استياء روسي من مساعي أمريكا للتقليل من دور الاتحاد السوفيتي في النصر على النازية: نعتزم إجراء حديث جاد حولها
كتب – أحمد سلامة
أعربت روسيا عن استيائها البالغ من مساعي الولايات المتحدة لتقليل دور الاتحاد السوفييتي في النصر على النازية، معلنة عزمها على “حديث جاد” مع المسؤولين الأمريكيين حول هذه القضية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته اليوم الأحد، “محاولات تزييف نتائج دحر النازية والدور الحاسم لبلادنا، المستمرة من قبل واشنطن حتى في أيام الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ75 للنصر، تثير امتعاضنا البالغ”.
وأضافت: “لا يمكننا تجاهل التعليق الذي نشره البيت الأبيض على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي حيث نسب النصر على ألمانيا بقيادة هتلر لأمريكا وبريطانيا. ولم يجد المسؤولون الأمريكيون، عشية هذا العيد المقدس الشجاعة والإرادة ليشيدوا ولو حتى بكلمات بسيطة، بالدور الذي لا يمكن إنكاره والتضحيات الجبارة التي قدمها الجيش الأحمر والشعب السوفييتي من أجل البشرية”.
وتابعت: “يتناقض هذا الموقف بشكل واضح للأسف مع الإعلان المشترك الذي تبناه في 25 أبريل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة ذكرى اللقاء التاريخي للعسكريين السوفييت والأمريكيين على نهر إلبه عام 1945. وترتكز هذه الوثيقة على الجهود المشتركة لبلدينا في مكافحة العدو المشترك”.
وأشارت الخارجية الروسية إلى الشطب الممنهج للتعليقات المنتقدة لمنشور البيت الأبيض، وذلك في بلاد تدعي أنها “الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم” وتتحدث دائما حول “حرية التعبير”.
وقالت الخارجية الروسية إنها تعتزم إجراء “حديث جاد مع المسؤولين الأمريكيين حول هذه القضية”.
وفي الذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، نشرت الرئاسة الأمريكية فيديو احتفاليا مثيرا للجدل لم يذكر الاتحاد السوفيتي الذي لعب الدور الرئيس في دحر النازية وتحرير العالم منها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفيديو: “في الثامن من مايو 1945 حققت الولايات المتحدة وبريطانيا الانتصار على النازية”، مشيرا إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا اليوم أقوى مما كانت في أي وقت مضى.
وتابع: “سنتذكر إلى الأبد أعظم جيل وروح أمريكا ستنتصر، وهذا ما يحدث في نهاية المطاف”.
وأرفق النص بمشاهد تظهر الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا، وهما يزوران نصبا تذكاريا للجنود الأمريكيين المشاركين في إنزال نورماندي.
ويتجاهل هذا الفيديو بالكامل دور الاتحاد السوفيتي في دحر النازية، على الرغم من أن المعارك الحاسمة إبان الحرب العالمية الثانية جرت في الأراضي السوفيتية، حيث تمكن الجنود السوفيت من وقف تقدم العدو وإحداث تحول جذري في مجرى الحرب وتحرير أوروبا من النازية وصولا إلى برلين.
وكلف الانتصار على النازية الاتحاد السوفيتي أكثر من 28 مليونا من مواطنيها، ما يتجاوز بعشرات الأضعاف خسائر الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين لم تبلغ أراضيهما قوات هتلر وحلفائه من جيوش النازية والفاشية التي حشدها في أوروبا.
ولم تشارك القوات الأمريكية في الحرب ضد النازية في أوروبا حتى إنزال النورماندي 6 يونيو 1944، أي قبل أقل من عام من انتهاء الحرب التي انطلقت في 1 سبتمبر 1939 باجتياح قوات هتلر بولندا.