أزمة في “بيت الأمة”| صراع “مستقبل وطن” يضرب “الوفد”.. وأبو شقة يفصل عبدالعليم داود وقيادات المعارضة (تفاصيل)
قائمة المفصولين ضمت الهضيبي وعبده وسباق ونبيل عبدالله والخليلي ورسلان وسويلم.. ووهدان بديلا لـ داود في رئاسة الهيئة البرلمانية
داود لـ”درب”: أبو شقة دفع فاتورة اختيار ابنته بقائمة “مستقبل وطن”.. وقراراته تزيد الغضب من توجهاته نحو تدمير هوية “الوفد”
رئيس الوفد: أعضاء بأجندات خارجية استخدموا حروب الجيل الرابع لإحراجنا أمام الدولة.. وداود يتهمه بمحاصرة الحزب ببودي جاردات
كتب- محمود هاشم:
أعلن رئيس حزب الوفد وكيل مجلس الشيوخ بهاء الدين أبو شقة، فصل عدد من قيادات الحزب، أبرزهم؛ ياسر الهضيبي ورئيس الهيئة البرلمانية الحالي محمد عبد العليم داوود، وطارق سباق، ومحمد عبده، ونبيل عبد الله، وحمدان الخليلي، وحاتم رسلان، ومحمد حلمي سويلم.
كما أعلن أبو شقة اختيار النائب سليمان وهدان رئيسا للهيئة البرلمانية لحزب الوفد في مجلس النواب، وأضاف – خلال مؤتمر صحفي في المقر الرئيسي لحزب الوفد اليوم الثلاثاء – أنه تم اختيار النواب محمد مدينة واللواء هاني أباظة وأيمن محسب نوابا لرئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس النواب، وأنه سيتم إخطار الجهات المعنية بالقرار بصورة رسمية.
وتابع: “كان عددا قليلا من أعضاء الحزب في الفترة الأخيرة مدفوعين بأجندات خارج مبادئ الحزب ومساره، متعمدين تغيير مبادئ وثوابت الحزب وطمس هويته، واستخدموا حروب الجيل الرابع بالوكالة، وإشاعة المؤامرات والفتن باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.
وواصل: “هذه الشخصيات استخدمت كتائبها الإليكترونية في مخطط القفز على سلطة رئيس الحزب، كما صدرت فوضى في انتخابات مجلس النواب استغلتها جهات معادية لمصر لتصدير صورة أن الحزب يستهدف إحراج الدولة، لكنهم لم يدركوا معرفتي بفن إدارة الأزمات وثباتي الانفعالي الذي فوت الفرص عليهم””.
وفي تعليقه، أكد النائب محمد عبدالعليم داوود، لـ”درب”، رفضه قرارات أبو شقة، قائلا إنها غير قانونية وغير لائحية و”لا تساوي الحبر الذي كتبت به”، قائلا إن مثل هذه القرارات وغيرها تزيد من غضب أعضاء وقيادات الحزب من توجهات أبو شقة نحو تصفية “الوفد” من هويته.
واعتبر النائب، أن قرار فصله من عضوية الحزب ورئاسة الهيئة البرلمانية “فاتورة دفعها أبو شقة – المعين في مجلس الشيوخ – لحزب “مستقبل وطن” الذي وضع ابنته في قائمته البرلمانية”، في سبيل إرضاء الحزب بعد الأزمة الأخيرة بين داود وعدد من أعضاء الحزب داخل مجلس النواب.
وتابع أنه في 19 يناير الماضي، قرر المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب إخراجه من قاعة المجلس، وإحالته إلى هيئة المكتب، بعد اتهامه عددا من الأطراف بإفساد الحياة السياسية، وهو ما اعترض عليه نواب “مستقبل وطن” المسيطرين على أغلبية المقاعد.
واستشهد داود بالمادة 112 من الدستور المصري، التي نصت على ألا يسأل عضو مجلس النواب عما يبديه من آراء تتعلق بأداء أعماله في المجلس أو لجانه، واصفا ما حدث معه بأنه “سياسة انتقام جاهزة”، بعد منعه من حضور الجلسات العامة وجلسات اللجان، وهي سابقة لم تحدث حتى مع مفسدي الحياة السياسية وتجار المخدرات، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، قال داود عبر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، إنه “تمت محاصرة مقر حزب الوفد منذ أمس بميليشيات وبودي جاردات استأجرهم بهاء أبو شقة الذي تم تعينه بمجلس الشوري ووضع ابنته في قوائم ائتلاف حزب مستقبل وطن، لاتخاذ قرارات ضد قيادات الوفد الذين رفضوا انتهاكات الدستور ضدي، وتمسكهم بي رئيسا للهيئة البرلمانية لحزب الوفد”.
واستطرد: “الهيئة العليا أصدرت قرار باختياري بالإجماع رئيسا للهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب استجابة لجموع الوفديين، المؤامرة هي تفريغ الوفد من قياداته من رموز المعارضة”.
وتابع: “بهاء أبو شقة يرضخ للضغوط، ويفصلني من حزب الوفد، ويغتصب قرار الهيئة العليا بانتخابي بالتزكية رئيسا للهيئة البرلمانية، ويفصل قيادات وفدية أصيلة، منهم: محمد عبده، وطارق سباق، ومحمد حلمى سويلم، وحسين منصور، وياسر الهضيبي، وحمدان الخليلي، وحاتم رسلان”.
يذكر أنه في أكتوبر الماضي، عاش الحزب أزمة كبيرة وصلت إلى ذروتها بإلقاء قوات الأمن القبض على عدد من قياداته الشبابية بناء على بلاغ من رئيس الحزب بهاء أبو شقة، بدعوى محاولة منعه من دخول المقر الرئيسي.
ووقتها كشف القائم بأعمال رئيس الحزب الدكتور محمد عبده، عن تفاصيل الواقعة لـ”درب”، قائلا إن “رئيس الحزب حضر إلى المقر حينها، بعد 7 أسابيع من الغياب عن المقر، فاجتمعت معه أنا وعضو الهيئة العليا طارق سباق، للحديث بشأن القائمة التي أعلن عنها لمرشحي حزب الوفد في الانتخابات النيابية دون مشاورات مع قيادات الحزب”.
وأضاف: “أبدينا اعتراضنا على الأسماء المختارة في القائمة، وتحفظنا على أسباب اختيار الموجودين بها، وتفاديا لحدوث مناوشات بينه وبين شباب الوفد المعترضين على استمراره في رئاسة الحزب رغم قراره إخلاء المنصب في 17 أكتوبر 2020، طلب مساعد رئيس الحزب للشؤون الأمنية اللواء جمال مختار، إخراج الشباب من مقر الحزب على أن يعودوا بعد انتهاء الاجتماع”.
وتابع: “بالفعل خرج الشباب إلى مكان قريب، واستمر النقاش بيننا وبين أبو شقة حتى مساء يوم الواقعة قبل انصرافه، وبينما أستعد للخروج أيضا علمنا بخبر القبض على 4 من شباب الحزب، من داخل سيارة عضو مجلس الشورى الدكتور خالد قنديل، الذي يمتلك حصانه برلمانية، على الرغم من عدم إثارتهم أي مشاكل على مدار الاجتماع.