أقدم كنيس يهودي في الشرق الأوسط.. “الآثار” تبدأ ترميم معبد بن عزرا في مصر القديمة
بدأت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، في مشروع ترميم معبد بن عزرا بمنطقة مجمع الأديان في الفسطاط بمصر القديمة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المعبد يقع داخل حصن بابليون، وهو ذو أهمية كبيرة، حيث يعد أقدم كنيس يهودي في مصر والشرق الأوسط، وقد تم تشكيل لجنة مشتركة بالتعاون مع قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار للبدء في مشروع ترميم المعبد حيث أن آخر أعمال الترميم تمت به كانت سنة ١٩٩١.
وأشار الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن المعبد تم تسميته باسم عزرا العالم الديني والفيلسوف اليهودي، وقد تم العثور بداخله على مجموعة من الوثائق التاريخية والتي عرفت باسم ” جنيزا القاهرة“، حيث يتم تخزين الوثائق غير المرغوب فيها التي تضم اسم الر.
وكان لدى بن عزرا جينيزا كبير يضم العديد من الوثائق المتراكمة على مدى 850 عامًا، وتم اكتشاف هذا الكنز من الوثائق التاريخية في عام 1888م، وتناثرت تلك الوثائق الآن في العديد من المكتبات في جميع أنحاء العالم، وأصبح هذا الاكتشاف معروفًا باسم “جينيزا القاهرة” حيث يحتوي على العديد من الوثائق النادرة والتي لم يسبق معرفتها.
والمعبد مخطط على نسق الكاتدرائيات ويتجه نحو القدس، ويعتقد البعض أنه كان ذات يوم كنيسة قبطية أرثوذكسية تم بيعه لأفراد الجالية اليهودية في مصر عام 882م،
ويتكون المعبد من طابقين كبقية المعابد اليهودية، يخصص الطابق الأول للرجال والثاني للنساء، ويوجد في الوسط منصة الوعظ حيث تقرأ التوراة، وفي الشرق يوجد على منصة عالية تابوت العهد، الذي يحتوي على لفائف التوراة، يحجبه باب منقوش وستار من الداخل.
وتعكس الأشكال الزخرفية لهذا المعبد، الفن الذي نجده في مصر مع تأثيراته المتعددة سواء كانت من العصور القديمة أو البيزنطية أو الإسلامية.
وتشمل المعالم الرئيسية للمعبد البيما أو المنبر حيث تقرأ الصلوات في منتصف المعبد، أما الهيكل والذي يمثل اتجاه الصلاة وأقدس عنصر في المعبد اليهودي فيظهر مزخرف بأسلوب الأرابيسك ومطعم بعرق اللؤلؤ في دمج للتقاليد الفنية المختلفة، أما الوصايا العشر فمكتوبة على الهيكل باللغة العبرية.
وأوضح الدكتور مصطفى عبد الفتاح معاون الأمين العام لترميم الآثار والمتاحف ورئيس اللجنة، أن أعمال الترميم بدأت بمنطقة قدس الأقداس؛ حيث شملت أعمال التنظيف الأولي للجدران والزخارف النباتية. ومن المقرر أن تتضمن أعمال درء الخطورة أيضا عزل الأسطح للحماية من تأثير الرطوبة الناتجة عن تسرب مياه الأمطار، ومعالجة الطبقات اللونية من تأثير العوامل الجوية المختلفة والتي أسفرت عن تراكم بعض الاتساخات، وكذلك معالجة الشروخ، مؤكدا على أن جميع أعمال الترميم سوف تتم باستخدام أحدث التقنيات المتبعة.