أكثر من 30 ألف ساعة غياب.. الطبيب وليد شوقي يقترب من إكمال ثلاث سنوات ونصف في الحبس الاحتياطي والسبب «ولا حاجة»
أكثر من 30 ألف ساعة غياب تمثل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة مرت على حبس الطبيب الشاب وليد شوقي احتياطيا منذ القبض عليه في أكتوبر 2018 من عيادته وصدر قرارين بإخلاء سبيله ولم يخرج وتدم تدويره على قضية جديدة بنفس الاتهامات.
منذ عام 2018، يعيش وليد شوقي، وأسرته معه – زوجته وطفلته نور – معاناة غياب رب الأسرة، ليس الغياب طلبًا للرزق في بلدٍ آخر كما اعتادت الأسر المصرية في العقود الأخيرة، لكنه بسبب الحبس الاحتياطي.
قبل 1,257 يوما، وبالتحديد في 14 أكتوبر 2018، ألقي القبض على وليد شوقي من عيادته وجرى التحقيق معه في القضية رقم 621 لسنة 2018 أمن دولة، والتي ظل محبوسا على ذمتها حتى أغسطس 2020، حيث صدر قرار بإخلاء سبيله.
وأخلي سبيل وليد يوم 24 أغسطس 2020، وبدلًا من تنفيذ قرار المحكمة “تم إخفائه للمرة الثانية ثم تدويره وعرضه مرة أخرى على نيابة أمن الدولة يوم 6 أكتوبر 2020، والتحقيق معه على ذمة القضية 880 لسنة 2020 المعروفة بأحدث سبتمبر 2020، وحبسه مرة أخرى بنفس تهم القضية الأولى، بالإضافة لتهمة التجمهر”.
وتتهم السلطات الطبيب وليد شوقي بالانضمام لجماعة تأسست على خلاف أحكام القانون، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، ولم يتم إحالته إلى المحكمة ومواجهته بأدلة الاتهام.
وقالت الصحفية هبة أنيس زوجة الطبيب الشاب وليد شوقي في تدوينة سابقة إن زوجها “محروم من بنته وأمه واهله واحنا محرومين منه.. والسبب “ولا حاجة”.
ودخل شوقي و11 آخرين، يوم 11 فبراير الماضي، إضرابا عن الطعام اعتراضا على استمرار حبسهم الاحتياطي منذ فترات متباينة، لكنه فك إضرابه عن الطعام، بعد نحو شهر، بحسب ما أعلنت زوجته في 8 مارس الجاري.
وفي حوار سابق مع “درب” قالت الصحفية هبة أنيس، زوجة الطبيب وليد شوقي إن حالته النفسية “سيئة للغاية”، لافتة إلى أن “استمرار حبسه والتجديد المستمر دون محاكمة أمر أحبطه وجعله يشعر أن هذا الوضع مستمر”.
وأضافت: “إحنا بنزوره مرة في الشهر، وبنحاول ندخل له (طبلية)، طبعًا الجوابات فيها أزمة مش فاهمة ليه لكن كلنا بنعاني من عدم القدرة على عدم التواصل بسبب المضايقات.. المضايقات دي بتزيد من سوء حالته النفسية وكذلك إحنا”.
وتابعت: “مفيش حد بيقعد الفترة دي كلها بدون ما يتحول للقضاء أو يُخلى سبيله، كدا كتير والله إحنا تعبنا”.
وعن فتح قنوات جديدة للتواصل خاصة في ظل ما تردد عن “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، قالت هبة أنيس “من ساعة ما دخل من 3 سنين واحنا بنسمع إنها هانت وإنه هيخرج الشهر الجاي، تحريك الملف الحقوقي مش بخروج 3 كل شهر خلينا نكون واقعيين”.
وتابعت “التقيت مع رئيس حزب الإصلاح والتنمية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد أنور السادات، قعدت معه مرتين، وكلامه كان مبشر، ونقلا عن لسانه إنه قدم الاسم أكتر من مرة.. لكن حتى الآن مفيش تحرك”، مضيفة “طبعًا معندناش أي تحرك مع الخارج، الموضوع دا حساس جدًا، خصوصا إنه مش دايمًا بيجيب نتيجة وكلنا شايفين باتريك جورج”.
وعن الأوضاع الأسرية قالت “محدش من الجيران يعرف، الكل فاهم انه مسافر، الخوف من النظرات والأسئلة هو اللي خلاني أعمل كدا.. في البداية قعدت عند أهلي فترة في المنصورة، لكن رجعت عشان كنا قاعدين في حدائق الأهرام واضطريت إني أسيب الشقة واتنقل لـ السيدة زينب بسبب قربها من مقر عمله، وطبعا (العيادة) بتاعت وليد قفلت بعد كدا”.
أما عن ابنتهما فقالت هبة أنيس “لما اتقبض على وليد كانت (نور) بنتنا كان عمر سنة تقريبا، علشان كدا هي مش متذكراه قوي، هي دلوقتي عندها 4 سنين، لما ابتديت أزور وليد كنت مقررة إني مش هاخدها معايا، مكنتش حابة تشوف أبوها في الوضع دا”.
وأضافت: “لكن بعد فترة ابتديت أشوف نور بتقول لـ خالها (يا بابا) فالموضوع ضايقني لأن والدها عايش، استشرت طبيبة نفسية وأكدت إنها لازم تبدأ تشوفه علشان تكون مقتنعة إنه مش مُتخلي عنها بإرادته وإن غيابه قهري”.
وتابعت “لكن بالرغم من كدا هي -نور- لسه مأخدتش عليه، وأعتقد إن دا بيؤثر في نفسية وليد، آخر زيارة قال لها (خليكي معايا شوية) فقالت له (ما هو في سلك).. مؤخرًا هي بدأت تفهم وتسأل عنه هيرجع من الشغل إمتى، وطبعًا الإجابة اللي بترضيها لحد دلوقتي ممكن مترضيهاش مستقبلا”.
أما عن رسالتها التي تود أن تنقلها إلى كل ما يهمه الأمر، فقالت الصحفية هبة أنيس “رسالتي إنه هناك فرصة ذهبية مع انطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بقول لكل من يهمه الأمر الحقوا الناس دي قبل ما يعملوا حاجة في نفسهم جوا.. علاء عبدالفتاح حالة ونموذج وكلنا صُدمنا لما عرفنا إنه بيهدد بالانتحار”.
واستكملت موجهة كلامها لـ”من يهمه الأمر”: جربوا تطلعوا الناس دي، وشوفوا هيتكلموا ولا لأ، الناس عايزة تربي ولادها وبس.. أنا نفسي حد مُتعقل يدير هذا الملف، شخص واحد، لأنهم أكتر من شخص ويبدو وكأن هناك نزاعات ما بينهم.
يذكر أن الطبيب وليد شوقي يكمل في 14 أبريل المقبل ثلاثة سنوات ونصف السنة في الحبس الاحتياطي منذ إلقاء القبض عليه في أكتوبر 2018 من عيادته.