إحباط اغتيال حاكمة ميشيجان| 13 معتقلا بتهمة إطلاق “حرب أهلية” وتجنيد 200 فردا لاقتحام الكونجرس.. وبايدن يتهم ترامب بتحريضهم
اعتقلت السلطات الأمريكية 13 شخصا، مساء أمس الخميس، بتهمة التخطيط لاختطاف حاكمة ولاية ميشيجان غريتشن ويتمير، وإطلاق “حرب أهلية”.
وويتمر تنتمي للحزب الديمقراطي، وتعد من أشد معارضي الرئيس دونالد ترامب الذي انتقد سياستها المتشددة في مكافحة تفشي فيروس كورونا في ولايتها ودعا إلى “تحرير ميشيجان”، من جهتها اتهمت ويتمير ترامب “بإضفاء شرعية” على أعمال “إرهابيي الداخل”.
واتهم 13 رجلا ينتمون إلى مجموعة أمريكية يمينية متطرفة بالتآمر لأشهر من أجل خطف الحاكمة الديمقراطية، بعدما أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) خطتهم بفضل مبلّغين وعملاء اخترقوا صفوفهم، بحسب رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية.
ويفيد محضر الاتهام الذي نشر الخميس أن 6 من المتآمرين الذين وصفهم مدعي منطقة غرب ميشيجان أندرو بيرج بأنهم “متطرفون عنيفون”، خططوا لخطف ويتمير قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر، ثم محاكمتها بتهمة “الخيانة”.
وأشارت المذكرة التي اعتقل بموجبها هؤلاء الأفراد إلى أن المتآمرين المزعومين ناقشوا في وقت ما تجنيد قوة قوامها 200 فرد لاقتحام مبنى الكونجرس في لانسنج واحتجاز رهائن، لكنهم تخلوا فيما بعد عن الخطة من أجل اختطاف ويتمير من منزلها خلال قضاء عطلتها.
وقال بيرج إن مكتب التحقيقات الفيدرالي علم عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن جماعة تناقش “إطاحة عنيفة” بحكومة ميشيجان، مما أثار تحقيقا استمر لشهور واعتمد على مصادر سرية داخل الجماعة.
وأضاف أن مجموعة من 6 أشخاص وهم آدم فوكس وباري كروفت وتي غاربن وكاليب فرانكس ودانيل هاريس وبراندون كاسيرتا، يواجهون اتهامات اتحادية، وقد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدينوا باتهامات محاولة خطف ويتمير.
وقال بيرج “ناقش فوكس وكروفت على وجه الخصوص تفجير عبوات ناسفة لصرف انتباه الشرطة عن منطقة المنزل، كما قام فوكس بتفقد الجانب السفلي من جسر طريق سريع في ميشيجان بحثا عن أماكن لوضع متفجرات”، في إشارة إلى التخطيط لاستهداف منزل ويتمير.
وأضاف بيرج أن سلطات إنفاذ القانون ألقت القبض على عدد من المتآمرين المزعومين “عندما كانوا يجتمعون على الجانب الشرقي من الولاية لتجميع الأموال لشراء المتفجرات وتبادل المعدات التكتيكية”.
وحذرت مذكرات أمنية داخلية في الأشهر الأخيرة من أن المتطرفين المحليين قد يشكلون تهديدا لأهداف متعلقة بالانتخابات مما يمثل مبعث قلق تفاقم بسبب جائحة فيروس كورونا والتوتر السياسي والاضطرابات المدنية وحملات التضليل الخارجية.
وذكرت وزيرة العدل في ولاية ميشيجان دانا ناسل أن 7 رجال آخرين ينتمون إلى المجموعة المحلية الصغيرة “وولفارين ووتشمين”، أوقفوا واتهموا بالتخطيط “لعملية بهدف مهاجمة الكابيتول (مبنى الكونجرس) وخطف مسؤولين في الحكومة بمن فيهم حاكمة الولاية”، وأوضحت ناسل أن هؤلاء المسلحين “أطلقوا تهديدات بالقيام بأعمال عنف لإطلاق حرب أهلية”، مؤكدة أن هذه المعلومات روعتها.
وكشفت ناسل عن اتهامات إضافية بحق 7 رجال ينتمون لجماعة وولفارين ووتشمن المسلحة للاشتباه في انتهاك قانون الولاية لمكافحة الإرهاب بالتآمر من أجل اختطاف الحاكمة ونشر العنف.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي خلال جلسات استماع في الكونجرس في سبتمبر إن وكالته تجري تحقيقات في أمر متطرفين محليين بمن فيهم عنصريون بيض وجماعات مناهضة للفاشية، وقال راي إن أكبر جزء من التحقيقات كان مع الجماعات المتعصبة للعرق الأبيض.
وصرحت ويتمير في مؤتمر صحفي “عندما أقسمت اليمين قبل 22 شهرا، كنت أدرك أن العمل قد يكون صعبا، لكن بصدق، لم أتصور حدوث أمر من هذا النوع”، واتهمت الرئيس دونالد ترامب “بإضفاء شرعية” على أعمال “إرهابيي الداخل”، خصوصا عبر رفضه إدانة أنصار تفوق البيض الأسبوع الماضي، خلال مناظرته مع خصمه الديمقراطي جو بايدن.
وأضافت: “عندما يجتمع قادتنا مع الإرهابيين المحليين ويشجعونهم ويؤيدونهم فإنهم يضفون صفة الشرعية على أفعالهم وهم متواطئون… لسنا أعداء بعضنا البعض”.
وفي تغريدة على تويتر، لم يعبر ترامب عن أي تعاطف مع ويتمر، وكتب “بدلا من أن تشكرني” على عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي “تصفني بأنني من مؤيدي تفوق البيض”، وأضاف: “لا أتسامح مع أي عنف كبير، والدفاع عن كل الأمريكيين وحتى الذين يعارضونني أو يهاجمونني هو ما أفعله بصفتي رئيسكم”.
وكان التحقيق بدأ مطلع العام الجاري عندما علمت الشرطة الفيدرالية “عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعة أفراد تتحدث عن إطاحة بعض مكونات الحكومة وقوات الأمن بالعنف”، والمتهمون الستة الذين أوقفوا يتهمون ويتمر بأنها “مستبدة” وتمارس “سلطة بلا رقابة”.
وكانت ويتمر فرضت في منتصف مارس أشد القيود صرامة في البلاد لوقف انتشار وباء كوفيد-19 في ولايتها الواقعة في شمال البلاد والتي كانت واحدة من أكثر الولايات تضررا بالفيروس، وأصبحت بذلك هدفا دائما لهجمات ترامب الذي دعا إلى “تحرير ميشيجان”.
واعتبر المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن، أن منافسه الجمهوري ترامب، يحرض المتطرفين من أمثال أولئك الذين خططوا لاختطاف حاكمة ولاية ميشيجان.
وقال بايدن، في تصريح نشره أمس الخميس على موقعه الإلكتروني: “عندما كانت الحاكمة ويتمير تحمي سكان ولايتها من الوباء المميت، دعا الرئيس ترامب إلى تحرير ميشيغان”، متهما ترامب مجددا، بـ”التساهل مع التعصب والكراهية اللذين غطت موجتهما البلاد كلها”.
وسبق أن انتقد ترامب مرارا، حاكمة ميشيغان، وهدد بوقف التمويل الفدرالي لهذه الولاية إذا لم تتوقف حكومتها عن محاولة تنظيم تصويت في الانتخابات الأمريكية المقبلة عن طريق البريد بسبب انتشار فيروس كورونا.