التحالف الشعبي يعلن موقفه من الحرب الروسية على أوكرانيا بـ 12 نقطة ويحذر من توتر العلاقات الدولية: لا للحروب.. لا للأحلاف العسكرية
الحزب يحذر من مخاطر الحروب وتوتير العلاقات الدولية وتمدد الناتو فى المحيط الروسى
التحالف الشعبي : الحرب علامة على عالم جديد تتراجع فيه الهيمنة الامريكية مع تداعيات الحرب
نطالب بسياسات تحقق السيادة على الغذاء وحل أزمة سد النهضة لضمان الحق فى الماء والغذاء والحياة
كتب: عبد الرحمن بدر
حذر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من مخاطر الحروب وتوتر العلاقات الدولية وتمدد الناتو في المحيط الروسي.
وقال التحالف في بيان له، الاثنين: “مع توغل القوات الروسية فى الأراضى الأوكرانية ومعاناة الشعب الأوكرانى من ويلات الحرب وصرخات رئيس أوكرانيا لقد تركونا وحدنا، يهم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن يحدد موقفه من الحرب على أوكرانيا في 12 نقطة”.
وطالب الحزب بضرورة التوجه بحزم إلى إصلاح السياسات الزراعية فى اتجاه تحقيق السيادة على الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى السلع الغذائية الرئيسية وعلى الأخص القمح والفول والأذرة والعدس.
وقال إن تداعيات الأزمة توجب سرعة حسم المخاطر والتهديدات المتعلقة بسد النهضة وردع المسعى العدوانى الإثيوبى لوضع محبس على النيل وتحويله إلى بحيرة إثيوبية.
وإلى نص النقاط الـ12 التي حدد حزب التحالف الشعبي فيها موقعه من الحرب على أوكرانيا.
1- من حيث المبدأ ندعو إلى السلام العالمى والتضامن بين الشعوب وضد استخدام الحرب والقوة المسلحة كوسيلة لتغيير الأنظمة والأوضاع فى أى دولة أو منطقة، ونؤكد على ضرورة احترام حق الشعوب فى الأمن والاعتماد على الوسائل السلمية فى حل النزاعات.
٣ – ونرى في التظاهرات السلمية لمواطنين فى دول متعددة وعلى الأخص فى عدة مدن روسية رسالة مهمة للإعراب عن رفض الحرب تمسكا بالميراث المشترك بين الشعبين الروسى والأوكرانى والمحافظة على السلام بشكل عام.
٣- نعارض الأحلاف العسكرية وتمددها كوسيلة للهيمنة وكادوات ضغط على أطراف أخرى وعسكرة العلاقات الدولية وتوتير الاستقطاب، وهى تؤدى على العموم إلى تدهور قضايا السلم والأمن في جميع أنحاء العالم وصعود التيارات المتطرفة الدينية واليمينية والفاشية والقومية المتعصبة ، وما داعش وأخواتها إلا نتاج لهذا الوضع الذى اجتمعت فيه تشوهات قومية مع تشوهات الوضع الدولى وتوجهات التقسيم والعسكرة.
٤- الحرب التى تدور فى الأراضى الأوكرانية ليست نزاعا حدوديا، أو توترا بين دولتين جارتين فهى تحمل فى أحشائها كل خصائص الوضع الدولى حيث تتشابك الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية وترسم الطريق إلى الحرب وقد أدت بالفعل تدخلات الولايات المتحدة وحلف الناتو إلى زيادة مناطق التوتر فى العلاقات الروسية – الأوكرانية بسعيها إلى ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ـ فضلا عن دول أوربا الشرقية على الجناح الشرقى لروسيا وأحياء نظرية الطوق الحديدي التي استهدفت في السابق حصار وعزل الاتحاد السوفيتي السابق وتستهدف الآن وريثه الاتحاد الروسى الحالى اعتمادا على دول الجوار والتى اقترب تمددها إلى أوكرانيا فى قلب البيت بوصف بوتين وكلماته.
5- لا يخفى على أحد التاريخ العدوانى الأسود لحلف الناتو ودوره فى تدمير دول وشعوب مثلما حدث فى العراق ويوغسلافيا سابقا وليبيا وأفغنستان ومساندة إسرائيل الاستعمارية ودعم ميليشيات الارهاب وتوجهات التقسيم والتفتيت والتفجير الطائفي كوسيلة للهيمنة، وما داعش وأخواتها الا نسخ ومنتجات لهذا الوضع المشوه الذى اجتمعت فيه تشوهات الوضعين الإقليمي والدولي.
6- مهما يكن من شان تحرشات الناتو بالروس انطلاقا من دول الجوار، فإن الحرب لن توفر حلا للامن الروسى، كما أن الانضمام للناتو لم يكن الضمان الأهم لأمن أوكرانيا، وعلى العكس فهو ما يقوض أمنها وهناك دول جارة لروسيا كالسويد وفنلندا والدول الاسكنافية عموما التزمت فى السياسة والاقتصاد التوجهات الغربية كالاقتصاد الحر والليبرالية السياسية، لكنها في العلاقات الخارجية التزمت الحياد ولم تنضم إلى أي أحلاف عسكرية، وكان هذا التوجه أهم ضمانة لأمنها، وفى الوضع الراهن فإن الحل الواقعى الذي يستجيب لمصالح الشعب الأوكرانى هو حياد أوكرانيا وابتعادها عن منظومة الناتو مع ضمان حق شعبها في اختيار النظام السياسى والاقتصادي الذي يختاره دون تدخل من أي قوى أخرى.
