إرهابيون يحاولون تنفيذ هجوم كيميائي في سوريا.. وإردوغان يأمل وقف إطلاق النار في لقائه مع بوتين
أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا اليوم الأربعاء، أن إرهابيين حاولوا تفجير حاويات للمواد السامة في مدينة سراقب بريف إدلب السورية.
وقال المركز في بيان له: “حاولت مجموعة من الإرهابيين يبلغ عدد أفرادها 15 شخصا، تفجير عبوات ناسفة بجانب حاويات مملوءة بمواد كيميائية سامة، وذلك بهدف تعطيل تقدم القوات الحكومية السورية في الأحياء الغربية من سراقب واتهامها لاحقا باستخدام السلاج الكيميائي”، موضحا أن الحادث وقع ليلا يوم الأحد 2 مارس الحالي.
وأشار البيان إلى أنه وبسبب قلة الخبرة في التعامل مع المواد السامة، لم يستطع الإرهابيون الحفاظ على الإغلاق المحكم لإحدى الحاويات، ما أدى إلى وقوع تسرب بالقرب منهم، وأضاف: “نتيجة الحادث أصيب الإرهابيون بتسمم كيميائي خطير دون أن يتمكنوا من تفجير العبوات الناسفة وتنفيذ عمليتهم الاستفزازية”.
وقال مركز المصالحة إنه يملك أدلة دامغة تثبت حقيقة وقوع هذا الحادث الكيميائي، وتعتزم نشرها في القريب العاجل.
وفندت وزارة الدفاع الروسية، زيف الاتهامات الغربية والأممية للحكومة السورية بارتكاب “جرائم حرب” والتسبب في “كارثة إنسانية” ونزوح “الملايين” في إدلب السورية.
وأشار البيان إلى أن “عويل الغرب بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في إدلب لم يبدأ إلا بعد أن اضطر الجيش السوري لشن عملية عسكرية ردا على هجوم جديد من الإرهابيين في مطلع فبراير وتمكن بنفسه من تطبيق ما نص عليه اتفاق سوتشي بشأن إزاحة التنظيمات الإرهابية خارج المنطقة منزوعة الأسلحة الثقيلة وعمقها ما بين 15 و20 كيلومترا”.
ولفت البيان إلى أن صورا لمخيم لاجئين تم إنشاؤه شمالي إدلب قرب الحدود التركية قبل عدة سنوات، يستخدمها الغرب كدليل على وقوع كارثة إنسانية مزعومة.
كما بدأ الإعلام الغربي فجأة يطلق على مسلحي إدلب تسمية “ممثلو المعارضة المعتدلة”، وذلك رغم أن في صفوفهم نحو 20 ألف عنصر من “هيئة تحرير الشام” المصنفة تنظيما إرهابيا في قوائم الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن لا أحد في الغرب يبالي بتصرفات تركيا التي نقلت إلى إدلب قوة عسكرية ضاربة بحجم فرقة مؤللة، وذلك في خرق للقانون الدولي، فيما أن التهديدات العلنية التركية بالقضاء على كافة وحدات الجيش السوري وإعادة الطريق M5 تحت سيطرة الإرهابيين، توصف في أوروبا والولايات المتحدة بأنها “حق أنقرة الشرعي في الدفاع عن النفس”.
وأشار البيان إلى أنه في ظل ما يبديه الغرب من وقاحة شاملة وقلق زائف إزاء الوضع الإنساني في منطقة إدلب لخفض التصعيد، يعتبر المركز الروسي للمصالحة في سوريا والحكومة السورية الشرعية هما الجهتان الوحيدتان اللتان توصلان يوميا كل المساعدات الضرورية لسكان المناطق المحررة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان نشر اليوم الأربعاء، إن الدول الغربية والأمم المتحدة لم تكترث على الإطلاق بالانتهاكات الجسيمة لمذكرة سوتشي للعام 2018 بشأن إدلب، والتي ارتكبتها تركيا والجماعات الإرهابية المتواجدة هناك، والمتمثلة في قصف متزايد للمناطق السورية المجاورة وقاعدة حميميم الروسية وتعزيز قبضة الإرهابيين من “هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” و”حراس الدين” على المنطقة وتمازج مواقعهم مع نقاط المراقبة التركية بدلا من إخراجهم من المنطقة وفصلهم عن المعارضة المعتدلة.
