أحمد سعيد يكتب: أشياء غريبة في شوارع الجيزة
قادني حظي العاثر للذهاب إلى محافظة الجيزة بضعة مرات خلال الشهر الفائت لأرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
أولى الأشياء الغريبة التي رأيتها في الجيزة ولم أرها في شوارع القاهرة أو أي محافظة أخرى كانت في وقت مبكر من صباح أحد أيام العمل الرسمية، حيث لم تزدحم الطرق بعد. كانت الطريق شبه خالية وفجأة وجدت زحام مروري مفاجئ.. ما السبب؟ هل هناك حادث ما أو ماسورة مياه انفجرت؟
لم يكن هناك حادث أو شيء من هذا القبيل، ولكن كان هناك أشخاص بزي مدني، بعضهم يبدون كأنهم “بلطجية” يقفون وسط الطريق ويستوقفون سيارات الأجرة وبالتحديد “الميكروباص” و”التمناية” ويتفحصون أوراقهم!
هم ليسوا من شرطة المرور ولا هم “بلطجية” يفرضون إتاوات على قائدي السيارات الأجرة. ويقول أشخاص إنهم تابعون للمحافظة. وبغض النظر هم يتبعون أي جهة هم فضلا عن أنهم يتسببون في تكدس مروري غير مبرر وفي أوقات لا تحتمل زحام على الزحام الذي يحدث في وقت دوام الموظفين (ذهاب/ خروج)، فهم أيضا لا يبدو من هيئتهم أي شيء يدل أنهم موظفين حكوميين! هيئتهم تخيف المارة وقد تدفع كثيرون لعدم الوقوف لهم والاعتقاد بأنهم سوف يسطون على قائد السيارة.
وأود الإشارة إلى أن نفس هؤلاء الأشخاص كانوا يقفون – في يوم أخر – في منتصف نفق! هل من الطبيعي أن يتم استيقاف السيارات داخل نفق؟ لقد تسبب ذلك في توقف السيارات لنحو نصف كيلومتر قبل نفق اللبيني بالهرم.
وبخلاف هؤلاء الأشخاص سالف الإشارة إليهم، هناك أشخاص آخرين يرتدون “فيستات فيسفوري” مكتوب عليها “جهاز مشروع استهلاك الطرق” يستوقفون سيارات النقل ويتسببون هم أيضا في زحام مروري غير مفهوم. وبغض النظر عن التكدس المروري الذي يتسببون فيه ما هو هذا الجهاز؟!
في الحقيقة، لم أر ولم أسمع عن أي جهاز مماثل في محافظة أخرى وعقلي غير قادر على توقع الدور المنوط بهذا الجهاز أن يقوم به. هل يحصل منهم أموال نظير استخدامهم للطرق! أم ينظم حركة دخول وخروج البضائع لمدن المحافظة… وأي كان الدور الذي يقوم به هذا الجهاز لما يقف أشخاص تابعين له في ثلاث تمركزات في شارع واحد!
ومن الأشياء الغريبة أيضا التي صادفتها في محافظة الجيزة، وبالتحديد قرب الأهرامات والتي تعد المقصد الأكثر شهرة في مصر، قيام أشخاص بقطع الطريق علي أنا وصديق آخر، بالوقوف المفاجئ أمام السيارة، والإشارة لي بأن افتح زجاج السيارة.. وحينما فتحت الزجاج قال لي أحدهم “الهرم” فأجبت بـ”لا”.
كنت أظن أنهم يريدون الذهاب إلى شارع الهرم، ولكن عرفت من صديقي أنهم يعرضون علينا الذهاب إلى الأهرامات من أجل السياحة! أعتقد أن مثل هذه الممارسات تنفر المصريين والأجانب من زيارة أحد أبرز المعالم السياحية في مصر، ولذا لا بد من تدخل المسؤولين في محافظة الجيزة وتأمين محيط منطقة الأهرامات على نحو جيد ومنع التعرض للسائحين والزائرين أثناء وجودهم في المنطقة.
أخيرا، أتمنى لسكان الجيزة الخير وأن يلهمهم الله الصبر على ما يروه في شوارعها من سلبيات آمل أن تزول.