أوكرانيا تهدم الخط الأحمر| تدمير “جسر القرم” الاستراتيجي يشعل الحرب.. وموسكو: هجوم إرهابي وإعلان حرب بلا قواعد
كتب – أحمد سلامة
تفجرت الأزمة الروسية الأوكرانية، اليوم السبت، بعد الخطوة التي قامت بها كييف من تفجير “جسر القرم” الاستراتيجي، والذي كانت موسكو قد وصفت الإقدام على محاولة تفجيره بأنه “خط أحمر” لا يمكن التهاون في الرد عليه.
وتم تفجير الجسر باستخدام شاحنة من المتفجرات، وهو ما أثار التساؤلات حول عمليات التفتيش التي تُجريها العسكرية الروسية والتأمين الذي تقوم به حفاظًا على جسر بهذه الأهمية الاستراتيجية.. في وقت أكدت فيه “سكاي نيوز عربية”، حسب مصادر لم تُسمها، أن الشاحنة التي يفترض أنها كانت تحوي على متفجرات، جرى فحصها من قبل شرطة المرور الروسية، قبل دخول الجسر وتم السماح لها بالمرور.
وأضافت سكاي نيوز “هذه المعلومات قد تكشف (تقصير) السلطات الروسية في التعامل مع الخطر الكبير الذي أدى لمقتل 3 أشخاص وتحطيم جزء من الجسر المؤدي لشبه جزيرة القرم”.
وفي أول النتائج التي أسفر عنها التفجير، أعلنت لجنة تحقيق روسية العثور على 3 قتلى، حتى الآن، مضيفة في بيان: “يُعتقد أنهم ركاب سيارة كانت بالقرب من الشاحنة التي انفجرت. وجرى بالفعل انتشال جثتي ضحيتين، رجل وامرأة، من المياه ويتم التحقق من هويتهما”.. وتابعت أن المحققين توصلوا لتفاصيل عن الشاحنة المسجلة في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا وصاحبها الذي يجري حاليا تحديد محل إقامته.
من جانبها، أصدرت سلطات القرم فور الإعلان عن التفجير سلسلة من القرارات في محاولة لاستعادة السيطرة على الأوضع، إذ أعلنت أن ترميم الجسر سيبدأ السبت مباشرة بعد انتهاء عمل لجنة التحقيق، كما وقع رئيس الحكومة مرسوما بإنشاء لجنة طوارئ لمتابعة حيثيات ما جرى مع جسر القرم، سيتم إطلاق عبارات (4-5 عبارات) للركاب بسعة تصل إلى 100 شخص بين شبه جزيرة القرم ومنطقة كوبان جنوبي روسيا منذ السبت، سيتم إيقاف حركة المرور لبضعة أسابيع على الأقل لدواعي الإصلاح ومنع مزيد من التخريب.
وأشارت سلطات القرم إلى أن إمدادات الوقود في شبه جزيرة القرم تكفيها عدة أشهر وفق السلطات، وأن أضرار السكك الحديد ليست بالكبيرة حيث من الممكن أن تعود الحركة في غضون أيام.
ونقلت وكالة رويترز عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن تفجير جسر القرم هو “البداية ويجب تدمير كل شيء غير شرعي”، مضيفًا في تغريدة على تويتر “إن كل شيء سرقته روسيا من أوكرانيا يجب استعادته.. ويجب طردها من كل المناطق التي احتلتها”.
ونشر أوليكسي دانيلوف رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، مقطع فيديو يظهر فيه الجسرالمحترق على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفق معه مقطع فيديو لمارلين مونرو وهي تغني «عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس»، في إشارة لعيد ميلاد بوتين الـ 70 الجمعة، وهي إشارة على رسائل من أوكرانيا.
بدوره، قال أوليغ موروزوف نائب رئيس مجلس الدوما في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية “إن حربا خفية تشن على روسيا وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل هو إعلان حرب بلا قواعد”.
وتعليقا على ذلك اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن رد فعل نظام كييف على التفجير الذي وقع في جسر القرم فجر اليوم، يؤكد “الطبيعة الإرهابية” لذلك النظام.. وكتبت زاخاروفا عبر “تلجرام”: “رد فعل نظام كييف على تدمير بنية تحتية مدنية يشهد على طبيعته الإرهابية”.
وقام الاتحاد الروسي لشركات التأمين بتقدير قيمة الأضرار التي لحقت بجسر القرم بسبب الحادث الذي وقع فجر اليوم السبت هناك، مشيرًا إلى أنه تم تقدير قيمة الأضرار بين 200 و500 مليون روبل (4 ملايين-10ملايين دولار).
وقال المكتب الصحفي للاتحاد في بيانه اليوم: “يقدر اتحادنا، قيمة الأضرار الناجمة عن حالة الطوارئ على جسر القرم بمبلغ 200-500 مليون روبل. وليس لدى الاتحاد حاليا معلومات عن عقود التأمين الحالية المتعلقة بالبنية التحتية لجسر القرم. وكقاعدة عامة، لا يتم تأمين ممتلكات الدولة”.
أكد أوليغ كريوتشكوف، مستشار رئيس شبه جزيرة القرم، أنه على خلفية إغلاق جسر القرم أقامت السلطات ممر نقل بريا عبر المناطق التي انضمت إلى روسيا مؤخرا.
وكتب المسؤول عبر “تلجرام”: “القرم مؤمن بالمواد الغذائية والمنتجات النفطية، ومرافق تخزين النفط الاستراتيجية ممتلئة”، موضحا أن احتياطي الوقود الاستراتيجي بشبه الجزيرة يكفي لعدة أشهر، مضيفا “تم إنشاء ممر بري عبر مناطق جديدة” في إشارة إلى مقاطعتي خيرسون وزابوروجيه وجمهورية دونيتسك التي انضمت إلى روسيا قبل أيام.
ويُعدّ جسر كيرتش الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو 2018 والممتد على طول 19 كيلومترا، مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها من قبل الاتحاد الروسي.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربطها بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بـ4 سنوات.