أزمة السد الإثيوبي.. الري: زيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل.. وخبير يتوقع تهدم الجزء العلوي من السد بسبب الفيضان
الري: إدارة المنظومة المائية بأعلى درجة من الكفاءة خلال فترة أقصى الاحتياجات الحالية.. رفع الاستنفار في كافة أجهزة الوزارة
الري السودانية: السد الإثيوبي لم يعد يتحكم بتدفق المياه في النيل الأزرق.. وشراقي: التخزين متوقف على استكمال الأعمال الهندسية
كتب: عبد الرحمن بدر وصحف
قالت وزارة الري إن اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل عقدت اجتماعها الدورى برئاسة الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والرى، وبحضور القيادات التنفيذية بالوزارة والمركز القومى لبحوث المياه، لمتابعة موقف إيراد نهر النيل، وآليات إدارة وتوزيع المياه، والإجراءات المتخذة من جانب الوزارة لتحقيق الإدارة المثلى للموارد المائية مع الحفاظ على المنسوب الآمن لنهر النيل وفرعيه.
وذكرت الوزارة في بيان، الأربعاء، أن عبد العاطى استعرض إجراءات التعامل مع فترة أقصى الاحتياجات الحالية والتي تتزامن مع بداية العام المائي، مشيراً إلى أن الوزارة تبذل مجهودات متواصلة في إطار رؤية شاملة تستهدف توفير الإحتياجات المائية اللازمة لكافة القطاعات المستخدمة للمياه كماً ونوعاً، بما ينعكس إيجابياً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير الخدمات للمنتفعين بأعلى درجة من العدالة والفاعلية، موضحاً أن الوزارة نجحت خلال فترة أقصى الاحتياجات الحالية فى إدارة المنظومة المائية بأعلى درجة من الكفاءة.
وقال عبد العاطى إن أجهزة الوزارة تقوم بالمتابعة اللحظية لمعدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، والحالة الهيدرولوجية للنهر، وتحديد كميات المياه الواصلة لبحيرة السد العالي، وبحث السيناريوهات المختلفة للفيضان، وأن اللجنة تنعقد بشكل دورى لمتابعة الموقف المائى والتعامل بديناميكية في إدارة المنظومة المائية، مشيراً لزيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، وأنه من المتوقع زيادة منسوب بحيرة السد العالي أول أغسطس بداية السنة المائية.
وشدد عبد العاطى خلال الاجتماع على ضرورة استمرار رفع حالة الاستنفار في كافة أجهزة الوزارة لمتابعة مناسيب المياه بالترع والمصارف والتأكد من جاهزية قطاعات الجسور وكافة المحطات وخطوط التغذية الكهربائية المغذية لها ووحدات الطوارئ، لضمان حسن إدارة المنظومة المائية.
بدروها كشفت وزارة الري السودانية أن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا لم يعد يتحكم بتدفق المياه في النيل الأزرق، وقال مدير إدارة مياه النيل في وزارة الري السودانية عبد الرحمن صغيرون، في تصريح صحفي، إن مستوى تدفق المياه في النيل الأزرق قد عاد إلى معدلاته الطبيعية بعد انتهاء إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة.
وذكر أن مستوى الفيضانات حتى الآن ضمن المتوسط، وفي أول تصريح رسمي بشأن حجم الملء الثاني للسد قال المسؤول السوداني إن إثيوبيا حجزت فقط 4 مليارات متر مكعب من المياه.
وعاد مستوى تدفق النيل الأزرق إلى طبيعته بل وفي زيادة مطردة، خاصة أن إدارة سد الروصيرص أعلنت أن وارد المياه اليومي بلغ حوالي 500 مليون متر مكعب مقارنة بإيراد الأمس الذي بلغ 450 مليونا.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن وزير الري الإثيوبي يزعم – على خلاف الحقيقة – أن سد النهضة سيحمي السودان من الفيضان.
وأضاف شراقي في مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج (صالة التحرير) المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الأمطار تشتد خلال هذه الفترة وفي شهر أغسطس المقبل، ومن الممكن أن تصل إلى مليار متر مكعب يوميًا ستمر كلها إلى السودان.
وتابع أنه لا علاقة بين الفيضانات التي تحدث في النيل الأبيض ومثيله الأزرق أو نهر عطبرة، مشيرًا إلى أن التخزين في سد النهضة متوقف على استكمال الأعمال الهندسية.
وذكر شراقي أن السد الإثيوبي يحتجز ما يقرب من 8 مليارات ونصف المليار متر مكعب حاليًا، وأن ما يظهر من خرسانة لينة سيؤدي إلى انجراف للخرسانة في جسم السد خلال الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن يجرف الفيضان أجزاء من جسم السد التي تظهر عبر صور وخرائط الأقمار الصناعية لعدم اكتمال البناء.
وذكر أن الانجراف سيؤدي لتهدم الجزء العلوي من السد واندفاع جزء من مياه بحيرة السد وسيمر إلى مصر والسودان.
ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في الخامس من الشهر الجاري، دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانية للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.
وفي الثامن من الشهر ذاته، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.
ولفت إلى أن وزارة الري السودانية قالت إن سد النهضة بعد أن أكمل الملء الثاني لم يعد له تأثير على جريان المياه، والوارد من مياه النيل الأزرق وهو ما يشكل نوعا من الطمأنينة بشأن مخاوف نقص المياه بعد تعبئة سد النهضة.