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يتوقع أن تؤدي محادثاته هذا الأسبوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحقيق سريع لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سوريا.
وردا على سؤال حول التطلعات من زيارة روسيا، قال أردوغان متحدثا إلى الصحفيين قبيل توجهه إلى موسكو غدا الخميس: “نتطلع إلى ضمان وقف إطلاق سريع للنار في المنطقة”، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
وحول تصريح واشنطن بدعم تركيا بالذخائر، قال أردوغان إنه “نقل هذه الطلبات إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
من جهة أخرى، قال أردوغان إنه عقب الهجوم الذي أدى إلى مقتل 36 جنديا تركيا، فتحت أنقرة الأبواب أمام المهاجرين الراغبين بالذهاب إلى أوروبا وهذا يتوافق مع القانون الدولي، داعيا جميع الدول الأوروبية وفي مقدمتها اليونان إلى التعامل باحترام مع اللاجئين القادمين إليها، وبما يتلاءم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن هدف تركيا من اللقاء المرتقب بين رئيسها رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول إدلب، هو إيجاد حل سلمي وسياسي.
تصريح أكار جاء عشية القمة الروسية التركية المزمعة في موسكو غدا الخميس.
وفيما يخص عملية “درع الربيع”، التي ينفذها الجيش التركي في إدلب منذ عدة أيام، قال أكار: “فعالياتنا في إطار عملية درع الربيع تسير وفقا للخطة المرسومة، وجنودنا يؤدون المهام الموكلة إليهم ببسالة”.
وحسب أكار، فإن القوات التركية “حيدت” 3138 عنصرا من الجيش السوري منذ انطلاق “درع الربيع”، كما تم إسقاط 3 مقاتلات و8 مروحيات و3 طائرات بدون طيار وتدمير 151 دبابة و52 راجمة صواريخ و47 مدفعية و8 منصات دفاع جوي تابعة للقوات الحكومية السورية.
وكان الكرملين صرح اليوم بأن محادثات الرئيسين الروسي والتركي في موسكو الخميس، تهدف إلى وضع إجراءات لإنهاء الأزمة في إدلب، كما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، من جهته، أن هدف تركيا من اللقاء المرتقب بين أردوغان وبوتين هو إيجاد حل سلمي وسياسي بشأن إدلب.
وبلغت حصيلة قتلى الجيش التركي خلال عملية “درع الربيع” 59 فردا، بعد الإعلان اليوم عن مقتل جنديين جديدين، إضافة إلى إصابة 6 آخرين.
وأعلن مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الاحتياجات تفوق الموارد لتلبية احتياجات نحو مليون شخص فروا من القتال في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب رويترز.
وقال إن “المنظمة الدولية ستزيد مساعداتها بعد أن اتفقت مع السلطات التركية على مضاعفة عدد الشاحنات التي ترسلها عبر الحدود إلى 100 شاحنة يوميا”.
وأضاف من منطقة ريحانلي التركية: “الاحتياجات طغت على الموارد في عملية الإغاثة هذه، نحتاج للمزيد من كل شيء، وأول شيء المال”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن عدد النازحين ارتفع إلى 980 ألفا، أكثر من نصفهم من الأطفال الذين يعانون الآن من الافتقار للمأوى والصرف الصحي في مناطق قرب الحدود التركية، مشيرا إلى أن هناك حاجة لمليار دولار سنويا لاستمرار عمليات الإغاثة لنحو مليوني شخص في منطقة إدلب، مؤكدا وجود نقص في الخيام.
من جهتها، أعلنت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، والتي تفقد كذلك جهود الإغاثة، تقديم 108 ملايين دولار إضافية لتمويل العمليات.
وقالت كرافت للصحفيين: “المساعدات الإنسانية مجرد استجابة، لكن الحل يكمن في الوقف الفوري لإطلاق النار”.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب خلال زيارة لأنقرة، أن “بلاده ستقدم مساعدات إضافية لسوريا بقيمة 89 مليون جنيه استرليني جزء منها لإدلب”.
وتصاعد القتال في إدلب في الأيام القليلة الماضية مع تكثيف العمليات العسكرية التركية بهدف منع تقدم القوات السورية في آخر معقل للمعارضين بشمال غرب البلاد.