إتمام صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل الانجليزي.. ومنظمة العفو الدولية تتحفظ
أتم تحالف مدعوم ماليا من السعودية صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، بحسب ما أفاد موقع شبكة الإذاعة البريطانية «BBC».
ووافقت إدارة الدوري الإنجليزي الممتاز على الصفقة بعدما تحصلت، كما قالت، على «ضمانات ملزمة قانونا» بأن الدولة السعودية لن تسيطر على النادي.
وجاء في بيان صادر عن الدوري الإنجليزي مساء الخميس أن «الدوري الإنجليزي الممتاز ونادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم وسانت جيمس هولدينجز ليمتيد قد حسموا اليوم الخلاف بشأن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على النادي».
وينظر إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي سوف يوفر 80% من قيمة الصفقة البالغ قيمتها 300 مليون جنيه استرليني على أنه منفصل عن الدولة السعودية. هذا على الرغم من أن ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، هو رئيس صندوق الاستثمارات العامة.
وتمت عملية البيع بعد أن اجتازت الصفقة اختبار هيئة وإدارة الدوري الإنجليزي والتي تنهي استحواذ مايك آشلي المالك السابق لنيوكاسل يونايتد لفترة 14 عاما.
وتجمع المشجعون خارج ملعب سانت جيمس بارك في نيوكاسل الخميس للاحتفال بالموافقة على عقد الاستحواذ.
يذكر أن الاتفاق كان قد تم مبدئيا على صفقة في أبريل 2020، لكن المشترين انسحبوا بعد أربعة أشهر عندما عرض الدوري الإنجليزي التحكيم لتسوية خلاف حول من سيسيطر على النادي. ويُعتقد أن القرار جاء بعد تسوية السعودية لنزاع قرصنة مزعوم مع شبكة قنوات «beIN Sports» التي تتخذ من قطر مقرا لها، والتي تمتلك حقوق عرض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في الشرق الأوسط.
لكن موقع«BBC» نقل عن مصادر قولها إنه تم التوصل إلى اتفاق بين الدوري الإنجليزي والصندوق قبل ورود أنباء يوم الأربعاء بأن نزاع القرصنة قد تم حله.
العفو الدولية و«مطالبات تغيير المعايير»
وتمت الصفقة في ظل مطالب من منظمة العفو الدولية للدوري الإنجليزي بتغيير معايير فحص واختيار مالكي ومديري الأندية للأخذ في الاعتبار قضايا حقوق الإنسان.
وتُتهم الدولة السعودية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، والتي تقول منظمة العفو الدولية إنها يجب أن تكون عاملاً في تقرير ما إذا كانت عملية الاستحواذ ستتم.
وتعتقد وكالات المخابرات الغربية أن ولي العهد السعودي أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية بلاده في تركيا، وهو ما ينفيه بن سلمان.
وقال ساشا ديشموخ، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية: «بدلاً من السماح للمتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالدخول إلى كرة القدم الإنجليزية لمجرد أن لديهم جيوبًا ممتلئة، فقد دعونا (أندية) الدوري الإنجليزي الممتاز إلى تغيير قواعد فحص واختيار مالكيها ومديريها للأخذ في الاعتبار قضايا حقوق الإنسان».
وأضاف: «لا تظهر عبارة (حقوق الإنسان) حتى في اختبار المالكين والمديرين، على الرغم من أن كرة القدم الإنجليزية من المفترض أنها تلتزم بمعايير الفيفا. لقد أرسلنا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز اختبارًا جديدًا مقترحًا متوافقًا مع حقوق الإنسان، ونكرر دعوتنا لهم لإصلاح معاييرهم في هذا الشأن».
إستثمار طويل الأمد
وبموجب الصفقة ستشغل أماندا ستافيلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة بي سي بي كابيتال (الشريكة في صفقة الاستحواذ)، مقعدا في مجلس إدارة نيوكاسل، بينما سيتولى ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، منصب الرئيس غير التنفيذي للنادي.وقالت ستافيلي إن المالكين الجدد يقومون «باستثمار طويل الأمد» لضمان أن نيوكاسل «ينافس بانتظام على البطولات الكبرى»، وفقا لموقع «BBC».وكان آخر لقب محلي كبير لنادي نيوكاسل هو كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1955.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة سبورتدايركت للملابس والأدوات الرياضية، مايك آشلي، قد اشترى نيوكاسل مقابل 134 مليون جنيه استرليني في مايو 2007. وطُرح النادي للبيع لأول مرة في سبتمبر 2008 وسط سلسلة من الاحتجاجات من المشجعين بعد استقالة مديره صاحب الشعبية، كيفن كيغان، وهبط نيوكاسل من الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الموسم ومرة أخرى في 2015-2016، على الرغم من عودته إلى الدرجة الأولى في أول فرصة في المرتين بالفوز بالبطولة.
وعرض آشلي نيوكاسل للبيع مرة أخرى في أكتوبر 2017.
ويحتل النادي المركز التاسع عشر في الدوري الإنجليزي، ولم يحقق أي فوز بعد سبع مباريات هذا الموسم. ومع تعرض مدربه ستيف بروس لضغوط، قال استطلاع أجرته مؤسسة أمانة مشجعي نيوكاسل يونايتد هذا الأسبوع إن 94% من المشجعين يريدون مغادرة بروس.
وأضاف الاستطلاع أن 93.8% من أعضائه يؤيدون الاستحواذ، وأن صفقة البيع جلبت «الأمل الحقيقي» لنجاح النادي منذ «سنوات عديدة».
وأضافت المؤسسة أنها تتطلع إلى العمل مع المالكين «لتجديد شباب أحد أعظم أندية كرة القدم في انجلترا».
بات النادي الأغنى
ودخل نادي نيوكاسل يونايتد التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن بات أغنى ناد في العالم بمجرد إعلان صندوق الاستثمار السعودي الاستحواذ عليه.
وقالت صحف إنجليزية وإسبانية إن نيوكاسل تصدر قائمة أغنى مالكي أندية كرة القدم في العالم، وفقا لصحيفة «ماركا» الإسبانية.
بدورها ذكرت صحيفة «ميرور» البريطانية أن نيوكاسل يونايتد بات أغنى بمقدار 20 ضعفا مقارنة بنادي مانشستر سيتي المملوك للإمارات والذي كان يعد الأغنى في الدوري الإنجليزي.
في المقابل أشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يمتلك أصولا تبلغ قيمتها 320 مليار جنيه إسترليني، بالإضافة لحصص في شركات بارزة منها «سوفت بانك» و «بوينج» و«فيسبوك» و«أوبر».
وتضيف الصحيفة أن هذه الثروة تعد أكثر من ثروة مالك مانشستر سيتي الشيخ منصور بن زايد، الذي كان يعد أغنى مالك نادي كرة قدم في العالم، بثروة تبلغ قيمتها 23.3 مليار جنيه إسترليني.
وأشارت إلى نادي باريس سان جيرمان هو النادي الوحيد الذي يمكنه المقارنة مع نيوكاسل يونايتد بعد الاستحواذ عليه من قبل ملاكه الجدد.
نجم نيوكاسل السابق يعلق على الاستحواذ
واحتفى أسطورة إنكلترا، آلان شيرار، الخميس، باستحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.
وكتب آلان شيرر، مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق في تغريدة على تويتر «يمكننا أن نحلم مرة أخرى».