أهالي طوسون في مواجهة التهجير: التحالف الشعبي يطالب بوقف الإزالات وإشراك السكان في الحل
كتب – أحمد سلامة
أصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية بيانًا أعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء ما يتعرض له أهالي منطقة طوسون التابعة لحي المنتزه ثان شرق الإسكندرية من تهديدات جدية بالطرد والإزالة، في إطار مشروع إنشاء الطريق الدائري الجديد.
خلال الأسابيع الماضية فوجئ الأهالي بزيارات متكررة من لجان حكومية قامت بحصر 227 مبنى، من بينها ثلاثة مساجد وكنيسة ومقر جمعية خيرية، تمهيدًا للإزالة. وتضم المنطقة نحو ستة آلاف أسرة استقرت فيها منذ التسعينات، وقامت بعد ثورة يناير بتوفيق أوضاعها القانونية مع هيئة الإصلاح الزراعي.
وأوضح البيان أن الأهالي تحركوا بشكل قانوني وسلمي، حيث تقدموا بشكاوى لرئاسة الجمهورية ووزارة النقل ومحافظ الإسكندرية، كما عرضوا مسارًا بديلاً للطريق لتجنب تهجير آلاف الأسر.. إلا أن الردود الرسمية أكدت الاتفاق على تسليم المنطقة “فارغة” من دون أي تعويض عادل أو بدائل سكنية مناسبة.
وأشار الحزب إلى أن الأيام الماضية شهدت تصعيدًا أمنيًا خطيرًا تمثل في القبض على خمسة من الأهالي ثم الإفراج عنهم لاحقًا، إضافة إلى محاولات للقبض على المتحدث الرسمي باسمهم، في مسعى لإسكات صوتهم وإضعاف حركتهم السلمية.
وأكد الحزب أن هذه السياسات تعكس نمطًا متكررًا شهدته مناطق أخرى مثل الوراق وترسا ونزلة السمان، ما يوسع الفجوة بين الدولة والمجتمع، ويحول الدولة في نظر المواطنين من حامٍ لحقوقهم إلى مصدر تهديد لطردهم وتشريدهم.
وطالب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بوقف كافة أشكال التصعيد الأمني ضد الأهالي، والإفراج عن أي محتجزين، والتوقف عن ملاحقة المتحدثين باسمهم. كما دعا إلى تجميد قرارات الإزالة لحين دراسة بدائل أخرى لمسار الطريق تراعي حق ستة آلاف أسرة في السكن الكريم، وإشراك ممثلين عن السكان في أي لجان أو مشاورات تخص مستقبل المنطقة.
وشدد البيان على أن التنمية الحقيقية لا تكون على حساب المواطنين، بل بمشاركتهم وضمان حقوقهم، مؤكدًا أن قضية طوسون ليست قضية محلية تخص الأهالي وحدهم، بل قضية عامة تتعلق بحق كل مواطن في السكن الآمن والكريم.

