إدانة واسعة لمحاولة اغتيال صحفي استقصائي هولندي (أطلق عليه الرصاص في وضح النهار)

وكالات 

أصيب الصحفي الهولندي بيتر ر. دي فريش المتخصّص بالقضايا الجنائية بجروح خطيرة إثر تعرّضه لإطلاق نار في وضح النهار في وسط أمستردام، مساء أمس الأول الثلاثاء، وذلك أثناء خروجه من أستوديو برنامج حواري حلّ ضيفاً عليه. وهو حاليا في المستشفى مصاب بإصابات تهدد حياته، وأعلنت الشرطة أنه تم توقيف 3 أشخاص يشتبه في علاقتهم بمحاولة اغتياله.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة على موقع تويتر؛ “إن الاعتداء على الصحفي الهولندي بيتر ر. دي فريس، “جريمة ضد الصحافة وهجوم على قيمنا الديمقراطية ودولة القانون، سنواصل الدفاع بدون هوادة عن حرية الصحافة”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي إن “الصحفيين الذين يحققون في حالات مفترضة لاستغلال السلطة لا يشكلون تهديدا وإنما مكسبا لديمقراطياتنا ومجتمعاتنا”.

وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته مساء الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفى في لاهاي،  إنّ “الهجوم على بيتر ار. دي فريس مروّع ولا يمكن تصوّره. إنّه هجوم على صحافي شجاع وبالتالي هجوم على حرية الصحافة الضرورية للغاية للديموقراطية ولدولة القانون لدينا”.

ملك هولندا فيليم الكسندر، الذي في العادة لا يعلق على حوادث فردية، وصف الحادث بأنه كان “هجوما على الصحافة”، مؤكدا في مقابلة مع محطة “إن أو إس” الإذاعية الهولندية، أن الصحافة هي “حجر الزاوية في ديمقراطيتنا، وهذا أيضا اعتداء على دولتنا الدستورية”.

وقالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتس: “أود أن أغتنم الفرصة لأعبر نيابة عن المستشارة والحكومة الاتحادية بأكملها عن تعاطفنا ومواساتنا”، واصفة الهجوم بالغادر، معربة عن تمنيات الحكومة الألمانية بالشفاء العاجل للصحفي، وقالت: “قلوبنا مع المصاب وأقاربه”.

وأضافت فيتس أنه في حال التأكد من تعرض الصحفي للهجوم بسبب أنشطته الصحفية، فإن هذا يعتبر “اعتداء واضحا على حرية الصحافة، وهو أمر غير مقبول”، مضيفة أن حرية الرأي وحرية الصحافة من الأصول القيمة التي يجب الدفاع عنها بكل الوسائل.

كما نددت منظمات الصحفيين والدفاع عن حرية الصحافة بالهجوم على الصحافي. وفي بيان مشترك دان الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي للصحافيين الحادث، الذي وصفوه ” بضربة مأساوية جديدة وجهت إلى حرية الصحافة في أوروبا” . وطالب رئيس الاتحاد موغنس بليشر بيرغارد “بتحقيق فوري لإحالة مدبري هذا الهجوم الرهيب إلى القضاء”.

وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحافيين أيضا عن تضامنها مع الصحافي وطالبت السلطات الهولندية بايجاد المسؤولين عن هذا الهجوم بسرعة.

ويعتبر دي فريس صحفيا رائدا في مجال الاستقصاء عن الجرائم في هولندا، كما يظهر بانتظام كمتحدث رسمي باسم الضحايا أو الشهود في المحاكمات، وهو حاليا المقرب من الشاهد الرئيسي في محاكمة كبرى ضد الجريمة المنظمة، وفيما يتعلق بالمحاكمة، تم إطلاق النار على محامي الشاهد الرئيسي في عام 2019.