7- وعلى جانب أخر كشفت الحرب عن ملامح عالم جديد يتشكل تتراجع فيه الهيمنة الأمريكية، وتتعدد فى النظام الدولى مراكز القوى وبينما كانت الآلة العسكرية الروسية تتوغل فى الأراضى الأوكرانية استلهمت الإدارة الأمريكية ودول الناتو من عالمنا العربى عبارات الشجب والإدانة وبدت أوكرانيا تخوض المواجهة وحدها، كما صرح رئيسها، وعلى الصعيد العالمى بدا الأمر كمواجهة بين الناتو وروسيا، وبسبب خصائص الحالة الروسية والأمريكية وتحولات الوضع الدولى لم تلق أمريكا الدعم الذى توقعته من الدول التابعة والتى تدور فى فلكها.
8- على العكس تتصاعد لدى تيارات عريضة فى المنطقة ودول الجنوب مشاعر الشماتة فى الإدارة الأمريكية وحلف الناتو بسبب تاريخه العدوانى فى حق الشعوب والتمدد فى كل القارات كشرطى للعالم يقرر مصير الأنظمة والشعوب، وأيضا بسبب ما كشفت عنه التطورات الأخيرة من من تراجع نظام الهيمنة الأمريكية لصالح عالم تتعدد فيه مراكز القوى وتتسع فيه مساحة أكبر للأطراف الضعيفة لمقاومة توجهات الهيمنة، والوجه السلبى لهذه الشماتة أنها تستغني بالتعلق بصراعات القوى الكبرى عن بناء القدرات الذاتية للمقاومة والدور الفاعل للشعوب.
9- أننا أمام مشهد من مشاهد صراع مراكز القوى وهو صراع يختلف عن صراعات القرن الماضى بين الكتلة السوفيتية التى ساندت شعوب العالم ضد الاستعمار وبين الكتلة الاستعمارية التى فرضت هيمنتها على شعوب العالم واستنزفت ثرواتها لقرون، ويختلف الصراع الحالى فى أن روسيا وريثة بقايا الاتحاد السوفيتي لم تعد روسيا الاشتراكية القديمة وقيصرها الجديد بوتين يمثل التيار القومى اليمينى واقتصادها أصبح خليطا بين رأسمالية الدولة والخاصة والاحتكارات عابرة القارات.
ولهذه الروسيا القومية الناهضة مصلحة فى تفكيك هيمنة أمريكا وحلف الناتو واستعادة ما أمكن من مساحة نفوذها، وهى تفعل ذلك الآن انطلاقا من مصالحها كقوة عظمى فى النظام العالمى وبحسابات المصلحة وليس استلهاما لكل مبادىء ثورة أكتوبر… وهذا البعد هو الذى يفسر موقفها فى الخليج بصلاتها الواسعة برجعياته وعكسه فى سوريا ويران وليبيا ودول أمريكا اللاتينية التى تعرضت للحصار وهو ايضا ما يفسر دعمها للنظم السلطوية، وتراجعها عن تقديم نموذج ملهم وقوة ناعمة فى بلادها والمحيط تجذب إليها الشعوب وهى أهم سلاح فى قطع الطريق على تمدد الناتو فى محيطها.
ويهمنا أن نؤكد أنه إذا كان القانون الدولى الحالى ينطلق من مبدأ سيادة الدول فإنه ليس بإمكان أحد فى نفس الوقت الإنكار المطلق لهذا الحق باستخدام منفرد لمبدأ سيادة الدول ، أو تطبيقه بشكل انتقائى وفق أهواء الدول الكبرى المهيمنة كما حدث فى حالة يوغوسلافيا السابقة، ولاشك أن هذه الحالة متضمنة فى بعض مناطق أوكرانيا الحالية، وفى حالات أخرى متعددة كأيرلندا وإقليم كتالونيا فى اسبانيا وغيرهم.
10 -مهما يكن من أمر فإن الوضع العالمى الراهن يحتاج إلى بديل ثالث ديمقراطي شعبى يعتمد على تصحيح المسار بإرادة الشعوب ويعظم فرص استفادة دول الجنوب من صراع الضوارى لتوسيع مساحة نشاطها المستقل لبناء عالم أفضل يرفض الحروب والأحلاف العسكرية والهيمنة واستعباد الشعوب ويحقق أحلام البشرية فى العدل ولا يرهنها بصراع الإمبراطوريات الصاعدة والهابطة.
11- وبالنظر إلى تداعيات الحرب على مصر وشعوب المنطقة يهم التحالف الشعبى الاشتراكى أن يؤكد على ضرورة التوجه بحزم إلى إصلاح السياسات الزراعية فى اتجاه تحقيق السيادة على الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى السلع الغذائية الرئيسية وعلى الأخص القمح والفول والأذرة والعدس، بما يستوجب إعادة الدورة الزراعية والاهتمام بالإرشاد الزراعى وتطوير الأبحاث الخاصة بإنتاج سلالات جديدة من القمح.
12- كما توجب تداعيات الأزمة سرعة حسم المخاطر والتهديدات المتعلقة بسد النهضة وردع المسعى العدوانى الإثيوبى لوضع محبس على النيل وتحويله إلى بحيرة إثيوبية والتحكم فى حصة مصر من المياه ورد هذا العدوان فى نطاق الدفاع الشرعى عن النفس وعن الحق فى الحياة.