سيادتها وحقوقها السيادية”، وأعربت ألمانيا، التي كانت تحاول التوسط في اتفاق بين تركيا واليونان، عن قلقها بشأن الخطوة الأحادية من جانب أنقرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا جميع دول البحر المتوسط إلى عقد اجتماع لإيجاد “صيغة مقبولة للجميع” بخصوص موارد حوض البحر المتوسط. وأكد أردوغان، في كلمة عقب اجتماع للحكومة في أنقرة برئاسته، استعداد تركيا لحل النزاعات من خلال الحوار القائم على الإنصاف في البحر المتوسط، وأنها ستواصل تنفيذ خططها ميدانيا ودبلوماسيا بخصوص البحر المتوسط حتى يحكم التفكير السليم هذا الأمر، وعبر عن رفضه لإقصاء تركيا من موارد المنطقة، قائلاً: “لن نقبل حبسنا في سواحلنا من خلال بضع جزر صغيرة متجاهلين مساحة تركيا الشاسعة البالغة 780 ألف كيلومتر”.
وتزامنت تصريحات أردوغان مع التوتر الذي أحدثه إصدار أنقرة إخطارا ملاحيا جديدا بالتنقيب في منطقة تقع بين قبرص واليونان لمدة 15 يوما حتى 23 أغسطس الجاري، ما دفع اليونان إلى وضع أسطولها البحري في حالة استعداد وإعلان التأهب في صفوف الجيش. وقال أردوغان إن تركيا أجلت تلك الأنشطة لفترة وجيزة كإشارة للنوايا الحسنة بناء على دعوة من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورغم النوايا الحسنة لتركيا إلا أن اليونان أظهرت عدم حسن نتيها مرة أخرى عبر اتفاقية “لا سند قانونيا” لها وقعتها مع مصر حول ترسيم الحدود البحرية بينهما.
ونشرت وزارة الخارجية التركية خريطة المنطقة التي تقوم سفينة “أوروتش رايس” بأعمال المسح زلزالي فيها. وقال المدير العام للشؤون السياسية الثنائية والبحرية والجوية والحدودية بالخارجية التركية، تشاغطاي أرجيس، في تغريدة أرفق بها الخريطة، إن المطالب اليونانية “المتطرفة” تقف وراء التوتر بالمنطقة وتحاول وقف السفينة التركية أوروتش رايس وإغلاق شرق البحر المتوسط أمام تركيا، من خلال مطالبتها بمساحة صلاحية بحرية تبلغ 40 ألف كيلومتر متذرعة بجزيرتها كاستيلوريزو (ميس)، البالغة مساحتها 10 كيلومترات مربعة والتي تبعد عن البر اليوناني مسافة 580 كيلومترا.
كما تريد الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لهذا الادعاء، والضغط على تركيا لتوقف أنشطتها الهيدروكربونية المشروعة، وهذا الأمر غير معقول وغير مقبول.