التطورات السورية.. أردوغان وبوتين يتفقان على “تجاوز التوتر”.. و”الداوعش” يحاربون مع الأترك
قال الرئيس الروسي خلال لقائه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، إن الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة تتطلب حديثا مباشرا بين الطرفين وأكد ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره.
وحول مقتل العسكريين الأتراك في سوريا، قال بوتين إن خسارة الناس دائما مأساة كبيرة، موضحا أن العسكريين الروس والسوريين لم يكونوا على علم بموقع الجنود الأتراك، والجيش السوري خلال هذه الفترة تكبد أيضا خسائر كبيرة.
وأضاف أنه بات من الضروري مناقشة الوضع المتشكل اليوم والعمل على عدم تكراره ، “ولكي لا يلحق ضررا بالعلاقات الروسية التركية التي نثمنها عاليا”.
وخاطب بوتين ضيفه أردوغان قائلا: “مثلما طلبتم نحن مستعدون لنبدأ بالحديث وجها لوجه، ثم ينضم إلينا فيما بعد المسؤولون في الحكومتين الروسية والتركية“.
من جانبه أشار أردوغان إلى متانة العلاقات التركية – الروسية، مؤكدا أن العمل على تطوير هذه العلاقات يعد مسألة هامة.
وقال الرئيس التركي: “وصلت علاقاتنا حاليا إلى الذروة، وهذا ينطبق على الصناعات الدفاعية والعلاقات التجارية.. ونحن نعتبر أن المهمة الأساس تتمثل في تطوير هذه العلاقات، وأعتبر أننا قادرون على ذلك“.
“دواعش” مع الأتراك
وأظهرت مقاطع فيديو جديدة مسلحين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي يقاتلون إلى جانب الجيش التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في أحدث إشارة إلى استغلال تركيا للتنظيمات الإرهابية.
وظهر المسلحون الذين يضعون أعلام داعش فوق زيهم العسكري باستعراض أمام جثة جندي سوري.
وكانت تقارير كثيرة أكدت أن أنقرة تعتمد على التنظيمات المصنفة إرهابية في عملياتها العسكرية وتقدم لها الدعم الجوي والبري.
وبحسب مراقبين، يتخذ شكل الانصهار المباشر بين الدواعش والجيش التركي أشكالا عدة، إن كان على شكل مرتزقة في ليبيا، أو إلباس المتطرفين البزة العسكرية التركية والقتال تحت غطاء المدافع والطائرات الهجومية المسيرة، والتحرك في الآليات التي أرسلتها أنقرة لتعزيز نقاطها وعمليتها العسكرية في إدلب السورية.
وربما توضح هذه المشاهد السبب وراء البيان المباشر وشديد اللهجة من وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، قبل يوم واحد من لقاء مرتقب بين بوتن وأردوغان، الخميس.
واتهمت موسكو تركيا صراحة بانتهاك القانون الدولي، وبأنها دمجت نقاط تمركز جنودها في إدلب مع المناطق المحصنة للتنظيمات التي يصنفها العالم إرهابية، وهي هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وتنظيم حراس الدين وغيرها.
وباتت هذه التنظيمات ركيزة الجيش التركي في أي هجوم بري في سوريا، وقد قامت بارتكاب جرائم حرب في جميع المناطق التي حاربت فيها مع الجيش التركي إن كان ضد الأكراد حين نفذوا إعدامات ميدانية، أو ما يقومون به من قتل على الطريقة الداعشية لمن يقع في أيديهم من أسرى.
والأخطر من كل ذلك هو تحقق المخاوف الدولية من بث الروح في جسد داعش وأمثاله على يد الجيش التركي، الذي بدد جهودا دولية مضنية امتدت لسنوات للقضاء على أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث.
وأكدت وقائع عديدة وجود علاقات بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات طويلة، على الرغم من إنكار أنقرة علنا لوجود هذه العلاقة.
وفي نوفمبر الماضي، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هناك كيانات وأشخاص يمولون تنظيم داعش الإرهابي داخل تركيا ويقدمون له الدعم اللوجستي.
