“أقنعتنا” كمامات فلسطينية بالصبار.. عندما يتحول الصمود الفلسطيني إلى فن (فيديو وصور)
يشكل نبات الصبار (التين الشوكي)، لدى الكثير من المزارعين في فلسطين، سلعة وموسما يعتاشون منه، بعد قطف ثماره وبيعها مع بداية يوليو من كل عام، إلا أن هذه النبتة تشكل هاجسا مختلفا لدى الفنان التشكيلي أحمد ياسين (25 عاما)، من بلدة عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس.
يحاول الفنان ياسين تطويع نبات الصبار لأعماله الفنية، مستلهما افكاره من الظروف الحالية التي يمر بها العالم من انتشار فيروس “كورونا” المستجد، حيث عمل على إنجاز عمل فني تركيبي بعنوان “أقنعتنا”، بغرض التوعية بأهمية ارتداء قناع الوجه لمواجهة انتشار الفيروس، وتعبيرا عن الصبر والصمود في مواجهة هذه المرحلة.
يقول الفنان ياسين “استخدمت ألواح نبات الصبار في تشكيل الكمامات والأقنعة، وهو يشبه إلى حد كبير شكل الكمامة العادية، إضافة إلى رمزيته وتميزه بالثبات والتحمل، وهو من النباتات المعمرة، التي تقاوم أشد الظروف الخارجية على اختلافها وتتكيف معها”.
ويضيف في حديثه لوكالة “وفا”، “أن المشروع تناول ثلاثة عناصر وهي: الانسان العادي الذي تمثل في شخصيتي، والطبيب الفلسطيني خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس، أما الثالث فهو منظومة التعليم وتأثرها بالفيروس والذي تمثل في شخصية طالبة المدرسة بالزي المدرسي المعتاد”.
ويؤكد أن العناصر الثلاثة تشكل حالة تكاملية، تحارب بالعزلة فيروس الموت كل على طريقته الخاصة، من خلال ارتداء كمامة قناع الصبار، اضافة إلى كونها تكسب العمل رمزية في كيفية محاربة الفيروس بالوقاية والصبر على إجراءات السلامة.
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول الفنان الشاب ياسين تجسيد الواقع والحالة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، من خلال استخدام نبات الصبار، فقد أنجز لوحات عدة من خلال الرسم على هذه النبتة سابقاً.
ويضيف ياسين “أن هذا الفن هو وليد المكان ولكنه ذو رؤية عالمية تخترق الحدود والثقافة واللغة، وعند تخصيص هذا العمل على الناحية الفلسطينية، فالإنسان الفلسطيني بصموده وثباته يختلف عن أي إنسان آخر، نتيجة للظروف المصاحبة لوجود هذا الفيروس، ومنها الاحتلال وانتهاكاته وسياسة الضم التي تنوي اسرائيل تنفيذها وتصاعد موجة الاستيطان”.
ويعرف ياسين الكثير عن نبات الصبار وكيفية التعامل معه وزراعته، بعد قطع عدد من الألواح، والمدة التي يحتاجها بعد بتره وفصله عن أمه، فهذا يشبه إلى حد كبير اللاجئ “قطعه من أرضه لا يعني موته”.
ويوضح أن العمل يدعو إلى نشر الإيجابية والتفاؤل في مواجهة فيروس “كورونا”، والوقاية والالتزام بإجراءات السلامة والحفاظ على سلامة الآخرين، باعتبارها مسؤولية وطنية باتجاه هذا الظرف الذي يعيشه العالم
ويؤكد أن العمل فني وليس تجاريا بتاتا، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخير نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا عن العمل، وأعطته عنوانا مختلفا عن المقصود منه، الأمر الذي أدى إلى سوء فهم لدى البعض تجاه هذا العمل في فلسطين.
ويقول ياسين “يجب أن نتحلى بالصبر والثبات في مواجهة فيروس كورونا، والعالم في الوقت الحالي يتمسك بشيء واحد وهو الصبر، الذي يعتبر شكلا من أشكال الفعل كما وصفه الفنان الفرنسي اوجست رودان.