أحمد سعد يكتب: المؤتمر.. آفاق الحلول لواقع صعب
مرحلةٌ دقيقة يمر بها الصحفيون في مصر، إذ تتداخل الأعباء الاقتصادية مع تحديات المهنة.. وفي ظل ارتفاع مستمر في تكاليف المعيشة وتراجع أوضاع المؤسسات الصحفية، أصبحت الضغوط المادية تهدد الاستقرار النفسي والمهني للصحفيين.
لهذا، يبرز المؤتمر كفرصة لإعادة صياغة الأولويات، سواء من حيث حقوق الأعضاء أو تحسين الأوضاع المادية، عبر تبني سياسات داعمة تشمل تحسين الأجور، توفير التأمينات، وتخفيف الأعباء الاقتصادية.
يمثل المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين محطة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية، ليس فقط بوصفه منتدى لتبادل الأفكار وتنظيم المهنة، بل باعتباره أيضًا متنفسًا حيويًا لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الصحفيين.
فالمؤتمر المزمع انعقاده في ديسمبر المقبل، سيركز على قضايا حيوية، وسيتطرق النقاش إلى تحسين آليات التعاون مع المؤسسات الإعلامية لضمان حقوق الصحفيين المادية والمهنية. ويشكل البعد الاقتصادي أحد محاور المؤتمر الأساسية، وهو ما يحتم وضع المشاركة فيه على رأس أولويات جميع الصحفيين الراغبين في تغيير واقعهم.
ليس خافيًا أن هناك شعورًا عامًا بالإرهاق بين الصحفيين بسبب الأوضاع الاقتصادية. ولهذا، تعد مشاركة الصحفيين في المؤتمر واجبًا مهنيًا وأخلاقيًا. إنها فرصة للتعبير عن المعاناة، والضغط الجماعي لإيجاد حلول عادلة تضمن حياة كريمة للصحفيين وأسرهم. وبدلاً من أن تقتصر النقابة على دور تنظيمي، بات من الضروري أن تكون درعًا اجتماعيًا واقتصاديًا لكل من ينتمي لها.
إذا كانت النقابة تسعى لتحقيق تطلعات أعضائها، فإن نجاح المؤتمر يعتمد بشكل كبير على المشاركة الفعالة لجميع الصحفيين. إن الحضور لا يعني فقط دعم النقابة، بل هو خطوة لتحسين الظروف العامة التي تؤثر على الجميع. بهذا، يتحول المؤتمر إلى فرصة للمساهمة في تغيير واقع الصحافة في مصر، بما يحقق التوازن بين الأهداف المهنية والاحتياجات الاقتصادية.
ليس المؤتمر السادس مجرد لقاء مهني؛ إنه دعوة للعمل الجماعي لمواجهة أزمات تعصف بالمهنة وأصحابها. لن يكون هناك تغيير دون مشاركة فعالة، وهو ما يجعلنا جميعًا أمام اختبار حقيقي للإرادة والتضامن.
الزملاء الأعزاء، أنتم صوت الحقيقة والضمير الحي لهذه الأمة، وأنتم من يقفون في الخطوط الأمامية للدفاع عن حق الشعب في المعرفة. اليوم، أمامنا فرصة تاريخية لنقول كلمتنا ونرسم ملامح مستقبل أفضل للمهنة التي اخترنا أن نكون جنودًا لها. المؤتمر السادس لنقابتنا ليس مجرد حدث عابر، بل هو معركة مصيرية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمهنية، معركة نؤكد فيها أننا لن نقبل أن تضيع حقوقنا أو أن نتنازل عن كرامتنا.
إن مشاركتكم الفعالة هي السلاح الأقوى الذي نحمله لتحقيق التغيير. لنكن صفًا واحدًا، نصنع من أزماتنا فرصة للنهوض، ونضع أمام العالم نموذجًا للصحافة الحرة التي تنحاز إلى القيم الإنسانية والمهنية. اليوم، ليس مجرد موعد للمشاركة، بل هو موعد لتغيير الواقع، لرفع الصوت عاليًا، ولإعادة الحق إلى أهله. المؤتمر ينتظركم، ومصر كلها تنتظر أن تثبتوا أنكم كما عهدناكم دائمًا، صناع المستقبل وحراس الكلمة.