البحث عن الطفلة شروق.. حكاية آخر ضحايا المعدية التي حملت هم أسرتها مبكرًا واحتفظ النهر بجثتها (بروفايل)
كتب: عبد الرحمن بدر
بملامح ملائكية جميلة وبريئة انتشرت صورة شروق ياسر على مواقع التواصل الاجتماعي لتثير تدوينات حزينة عن واقع أطفال يخرجون لقسوة الحياة قبل الأوان ويحملون الهم ليساعدوا أسرهم على مواجهة أعباء الحياة.
الطفلة شروق غرقت ضمن من غرقوا في حادث سقوط سيارة بالنيل كانت تقل عمال تراحيل وأطفال من أعلى معدية بمنشأة القناطر، انتشلت الجثامين الـ7 وبقيت شروق ذات الـ13 عامًا وديعة في نيل المحروسة وعلى الشاطئ تنتظرها القلوب الحزينة.
لليوم الثامن لا زالت تتواصل عمليات البحث عن جثمان شروق ياسر محمد، ابنة قرية طليا بمحافظة المنوفية، ولم يستدل عليها حتى الآن، وكأن النيل احتفظ بها لنفسه.
يؤكد أحد جيرانها: شروق هي الأبنة الكبرى لوالدها المريض، والتي كانت تعينه على تربية شقيقاتها الأربعة، نظراً لظروف المعيشة الصعبة.
ويضيف بحزن: لم تبرز الجثة على السطح، ولا أحد يعلم إن كانت قد علقت بشيء ما أم أن الأمواج قد ألقتها بعيداً.
وأكد أن أسرة شروق تجلس أمام البر الآخر من فرع النيل، انتظارًا لانتشال جثمان الفتاة، التي يحتمل ان يكون التيار قد جرفها بعيداً عن مكان الحادث.
جدة الطفلة، قالت وسط دموع الحسرة على حفيدتها إن شروق خرجت للعمل للمساعدة فى مصروفات العلاج الخاصة بها في أحد المزارع بمحافظة الجيزة مقابل 25 جنيها فى اليوم.
وأوضح إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، أن هناك 7 مجموعات إنقاذ للبحث عن الحالة المتبقية، مؤكدا توسيع دائرة البحث وتكثيف الجهود للعثور على الجثمان وتسليمه لأهل الطفلة.
وأكد الأهالي، أن الجميع لا ينام لليوم السابع على التوالي ويبيتون ليلتهم في الصقيع من أجل انتظار جثمان ابنة قريتهم.
وفي وقت سابق تم انتشال جثث كل من دعاء نبيل وندى أحمد، وهاجر عبد الصمد 13 سنة، وزياد أحمد حسن ومحمد صبري سالم، وزينب عبد المؤمن 17 سنة، وسعيد سعد الطناني، 13 سنة، حيث تم دفن الجثامين في مقابر أسرهم بالقرية.
وكانت السيارة تقل نحو 23 من أبناء القرية خرجوا للعمل في مزرعة الدواجن.
وكان الأهالي، فوجئوا بسقوط سيارة ربع نقل أثناء تواجدها أعلى معدية سقطت داخل فرع رشيد بمنطقة المناشي دائرة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وكانت في اتجاهها للبر الآخر باتجاه المنوفية.
وأشار محافظ المنوفية إلى أنه منذ وقوع الحادث كانت هناك متابعة ميدانية على مدار الساعة وتم تكليف السكرتير العام المساعد ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أشمون بالتواجد في الموقع فور وقوع الحادث والتواصل مع غرفة العمليات المركزية للمحافظة للإبلاغ الفوري عن أية مستجدات أولاً بأول ، فضلاً عن التوجيه بدفع كافة المعدات والأطقم الفنية اللازمة بالموقع للمعاونة في استخراج الضحايا والسيارة الغارقة.
وأصدر رئيس الجمهورية توجيهات بعد الحادث بإنشاء محور نيلى جديد في منطقة القطا بمنشأة القناطر بالجيزة لتسهيل حركة تنقل المواطنين حرصاً على أمنهم وسلامتهم، مضيفاً أنه قامت لجنة هندسية من محافظة المنوفية ووزارة النقل لمعاينة إنشاء المحور الجديد وإعداد الرسومات الهندسية للبدء في التنفيذ.
كان محافظ المنوفية، قرر صرف 120 ألف جنيه من ديوان عام المحافظة لأسرة كل متوفي في حادث سقوط سيارة بمعدية المناشى.
كما كلف المحافظ مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة بصرف المساعدات والتعويضات اللازمة وتقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية لتلك الأسر.
بدورها ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على مالك عبّارة القطا بمركز منشأة القناطر، على خلفية حادث سقوط السيارة في النيل، وتم انتشال 7 جثث، ومازال البحث جاريًا عن جثة الثامن.
وفي وقت سابق قالت النيابة العامة إنها تلقت، مساء الاثنين الماضي، إخطارًا بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها أربعة وعشرون عاملًا ما بين أطفال وبالغين، إذ كانوا في طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها فصعد قائد السيارة معبر غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة).
وأضافت في بيان لها، أنه لم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه، وأسفر الحادث عن وفاة اثنيْن من مستقليها، وفَقْد ثمانية آخرين مازال البحث عنهم جاريًا، بينما انتُشِل أربعة عشر أحياء.
وتابعت النيابة أنه ألقي القبض على قائد السيارة وثلاثة من العاملين بالمعبر غير المرخص، وجارٍ ضبط مالكه، وكان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى موقع الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمانيْن، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهادتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.