أزمة مصادرة كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية”| بيان لـ دار المنتدى: تعرضنا لضغط قوي وأسئلة من أشخاص ينتمون لمؤسسات أمنية.. ومستمرون في عرضه

دار المنتدى: قررنا عرض الكتاب بالمعرض وجميع منافذنا والإعلان عنه بكل الوسائل المتاحة.. الثقافة كالشمس والهواء والفكر يرد عليه بفكر

كتب – أحمد سلامة

أصدرت “دار المنتدى” للنشر بيانًا حول مصادر كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها” للدكتور محمد مدحت مصطفى، أكدت خلاله أنها تعرضت لـ”عملية ضغط قوية” اضطرتهم إلى سحب الكتاب من الأرفف لاستبيان الوضع، مشددة على أنها قررت عرض الكتاب حالا وفورًا بمعرض الكتاب وبجميع الوسائل المتاحة.

وقال البيان “تعرضت دار المنتدي لعملية ضغط قوية في أول يوم للمعرض من خلال السؤال من أشخاص ينتمون لمؤسسات أمنية عن الكتاب وفحواه، وتم طلبه لمتابعة محتواه، وبالاتصال بالمؤلف الدكتور محمد مدحت مصطفى، أفاد بأن أحد منتسبي الأجهزة الأمنية قد تواصل معه وسأله عن محتوى الكتاب وأنشطة دار المنتدى للنشر وهل نشره في دور نشر أخرى، وعليه قمنا بسحب الكتاب من الأرفف لاستبيان الوضع”.

وأضاف “وأثناء عملية عصف ذهني لإدارة الدار لمناقشة الوضع قررت أسرة دار المنتدى ما يلي: 1- الكتاب مبحث علمي وتاريخي وثقافي ويستحق أن يكون بين يد القراء، 2- دار المنتدى تراعي في منجزها الثقافي الإبداعي الإنسانية والوطنية والقومية والبحثية المنهجية ولن تتراجع عن دورها التنويري ونهجها الثقافي”.

واستكمل “3- وعليه قررت دار المنتدى حالا وفورا عرض الكتاب (تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها) في معرض الكتاب في جناح الدار قاعة2 جناح B6 وفي جميع منافذ الدار.. والاعلان عن وجود الكتاب في منافذنا وفي جناحنا في المعرض في كل وسائل الإعلام المتاحة”.

واختتم البيان بالقول “الله والوطن من وراء القصد.. الثقافة كالشمس والهواء.. والفكر يرد عليه بفكر..”.

كان الكاتب الدكتور محمد مدحت مصطفى قد قال إنه تم مصادرة كتابه الصادر تحت عنوان “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها” عن دار المنتدى للنشر، خلال أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأضاف الدكتور محمد مدحت مصطفى، في تصريح لـ”درب”، أنه أبلغ بسحب الكتاب في أول أيام معرض الكتاب على الرغم من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وصدور رقم إيداع، مشيرًا إلى أن مصادرة الكتاب جاءت على الرغم من عدم اتخاذ أي إجراءات رسمية بذلك.

وتابع “بعد سحب الكتاب لقيت تليفون جالي من (مسئول) وسُئلت إذا كنت نشرت الكتاب بدار نشر أخرى، وعلى الرغم من غرابة السؤال إلا أنني أجبت بالنفي، المتحدث على الطرف الآخر من المكالمة قال لي إنه يرغب في شراء نُسخة!”.

ونفى الدكتور محمد مدحت مصطفى أن يكون قد تلقى أية تنبيهات قبل صدور الكتاب، مُشددًا على أن “الكتاب به منهج جديد في التناول، حول بدايات تأسيس الصهيونية وصولا العمليات الإرهابية التي يرتكبوها في الفترة الحالية، وهو ليس الأول من نوعه فقد صدرت سابقًا كُتبًا مشابهة”.

واستكمل “تقديري أن هناك تعليمات بعدم إتاحة هذه القضايا في هذا التوقيت”، مضيفًا “الكتاب ليس الأول الذي يصدر لي فهو الكتاب رقم 22، لكن هذا هو الموقف الأول الذي أتعرض له”.. مُردفًا “لا أبحث من نشر الكتاب عن مكاسب مادية، لذلك فإنني سأطرح الكتاب (بي دي إف) ليكون متاحًا أمام الجمهور للقراءة”.

واختتم الدكتور محمد مدحت مصطفى بالقول “حزين إن الوضع في مصر يوصل إلى هذه الدرجة، مكنتش عارف إني هعيش ليوم زي دا، حاجة تحزن”.

ويقول الدكتور محمد مدحت مصطفى في كتابه “بدأ النشاط الصهيوني في مصر قبل المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في سويسرا في أغسطس 1897 بستة أشهر، حيث بدأ تكوين الروابط والجمعيات الصهيونية في مصر منذ فبراير 1897، واستمرت تلك الروابط والجمعيات في العمل بحرية دون معوقات تذكر من قبل السلطات المصرية أو سلطة الاحتلال البريطاني حتى بدايات عام 1948”.

ويضيف الكتاب “كانت السلطات المصرية تحت الاحتلال وأغلب قيادات ومنسوبي الحركة السياسية والثقافية وحتى اليهود المصريين، غير مدركين لخطورة المشروع الصهيوني ولا لطبيعة تحركاته”.