البيت الأبيض: واشنطن لن ترسل قوات إلى غزة لكنها تسعى للسيطرة عليها

كتب – أحمد سلامة ووكالات  

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، اليوم، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتعهد بإرسال قوات برية إلى قطاع غزة، مشددة على التزامه بالقضاء على حركة “حماس” وضمان تحقيق سلام دائم في المنطقة.  

وخلال مؤتمر صحفي، أوضحت ليفيت أن “الاقتراح التاريخي للولايات المتحدة للسيطرة على غزة، الذي أعلنه الرئيس ترامب الليلة الماضية، يعكس هذا الالتزام”، في إشارة إلى التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي مؤخرًا.  

وأضافت أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار قطاع غزة مؤخرًا وعاد بمجموعة صور وثّقت الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك، وعرضها على ترامب، مؤكدة أن القرار الذي اتخذه الرئيس جاء بدافع “إنساني”، وفقًا لما نقلته قناة “الشرق الإخبارية”.  

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن فيها عن نية الولايات المتحدة “السيطرة على قطاع غزة” وتهجير الفلسطينيين منه، موجة استنكار وإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، حيث اعتُبرت هذه التصريحات انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطيني وتجاهلًا للقانون الدولي.

وعبرالرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه القاطع لهذه التصريحات، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته. وأشار إلى أن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وأن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.

من جانبه دانت حركة حماس بشدة تصريحات ترامب، ووصفتها بالعدائية للشعب الفلسطيني وقضيته. وأكدت أن الشعب الفلسطيني وقواه الحية لن يسمحوا لأي دولة في العالم باحتلال أرضهم أو فرض الوصاية عليهم، داعية الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذه التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية.

ورفضت مصر هذه تصريحات، مؤكدة دعمها الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من تولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وشددت على أهمية السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدة موقفها الثابت والراسخ من مسألة قيام الدولة الفلسطينية. وشددت على رفضها ال بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان، أو ضمّ الأراضي، أو التهجير.

وفي الأردن، قوبلت تصريحات ترامب برفض رسمي وشعبي، حيث أكد الأردنيون تمسكهم بمواقفهم الداعمة للحقوق الفلسطينية ورفضهم لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن.

كما عبرت تركيا عن رفضها لتصريت ترامب، حيث أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تهجير الفلسطينيين من غزة أمر ترفضه دول المنطقة وتركيا، وأن طرح هذه المسألة للنقاش شيء خاطئ. وأشار إلى أن أنقرة ستراجع والخطوات التي اتخذتها ضد إسرائيل إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم.

ورفضت فرنسا تصريحات ترامب، مؤكدة أن أي تهجير قسري للفلسطينيين يشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي واعتداء على التطلعات المشروعة للفلسطينيين. وشددت على أن مستقبل غزة يجب أن يكون في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا ينبغي أن تخضع لسيطرة دولة ثالثة.. فيما أعربت الصين عن معارضتها لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن هذه الخطوات تتعارض مع القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي أستراليا، أبدى قادة يهود ومسلمون معارضتهم الشديدة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، واصفين مقترحات ترامب بأنها غير مقبولة وغير قانونية. وأكدوا على ضرورة إيجاد حلول تعزز من تمكين الفلسطينيين في غزة بدلاً من تهجيرهم.وفي روسيا، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، مشددًا على موقف بلاده بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *