إدانات عربية وعالمية لاجتياح رفح: جريمة عدوان جديدة تهدد الهدنة المحتملة وتستوجب المحاسبة
وكالات
تتوالى المواقف الدولية والإقليمية المنددة بالهجوم الإسرائيلي على رفح، والمحذرة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الإسرائيليين على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر.
وزارة الخارجية المصرية دانت العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح، مؤكّدةً أنّ هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
وحذّرت الخارجية المصرية من أن العملية الإسرائيلية في رفح تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن “أي عدوان عسكري على رفح سيفشل مسار المفاوضات”.
وقال الرشق: “أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح، وهي لن تكون نزهة لجيش العدو”.
كما أكدت حركة “حماس” في بيان لها أن “الخطوات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي، تحضيرا للهجوم على مدينة رفح المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من المواطنين والنازحين، وإنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، هو جريمة تؤكد إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، مدفوعا بحساباته السياسية المرتكزة على التهرُّب من استحقاقات أي اتفاق ينهي العدوان، دون اكتراث للكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع، أو لمصير أسرى العدو في غزة”.
وتوعدت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس مساء يوم الاثنين القوات الإسرائيلية لاتخاذها قرارا باقتحام مدينة رفح جنوب غزة، وقالت “كتائب القسام” في بيان مقتضب “اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا”، كما نشرت صورة لعناصرها وهم يواجهون الجيش الإسرائيلي ويدمرون آلياته.
وحذر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، من أى هجوم على رفح جنوبى قطاع غزة، مطالبين بوقف فورى ودائم لإطلاق النار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الصفدي من الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وذلك في إطار التنسيق العربي المشترك إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وشدد الوزيران وفقًا لبيان وزارة الخارجية الأردنية اليوم الثلاثاء، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل لمنع أي هجوم في رفح الفلسطينية.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين بحثا جهود وقف العدوان الإسرائيلى على غزة والكارثة الإنسانية التى تسببها الحرب على غزة، وسبل التوصل لاتفاق وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
وأدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بشدة هجوم كيان الاحتلال الإسرائيلي على منطقة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة.
وذكر أن الهجوم على هذه المنطقة، رغم كل التحذيرات الدولية والمعارضة الشديدة من المجتمع الدولي، يظهر جشع كيان الاحتلال الذي لا يلتزم بأي أعراف دولية.
وأكد أنّ “الهجوم على رفح يهدف إلى إفشال الجهود الدولية لوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة”، مشدداً على أنّ “مفتاح السلام والأمن في المنطقة هو الوقف الفوري وغير المشروط للحرب ضد الشعب الفلسطيني “.
وتابع أنّ “مسؤولية الجرائم وسفك الدماء المستمرة، وخصوصاً في منطقة رفح، تقع على عاتق الكيان الصهيوني القاتل للأطفال وداعمه الرئيسي الحكومة الأمريكية”، داعياً إلى محاسبة هؤلاء المجرمين على جرائمهم.
وطالب كنعاني المؤسسات القانونية والقضائية الدولية بتسريع عملية التعامل مع الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها مسؤولو الاحتلال الإسرائيلي وتقديمهم إلى المحاكمة ومعاقبتهم.
وأعربت سلطنة عُمان عن قلقها من استمرار التصعيد العسكري الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
وحذرت في بيان صدر عن وزارة خارجيتها من مغبة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، والتي تنذر بآثار كارثية خطيرة قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع والتوتر في المنطقة.
وناشدت المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الوحشية المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحميل “إسرائيل” المسؤولية الكاملة لهذه الانتهاكات ولجرائم الحرب وسياسة التجويع والتهجير القسري.
وحضّت الصين الاحتلال الإسرائيلي على وقف الهجوم على رفح وتجنب كارثة إنسانية، بعدما اقتحمت دبابات الاحتلال مرافق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، ما أدّى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكلٍ كامل إلى قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: “الصين تدعو إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة”.
في غضون ذلك، شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ودعا إلى الفتح الفعال لجميع الممرات والمعابر الحدودية اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية بشكلٍ سريع وآمن ومستدام ودون عوائق إلى القطاع.
بدورها، أعربت جمهورية جنوب إفريقيا عن شعورها بـ “الدهشة” من الأمر الذي أصدرته إسرائيل بإخلاء مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقوة المفرطة، تمهيدا لاجتياحها برا.
جاء ذلك في بيان صادر الثلاثاء، عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا التي سبق أن رفعت دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وأضاف البيان أن حكومة جنوب إفريقيا تشعر بـ “انزعاج عميق” إزاء التطورات في قطاع غزة، وتابع: “نشعر بالرعب والدهشة من إعلان إسرائيل ضرورة إخلاء رفح فورا عبر القوة المفرطة في ذلك”.
البيان أوضح أن الخطوة الإسرائيلية هذه “تهدف إلى تهجير الفلسطينيين في غزة، في مشهد يتناقض مع القانون الدولي”، وأكد على أنه لا يمكن تبرير هذا الأمر بأي ضرورة عسكرية.
وشدد على أن رفح باتت بمثابة “مأوى مؤقت” للفلسطينيين بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، وحرمانهم من الخدمات الغذائية والطبية، وحذّر من أن “الهجوم العسكري على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين من غزة”.
البيان أشار كذلك إلى مواصلة إسرائيل حربها على القطاع، متجاهلة القانون الإنساني الدولي وقرار التدابير المؤقتة الصادر عن محكمة العدل الدولية.
وفي هذا السياق، علّق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هجوم الاحتلال على رفح قائلاً: “لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى”.
وأضاف بوريل: “إسرائيل تواصل الحرب رغم دعوتنا مع واشنطن لنتنياهو بعدم اجتياح رفح”، داعياً الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى “التحرك من أجل منع الهجوم البري على رفح”.
وأكدت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح تحمل تداعيات خطيرة، داعية دول الاتحاد الأوروبي للتحرك بشأن ذلك.
وأوضحت وزيرة الخارجية البلجيكية: “إن الهجوم العسكري على رفح من شأنه أن يقتل مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال الذين ليس لديهم مفر”.
وأضافت: “سيكون لهذا الإجراء تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة وتداعيات خطيرة على الضفة الغربية المحتلة والمنطقة بأكملها، ولا يسعني إلا أن أكرر دعوة الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل بعدم شن هجوم عسكري في رفح”.
وأعربت وزيرة الخارجية البلجيكية عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف، وطالبت بضرورة احترام الحقوق الإنسانية والقانون الدولي، وأكدت على ضرورة العمل الدولي المشترك على إيجاد حل سياسي دائم للقضية الفلسطينية، يقوم على حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
من جانبها، أكدت نائبة رئيس وزراء بلجيكا، بيترا دي سوتر، اليوم الاثنين، أن “الأوامر الإسرائيلية لإجلاء المواطنين والنازحين من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والإعلان عن الاجتياح سيؤدي إلى مجزرة، وقالت بيترا دي سوتر، إن بروكسل “تعمل على فرض المزيد من العقوبات ضد إسرائيل”.