الآلاف يتظاهرون في عدة مدن تونسية تأييدا لقرارات الرئيس.. والشرطة تلقي القبض على إعلامي وصف سعيد بهتلر
وكالات
في الوقت الذي تشهد تونس العاصمة وعدد من المدن الأخرى-حسب روسيا اليوم- مظاهرات يشارك فيها آلاف التونسيين للتعبير عن مساندتهم الرئيس قيس سعيد، ألقت الشرطة التونسية القبض على عضو في البرلمان ومذيع تلفزيوني كانا من أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيد منذ أن استأثر بالسلطة في يوليو الماضي.
ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لحركة “النهضة” وزعيمها راشد الغنوشي، كما نادى المتظاهرون بحل البرلمان الحالي، الذي تم تجميد أعماله 25 بمرسوم من الرئيس في يوليو الماضي.
وتأتي هذه المظاهرات تلبية لدعوات أطلقها نشطاء في الأيام الأخيرة، ردا على وقفة احتجاجية تم تنظيمها نهاية الشهر الماضي، نددت بقرارات الرئيس التونسي وطالبت بعودة البرلمان إلى ممارسة أعماله.
وأوقفت الشرطة التونسية إعلاميا ونائبا معارضا للرئيس قيس سعيد اليوم الأحد بتهمة التآمر على أمن الدولة، بعد توجيه انتقادات للرئيس قيس سعيد في برنامج تلفزيوني.
وأفاد المحامي والنائب السابق في البرلمان سمير بن عمر بأن الإعلامي عامر عياد الذي يعمل مقدما لبرنامج تلفزيوني في “قناة الزيتونة” أوقف بأمر من القضاء العسكري.
وأوضح بن عمر ، في تدوينة عبر “فيسبوك”، أن سبب الإيقاف ما جاء في برنامجه “حصاد 24”. وتعرف القناة القريبة من الإسلام السياسي بانتقاداتها للتدابير الاستثنائية وتجميد الرئيس للبرلمان وتعليقه معظم مواد الدستور ومن ثم توليه أغلب السلطات تمهيدا لإصلاحات سياسية لنظام الحكم والقانون الانتخابي.
وقال مقدم البرنامج عياد موجها كلامه للرئيس في برنامجه :”ليس لك سوى نهايات ثلاث، نهاية أخيك هتلر الذي اختار الانتحار على العار أو نهاية مشرفة تستقيل فيها احترما وإنقاذا لدولتك أو سترى قريبا عاصفة لا تبقي ولا تذر تجتاح قصرك ولك الاختيار”.
واستشهد عياد بعد ذلك بأبيات من قصيدة للشاعر العراقي أحمد مطر يصف فيها الحاكم المستبد بـ”ابن الزنا”.
وأوقفت الشرطة أيضا النائب المجمد عبد اللطيف العلوي عن “ائتلاف الكرامة” المحسوب على الإٍسلام السياسي أحد أشد منتقدي الرئيس سعيد.
وتعهد الرئيس سعيد بأنه سيحافظ على الحقوق والحريات الواردة في الدستور لكن منظمات حقوقية ومن بينها نقابة الصحفيين وجهت انتقادات بسبب التضيقات التي طالت عمل الصحفيين.
وعلق سعيد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وتولى السلطة التنفيذية في يوليو تموز قبل أن يقول الشهر الماضي إنه سيتجاهل معظم بنود الدستور ويحكم بمرسوم لفترة “إجراءات استثنائية” بلا نهاية محددة.
ورحب كثير من التونسيين بتدخله، بعد سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي، لكنه ألقى بظلال من الشك على المكاسب الديمقراطية في تونس منذ ثورة 2011 التي أنهت الحكم الشمولي وأطلقت شرارة ما يسمى بالربيع العربي.
وقال سعيد إنه لن يصبح ديكتاتورا وتعهد بدعم الحقوق والحريات. ومنذ يوليو تموز، اعتقل عدد قليل من البرلمانيين بتهم قديمة بعد رفع الحصانة عنهم.
وتعرض كثيرون من السياسيين ورجال الأعمال الآخرين لمنع السفر، على الرغم من قول سعيد إنه لن يلجأ لهذا الإجراء إلا بحق من يواجهون أوامر استدعاء قضائية. ومع ذلك، لم تُنفذ حملة اعتقالات واسعة النطاق حتى الآن، وتواصل الصحافة نشر موضوعات تنتقد سعيد والسلطات.
وقد حثته معظم مكونات النخبة السياسية في تونس على أن يوضح كيف سيخرج من الأزمة ومتى، ونُظًم احتجاجان مناهضان لإجراءاته خلال عطلتي نهاية الأسبوع الماضيتين.
وفي شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس احتشد آلاف من أنصار الرئيس سعيد في مظاهرة بالعاصمة اليوم الأحد لإبداء دعمهم لقراره تعليق عمل البرلمان ووعوده بتغيير النظام السياسي التي وصفها معارضوه بالانقلاب.
جاءت الدعوة لهذه المظاهرة في وسط تونس ردا على احتجاجات ضد تصرفات الرئيس سعيد شهدها الموقع ذاته في العطلتين الأسبوعيتين السابقتين.
ومن المتوقع أن يزيد عدد المشاركين في المظاهرة عن أعداد المشاركين في الاحتجاجات السابقة.
ولوح المتظاهرون بالأعلام التونسية ورفعوا لافتات تندد بحزب النهضة الإسلامي المعتدل أكبر أحزاب البرلمان والذي كان المعارض الرئيسي لسعيد. وقال المتظاهر سالم عجودي “لقد فشلوا فشلا ذريعا وجلبوا لنا الفقر والمرض والجوع. لقد دفعوا بشباب إلى الموت في البحر. نطلب من الرئيس حل البرلمان ومحاسبة من جعل الشعب يعاني طيلة عقد”.