أهداف سويف تنشر آخر خطاب من علاء عبدالفتاح لأسرته.. وتؤكد: ليلى قاعدة عند سجن وادي النطرون لليوم الرابع في انتظار أمارة منه
علاء في خطاب 16 يوليو: المساجين كانوا يمنون أنفسهم بعفو وشيك بعد “الحوار الوطني”.. واستمرار حبسهم أوقعهم في “حفرة ظلام”
الإجازات في السجون حاجة تعيسة قوي.. والمحكوم عليهم “ملهمش في حاجة” ومن “بتوع الأوتوبيس” و”السكينة سرقتهم”
نشرت الكاتبة أهداف سويف مقتطفات من الخطاب الذي أرسله المدون علاء عبدالفتاح إلى أسرته، في 16 يوليو الحالي، مؤكدة في الوقت ذاته انتظار والدته الدكتورة ليلى سويف، رؤيته، لليوم الرابع على التوالي، بعد رفض السماح لها بزيارته، منذ الأحد الماضي 24 يوليو، بدعوى امتناعه عن استقبال الزيارات.
وكتبت أهداف، عبر حسابها على “فيسبوك”، اليوم الأربعاء: “لليوم الرابع ليلى قاعدة عند سجن وادي النطرون في انتظار أي أمارة من علاء، إحنا عارفين أنكم مستنيين معانا، فهنشارككم هنا مقتطف من الجواب اللي كتبه لليلى يوم ١٦ يوليو”.
ونشرت سويف خطاب علاء، الذي كتبه من محبسه، والذي جاء كالتالي:
“إزيك يا ماما، دائماً بخلي كتابة جوابك لآخر لحظة على أساس لو فيه مستجدات، بس هتيجي منين المستجدات مع أسبوع كامل من الإغلاق؟ الإجازات في السجون حاجة تعيسة قوي، وطبعاً الكآبة زايدة بسبب أن الناس سوحت نفسها (الحرمان من الجرائد والراديو سوحهم، أو أهاليهم سوحتهم، مش قادر أفهم قوي إيه الآلية اللي عممت آمال كاذبة محددة جداً بالشكل ده) بقناعة أن العفو أكيد على العيد، وأساطير عبثية عن الحوار الوطني وافتتاح العاصمة الإدارية.
هم عموماً عايشين في وهم أن السجن كله هيطلع عفو ومرة واحدة، هم معذورين طبعاً، بما أن الريس بنفسه أعاد تشكيل لجنة العفو، منطقي أن الناس تتوقع عفو كبير، اللي مش منطقي هو أن يعدي 3 شهور من غير أمارة للجنة، وهندخل على سنة من إعادة تشكيل المجلس القومي وإطلاق الاستراتيجية الوطنية، وطبعاً نقلهم فجأة في 3 أسابيع بعد رمضان على طول من سجون متعددة، وطبيعة الناس (كلهم أحكام ومقضيين أوقات طويلة ويتراوحوا ما بين اللي ملهمش في حاجة وبتوع الأوتوبيس وبين اللي خدتهم الجلالة والسِكّينة سرقتهم وشاركوا في مظاهرات الإخوان من غير رابط تنظيمي أو أيديولوجي حقيقي.
كل اللي قابلتهم وسمعت عنهم بيلوموا الإخوان أساساً على محنتهم الحالية، وعلى ما يبدو كلهم اتكلموا مراراً وتكراراً مع الأمن، وتصنيفهم الأمني فعلاً مرشحهم للعفو، كل الحاجات دي مساهمة في إحساسهم بأن الإفراج وشيك، بس مش مفهوم قوي إزاي بيعملوا لإحساسهم ده موعد محدد وتحابيش تفصيلية عن إخراج لحظة الإفراج وهري من هذا القبيل.
وأنا زهقت من دور غراب البين، وإن كنت بتزنق فيه ساعات، فمثلاً مؤخراً اكتشفت أن الزملاء هنا بيتعاملوا على أن وجودي وسطيهم دليل على أن العفو وشيك ويشملهم (مش فاهم برضه المنطق في دي بس قررت مسألش عشان يا إما مش هفهم الإجابة يا إما مش هستحملها)، بس المرة دي قررت احتفل معاهم وخلاص.
بعد ما عدت الوقفة وأول يوم من غير حاجة الناس وقعت في حفرة ظلام، وأنا رجعت أحاول أنام أكثر من 8 ساعات وأتمشى في الأوضة، والناس نايمة 4 ساعات وأحاول أقضي الـ12 الباقيين في قراءة، المهم أهيه الإجازة خلصت وهنرجع للتريض النصف ساعة والزيارات الثلث ساعة.
عموماً التجربة أثبتت أن مع المذاكرة الوقت بيمر أسهل فعلاً، وصلت لفصول الكوانتم في كتاب Penrose، ورغم أن كنت فاكر أنها هتبقى أصعب من النسبية اتفاجأت أنها أسهل (النسبية intuitive أكثر، بس واضح أن رياضياتها أصعب) طبعاً ده مش معناه إني فاهم الرياضيات بجد، معادلات تفاضلية على فضاء متجهات لانهائي الأبعاد، بس قادر أخمن العلاقة بين الرياضيات والفيزياء بدل الـ tensors، اللي أنا لسه مش فاهم هم إيه أصلاً، فيه spinors مربكين، بس بينروز بيبسطهم بشرح تقسيم الأعداد المركبة لـ quaternions مع أنه بيوضح أن ديراك مكانش يعرف الجبر ده (جبر كليفورد؟.
عموماً كل يوم استمتاعي وانبهاري ببينروز كمعلم بيزيد، مش عارف إذا معتاد أن العلماء الكبار في الكوزمولوجي يبقوا شطار كأساتذة واسعي المعارف العامة كده ولا دي خصوصية عنده (أو عند فئة من أهل الفيزياء، هو بيشار إليه على أنه mathematical physicist وحياته في كامبريدج مش أمريكا، فتناكم بخير. مستنيين.