أحمد سعيد يكتب: قاطع لأنهم ليسوا مجرد أرقام
يعتقد البعض من غير المقاطعين لمنتجات الدول والشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي أن سلاح المقاطعة غير فعال، فيما يبرر البعض الآخر منهم بأنه لا يجد منتج محلي مماثل في الجودة ولهذا لا يقاطع.
إلى هؤلاء..
أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عن استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني، وجرح ما يزيد على 56 ألفا، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال.
“أكثر من 25% من الأسر في قطاع غزة تعاني من الجوع الشديد في ظل خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي”، وفقا لتقرير يُعرف بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي صادر قبل أيام.
لم يتبق أي مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة، والجرحى المحتاجون للعمليات الجراحية -ممن لا يمكن نقلهم لمكان آمن- ينتظرون الموت وفق ما قالته منظمة الصحة العالمية في 21 ديسمبر الجاري، مناشدة وقف إطلاق النار للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.
إن سلاح المقاطعة ولو كان “أضعف الإيمان” فهو سلاح مؤثر وهو السلاح الوحيد الذي تمتلكه شعوبنا العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة.
إن قضية فلسطين قضية كل عربي وكل إنسان حر في هذا العالم، وإن كنا غير محاصرين في قطاع غزة ولا نحمل الأحجار والبنادق لكننا منهم، وهم منا؛ لذا لا بد أن نرفع سلاح المقاطعة ونستمر في هذا الدرب حتى تتحرر جميع أراضينا العربية المحتلة.. ومن أجل أكثر من 20 ألف شهيد قتلهم الاحتلال بدم بارد.. هم ليسوا مجرد أرقام بل أشخاص لكل منهم حلم وقصة وبيت، منهم أطفال وآباء وأمهات.. منهم أطباء ومهندسين وطلاب وصحفيين.. منهم من كان “اسمه يوسف شعره كيرلي وابيضاني وحلو”، ومنهم من كانت “روح الورح”.
يقول المصور الفلسطيني معتز عزايزة: “يُعجبكم موتنا وتتفاخرون بكثرة شهدائنا.. يُعجبكم قهرنا وقلة حيلتنا وصمودنا، وتكرهون ضعفنا وإعترافنا بأننا بشر. حتى انك يا عزيزي لم تتكبد عناء مقاطعة منتجات القتلة إلا بعد أن قتل منا ما يزيد عن العشرين ألفا.. ألم اقُل لكم إننا لسنا محتوى لعين لتشاهدوه؟ بل قضية نحاول لوحدنا أن لا نُمحى عن الوجود، وأنتم تنظرون وتنَظرون”.
أخيرا: المقاطعة سلاح فعال.. المقاطعة حرب لا هدنة فيها.. قاطع، واستمر في المقاطعة؛ فالمعركة لم تنتهِ بعد.