النظام ينتقد “عويل الوضع الإنساني”
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، لموقع “روسيا اليوم”، إن تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية حول الوضع الإنساني في محافظة إدلب، يظهر استمرار هذه الدول بتسييس كل ما هو إنساني لخدمة مصالحها.
وقال المصدر إن “تصريحات وعويل مسؤولي بعض الدول الغربية حول الوضع الإنساني في إدلب بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري، وتجاهلهم للجرائم التي ترتكبها هذه التنظيمات وقوات (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان بحق المدنيين السوريين، يظهر حجم النفاق الذي تحمله سياسات هذه الدول واستمرارها بتسييس كل ما هو إنساني لخدمة مصالحهم.
وأكدت الخارجية السورية مخاطبة تلك الدول أن “محاربة الإرهاب على أراضيها هو حق مشروع تكفله القوانين والمواثيق الدولية خاصة وأن المجموعات الإرهابية التي تحاربها قوات الجيش السوري تتزعمها هيئة تحرير الشام المدرجة على لوائح مجلس الأمن كمنظمة إرهابية، وهي تستخدم أهالي محافظة إدلب كدروع بشرية، وليس أدل على ذلك من منع الإرهابيين ونظام أردوغان لأهلنا في إدلب من الخروج عبر المعابر الإنسانية الثلاثة التي افتتحتها الحكومة السورية”.
وأضافت الخارجية السورية أنه “في وقت تحاول فيه الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، استخدام الوضع الإنساني كذريعة للضغط لوقف العمليات العسكرية ضد الإرهابيين، فإنها ترضخ لابتزاز أردوغان الذي يواصل استغلال معاناة المهجرين السوريين وتهديد الدول الأوروبية بإرسال موجات جديدة منهم إلى أراضيه”.
وأكد المصدر أن “الحكومة السورية لم ولن تدخر أي جهد في تقديم المساعدات للمواطنين على امتداد الجغرافيا السورية، وكذلك تقديم التسهيلات للمواطنين المهجرين بفعل الإرهاب، كما تطالب المجتمع الدولي، وخاصة المسؤولين الأوروبيين، باتخاذ موقف إنساني صادق ولو لمرة واحدة، والتخلي عن أجنداتهم الاستعمارية الرخيصة على حساب معاناة السوريين، وإدانة السلوك العدواني للنظام التركي، ومتاجرته بمعاناة السوريين، وإرغامه على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني”.
قوات خاصة لمنع اليونان من رد المهاجرين؟
ونشرت تركيا، اليوم، ألف عنصر من القوات الخاصة التابعة للشرطة لمنع اليونان من رد المهاجرين، الذين يحتشد الآلاف منهم على الحدود اليونانية.
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، خلال زيارة تفقدية إلى محافظة أدرنة شمال غربي البلاد: “يجري نشر ألف عنصر من قوات الشرطة الخاصة اعتبارا من صباح اليوم (الخميس) على ضفة نهر ميريتش على الحدود”.
وأضاف أن العناصر انتشروا “بكافة معداتهم”، للحؤول دون “رد المهاجرين”، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وفي محاولة، متكررة، لابتزاز الغرب في نزاعه مع سوريا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده أمام المهاجرين الموجودين على أراضيها.
واحتشد المهاجرون على الحدود اليونانية التركية منذ ذلك الإعلان، وأدى إلى حالة من الفوضى على الحدود وصلت إلى الاشتباك مع القوات اليونانية، التي واجهت مهاجرين بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وكان صويلو قد قال، الأربعاء، إن 135 ألف مهاجر عبروا الحدود التركية إلى اليونان، مشيرا إلى أنهم خرجوا من تركيا عبر ولاية أدرنة.
من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي، في بيان لوزراء داخليته، الأربعاء، “رفضه الشديد لاستخدام تركيا الضغط الناتج من المهاجرين لأغراض سياسية”.
كذلك، دعا وزراء الدول الـ27، خلال اجتماع طارئ، أنقرة إلى “التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق” الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد عام 2016، إثر ازمة الهجرة في 2015.
وأعلن الوزراء عن التضامن مع اليونان وبلغاريا وقبرص والدول الأعضاء، التي قد تتأثر بموجات الهجرة مع التأكيد على ضبط حدود الاتحاد الأوروبي.