التحالف الشعبي عن التطبيع الإماراتي الصهيوني: يطعن القضية الفلسطينية.. ونرفض كل أشكال الترحيب والتأييد لتلك الخطوة
كتب – أحمد سلامة
أصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، اليوم الأربعاء، بيانًا أدان فيه الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، ودعا لإسقاط كل تطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال البيان “جاء إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن اتفاق إماراتي إسرائيلي للتطبيع الكامل بين الطرفين، تتويجا لفترة كاملة من التآمر الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية واغتصاب ما تبقى من حقوق فلسطينية عربية، والقضاء على ما تبقى من عوامل القوة العربية للتمكين للسيادة والتفوق الإسرائيلي واستنزاف الشعوب العربية في صراعات فرعية في كل دولة وفي الإقليم وإحلالها محل الصراع ضد الكيان الصهيوني والتغاضي عن كل ممارسات الإحتلال الإسرائيلي المدعومة (ترامبيا) لإعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل بضم القدس الشرقية المحتلة، ثم مخطط ضم غور الأردن وغيره من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يتجاوز ثلث الأراضي المحتلة عام 1967، بما يصفى عمليًا إمكانية تحقيق حل الدولتين الذي يجرى التفاوض حوله منذ أكثر من عشرين عاما وفقا للقرارات الدولية في هذا الشأن”.
وأضاف البيان “وإذا كانت خطوات التطبيع الإسرائيلي الخليجي عامة والإماراتي خاصة تجرى منذ فترة على قدم وساق، ما تجلى في ردود الفعل الباهتة تجاه خطوات أمريكا وإسرائيل لتنفيذ صفقة القرن المشبوهة والمرفوضة فلسطينيًا ومن الشعوب العربية، فمما يلفت النظر أن توقيت إعلان إتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الأخير يأتي في وقت يعيش فيه كل من ترامب ونتنياهو أزمة داخلية كبيرة، تهدد إعادة إنتخاب ترامب و استمرار نتنياهو في الحكم، إلا أن الأهم هو انتهاك هذا الاتفاق بسفور وبشكل فاضح حتى لكل مقررات القمم والجامعة العربية، وفي مقدمتها خطة السلام العربية، التي أرست مبدأ (الأرض مقابل السلام)”.
وأردف “فلم يتضمن التطبيع الإماراتي المجاني مع الكيان الصهيوني أي اشتراط لعودة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ولا القدس الشريف.. وزعمت الإمارات أن خطوتها التطبيعية نجحت في تعليق ضم الأراضي الفلسطينية في غور الأردن والضفة الغربية، وهو ما سارع نتنياهو لتكذيبه علنا بالتصريح بأنه لم يتعهد بوقف خطته لضم أراضي الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.. وهو ما يكشف عن تهافت مبررات دولة الإمارات للتطبيع مع إسرائيل، ناهيك عن أنه لا الإمارات ولا غيرها مفوضة للتحدث باسم الفلسطينيين والتفاوض باسمهم”.
واستكلم البيان “إننا إذ نحيي الصمود الفلسطيني في مواجهة تلك الاتفاقية التطبيعية التآمرية الإماراتية الإسرائيلية، وفي مواجهة مخطط صفقة القرن التصفوي عموما، فإننا نعرب عن رفضنا لأي شكل من أشكال الترحيب والتأييد لتلك الخطوة التي تطعن القضية الفلسطينية في الظهر، وفي مقدمتها ما صدر عن الدولة في مصر من ترحيب بهذا الاتفاق، وهو ترحيب يبدو للأسف مفهوما في ظل إقدام السلطة في مصر بدورها على مزيد من الخطوات التطبيعية مع إسرائيل، وفي مقدمتها اتفاقية استيراد الغاز الإسرائيلي بمبلغ يصل إلى 15 مليار دولار، وبما يناقض ما حققته مصر من إكتفاء ذاتي في إنتاج الغاز”.
واسترسل “إن هذه الإتفاقية التطبيعية ستطرح تساؤلات شديدة الأهمية و الخطورة حول فهمها وتفسيرها، فإن المضمون الحقيقي لها هو توجه استراتيجي لتعاون المحور العربي الرجعي مع أمريكا و إسرائيل لمواجهة ومحاولة تصفية محور المقاومة في المنطقة، إن هذه التحركات التي تتذرع كثيرا بأمن الخليج أو بالأمن العربي، وما يواجهه من تهديدات إقليمية ودولية تتجاهل أن أكثر ما يهدد أمن الخليج والأمن العربي هو سياسات الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية ومخططات التفجير والتقسيم ودعم الجماعات الإرهابية التي ترعاها قوي إقليمية مارست سياستها العدوانية تجاه سوريا والعراق والأكراد”.
وتابع “إن النظام العربي كله على المحك اليوم، وسيظهر لجميع العرب ما إذا كان قد تبقى له أي مصداقية على ضوء تصرف الجامعة العربية وأمينها العام ودولها إزاء هذا الانتهاك الإماراتي لمقرراتها، ومنظمة المؤتمر الإسلامى بدورها مطالبة بموقف من هذه الإتفاقية التي تنتهك مقرراتها”.
واختتم البيان “مرة أخرى نحيي صمود الشعب الفلسطينى البطل في ظل تلك الظروف العصيبة، ولسنا مع ذلك مفرطين في التفاؤل إذا قلنا أن إرادة المقاومة ستفشل مشاريع التآمر والإستسلام، وأن صانعيها ومخططيها هم الأقرب بإذن الله للسقوط وليس البقاء والصعود، وأن موقف الشعوب العربية سيفشل ويسقط كافة مشروعات التطبيع التي لاتتعارض فقط مع المبادئ الوطنية و القومية العربية، بل مع المصالح الحياتية المباشرة لملايين المواطنين المصريين والعرب”.