أمين عام الأطباء يُحذر من عدم حل أزمة التكليف: ستكون هناك آثار سلبية على شباب الأطباء والمنظومة الصحية
عبد الرحمن بدر
حذر الدكتور إيهاب الطاهر، من عدم حل مشكلة تكليف الأطباء. وقال الطاهر، اليوم الأحد: “إلى رئيس الوزراء ووزيرة الصحة إذا لم يتم حل مشكلة التكليف ستكون هناك آثار سلبية على شباب الأطباء والمنظومة الصحية”.
يذكر أن 7 آلاف من دفعة مارس 2020 أعلنوا رفضهم لنظام التكليف الجديد بالوزارة، وطالبوا بتكليفهم على النظام القديم، وأصدرت وزارة الصحة بيانًا مؤخرًا بشأن الأزمة، لكن الأطباء طالبوا الوزارة بتوضيحات بشأن ما جاء مشكلتهم، وأكدوا أنه يشوفه كثير من الغموض.
وفي وقت سابق قالت نقابة الأطباء إنه توجه وفد من ممثلي أطباء التكليف لرئاسة مجلس الوزراء، لتقديم طلب رسمي للقاء المهندس مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حتى يتم حل مشكلة حركة التكليف، ولكن تم إبلاغ الوفد بأن تقديم الطلبات حاليا مقتصر على الجهات الرسمية فقط، أما الطلبات الفردية يتم إرسالها عن طريق الفاكس، لذلك تم إرسال طلب المقابله عن طريق الفاكس من مقر النقابة العامة للأطباء.
وأضافت النقابة في بيان لها، أن المشكلة يمكن حلها سريعا بمجرد إقرار تكليف الأطباء على النظام القديم المتعارف عليه منذ سنوات مما يفيد المنظومة الصحية بإنضمام أطباء شباب جدد لتقديم الرعاية الطبية، كما تخشي النقابة من إزدياد وتيرة تقديم طلبات الغاء التكليف من الأطباء مما يضر بالمنظومة الصحية ونفقد أعضاء مهمين يحتاج إليهم الوطن في هذا الوقت الحرج الذي نحتاج فيه لجميع الجهود.
وجاء نص الخطاب الموجه لرئيس مجلس الوزراء كالتالي:
السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي
تحية طيبة وبعد:
نتقدم لسيادتكم نحن ممثلوا أطباء دفعة تكليف مارس ۲۰۲۰ بطلب لقاء عاجل لحل أزمة التكليف التي لا تخفي عليكم.
في خلال الشهور المنقضية فإن سبعة آلاف طبيب تكليف بشري يعانون من تعنت وزارة الصحة، ويقبعون خارج المنظومة الصحية لشهور محرومين من خدمة وطنهم والمساعدة في هذه الظروف الحرجة.
إن وزارة الصحة تعتزم المضي في تطبيق نظام أثبت عدم قابلية تطبيقه منذ شهور، ونحن أطباء التكليف سعينا إلى التحاور مع مسؤولي الوزارة مرارا وتكرارا ومن قبل فتح حركة التكليف للوصول لحل بأسرع شكل مما يضمن أمان مستقبلنا وصحة المنظومة الطبية، إلا أننا لم نتلقي إلا كل التعنت والاستخفاف بسبعة آلاف طبيب في هذا الوقت الحرج.
سيادة رئيس الوزراء إننا في صدد مشكلة التكليف هذه لمدة 65 يوما، وها نحن علي قرب أغلاق باب التظلمات في تمام يوم ۲۲ يونيو، دون الوصول لأي حل مما يهدد بتنحية آلاف الأطباء عن العمل تحت ظل المنظومة الصحية في مصر.
إننا ها هنا نناشد حضراتكم بسرعة اتخاذ الإجراءات لحل هذه المشكلة، وتكليف هذه الدفعة على النظام القديم للتكليف المتعارف عليه لسنوات، فنحن في أتم الاستعداد لخدمة هذا الوطن.
وقال السيسي، في تعليقه على أزمة التكليف بين الأطباء ووزارة الصحة: “أنا سامع فيه جدال في تكليف الأطباء من فضلكم: ده وقت يجب التكاتف فيه مع مصر لمواجهة هذا الأمر، ولكم مني كل الشكر والتقدير”.
