الإعلام الإثيوبي يعلن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة.. وخبراء: فشلوا.. وإجمالى التخزين للملء الاول والثانى 7 مليارفقط
هاني رسلان: إثيوبيا سحبت المعدات من الممر الأوسط وتوقفت عند ارتفاع 574 م وخيار التحرك العسكرى يمتد حتى منتصف 2022
كتب – أحمد سلامة
نقلت وسائل إعلام أن الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي قد اكتمل بالفعل، وذلك في الوقت الذي شكك فيه عددٌ من الخبراء من حدوث ذلك، منبهين إلى فشل عملية الملء بالشكل المحدد سلفًا وكميات المياه المطلوبة وهو ما يعني “نظريا” مد فرصة توجيه ضربة عسكرية للسد حتى يوليو 2022.
ونقلت وكالة “رويترز” عن وسائل إعلام حكومية إثيوبية تأكيدها اليوم الاثنين، أن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة سيتم في غضون (دقائق)، وهو ما أيضًا ما ذكرته هيئة الإذاعة الإثيوبية التي تديرها الدولة مؤكدة أن مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق ستكتمل اليوم.
وعمدت إثيوبيا، أمس الأحد، إلى تسريب مقاطع فيديو عبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي توثق بحيرة سد النهضة وقد امتلأت بالمياه.
وتداول نشطاء ومواطنون في إثيوبيا مقطع فيديو لاحتفال عمال إثيوبيين بسد النهضة.. وقال أحد النشطاء في تغريدة على “تويتر”: “أنباء عن احتفالات في موقع سد النهضة من قبل المهندسين العاملين في الموقع مع قرب انتهاء الملء الثاني”.
وتلقى وزير الري المصري محمد عبد العاطي في 5 يونيو إخطارا رسميا من نظيره الإثيوبي سيليشي بيكيلي لإبلاغه ببدء الملء الثاني لسد النهضة.
ووجهت مصر خطابا عبر وزير الري ردا على الخطاب الإثيوبي ببدء الملء الثاني واعتبرته خرقا صريحا وخطيرا لاتفاق المبادئء، وللقوانين والأعراف الدولية.
ويثير السد الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار المخاوف من نقص المياه وبشأن الأمن المائي في مصر والسودان اللذين يعتمدان على مياه النيل.
لكن وعلى الجانب الآخر، رأى عددٌ من الخبراء أن عملية الملء الثاني باءت بالفشل ولم تصل إلى النسبة المقررة، وهو ما يعني مد فترة “توجيه ضربة عسكرية”.
هاني رسلان الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات، قال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “إثيوبيا تسحب المعدات من الممر الأوسط وتتوقف عند ارتفاع 574 م بما يعنى أن إجمالى التخزين للملء الاول والثانى معا حوالى 7 مليارفقط، وبذلك يظل خيار التحرك العسكرى قائما إلى يونيو 2022”.
وفي رد على سؤال حول أسباب التوقف وما إذا كانت فنية أم سياسية، قال رسلان “الملء ما زال ساريا ولكن كمية التخزين في حدها الأقصى قد تحددت بتوقف تعلية الممر الأوسط عند هذا الارتفاع، باقي إيراد الفيضان سوف يمر من فوق هذا الممر متجها إلى السودان ومصر.. التوقف لأسباب فنية لأنهم فشلوا فى إتمام التعلية المطلوبة.. أما التفاوض فهناك عودة على الأرجح ستنتهي أيضا بالفشل (على الأرجح برضه)”.
وفي تدوينة أخرى يوضح رسلان “هذه ليست المرة الأولى لفشل الأحباش في التعلية.. فقد فشلوا أيضا فى الملء الأول حيث توقفوا عند 560م بدلا من 565 وأعلنوا أنهم قاموا بملء 4.9 مليار في حين أنها كانت حوالي 3.5 مليار”.
واعتبر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن إثيوبيا تقترب من فشل التخزين الثاني كاملاً.
وقال إن بحيرة سد النهضة تقترب من الوصول لمنسوب الخرسانة الحالية (573 م) مما يصعب من رفعها أكثر من ذلك مع استمرار هطول الأمطار، وتوشك المياه على العبور أعلى الممر الأوسط قريبا.
وتابع: “عند منسوب 573 سوف تختفى معظم الجزر الثلاثة التى تقع فى الدائرة البيضاء والتى تقلصت خلال الأيام الماضية، رغم ضعف التخزين الثانى الذى يعادل حوالى 3 مليار متر مكعب، وإجمالى 8 مليار متر مكعب”.
وأضاف شراقي: “موقف مصر والسودان لم يتغير من رفض أى تخزين بدون اتفاق، وكانت اثيوبيا تأمل فى الوصول لمنسوب 595 متر بتخزين 13.5 مليار متر مكعب باجمالى 18,5 مليار متر مكعب”.