وأصدر أطباء التكليف بيانًا قالوا فيه: “لقد مسّت قلوبنا كلمتكم في مؤتمر اليوم حيث أثنيتم على الأطقم الطبية وما يجابهونه في هذا الظرف الصعب، فهؤلاء إخوتنا في الطب وتحمّلوا ما لا يطاق في سبيل نجدة أهلهم المصريين”.
وأضافوا: “لقد سعينا للحاق بركابهم فور صدور إعلان تكليفنا في شهر مارس الماضي، وكل ما كنا نبتغيه من قيادات وزارة الصحة هو تكليفنا وفقًا للأسس والأنظمة المتعارف عليها منذ أعوام طوال، بدلاً من نظام الزميل المكلف المستحدث الذي أظهر الكثير من السلبيات، لا لشيء سوى ضمان الحد الأدنى من الأمان المهني لنا، والحفاظ على تماسك المنظومة الصحية من التجارب غير المدروسة، لكننا قوبلنا بكل تعنت للأسف الشديد”.
وتابع البيان: “لقد تابعنا بالكثير من القلق والحيرة ما أعلنته وزارة الصحة المصرية قبل يومين بخصوص أزمة أطباء تكليف مارس 2020، حيث أن البيان المنشور وبخلاف ما قد يبدو لقارئه، لم يحقق المطلب الوحيد لأطباء تكليف مارس2020، وهو العودة لنظام التكليف المتعارف عليه لسنوات” .
وواصل البيان: “لدينا تساؤلات كبرى حول طريقة إدارة الأزمة من قبل وزارة الصحة لذلك طالبنا مرارا وتكرارا بتدخل مباشر منكم، وذلك لأن الوزارة تماطل في حل الأزمة التي تدخل شهرها الثاني على التوالي في هذا الوقت الحرج من عمر الوطن، وفي الوقت الذي تشدد فيه على أهمية القوة البشرية في منظومة الصحة المصرية لمواجهة الوباء الذي يهدد الوطن والمواطنين” .
وقال البيان: “نود طمأنتكم أننا أبدًا لا نتخلف عن تلبية نداء الواجب بل إننا نسعى للتكليف منذ أشهر، ولو أن وزارة الصحة قد تعاملت بالقدر الأدنى من تقدير الموقف لكنا الآن في الصفوف الأولى المدافعة عن صحة المصريين وأمنهم ضد خطر الوباء.نحن أبناؤك وأبناء مصر كل ما نبغيه هو العبور بالبلاد من ظرف الوباء”.
وأضاف البيان: “لم نسعى لمطالب مستحيلة أو مادية.ورفضنا كل محاولات التسييس.وطرقنا كل الأبواب للحل.دون استجابة على مر شهور، فالنظام الذي تعتزم تطبيقه وزارة الصحة أظهر الكثير من السلبيات حين طُبق على ٨٠٠ طبيب فقط، لذا فأقل القليل أن يتم إعادة تقدير الموقف وإرجاء تطبيقه على دفعة قوامها يقارب ٩٠٠٠ طبيب، وعشرات الآلاف من بعدهم، حتى تلافي هذه السلبيات”.
وتابع: “نظام التكليف الجديد يحوي بذرة طيبة لتطوير المنظومة الصحية.. ولكنها تحتاج إلى الكثير من الرعاية والصبر كي تؤتي أكُلها في الظروف العادية، والأكيد أن الظروف القاسية الحالية ليست هي بالتربة الملائمة لنمو هذا البرعم إطلاقًا”.
واختتم البيان: “الأمر خطير ويعدو كونه وضع لمستقبل ٧٠٠٠ طبيب على المحك، بل إن النظام الجديد حال تطبيقه دون جاهزية سيؤدي لانهيار تام في مستوى الخدمة الطبية المقدمة على المدى القريب والبعيد، لذا نأمل توجيه معالي وزيرة الصحة لتكليفنا وفق النظام القديم وإرجاء أي تجارب غير محسوبة”.