أحمد النجار ينتقد تبريرات البعض لمقتل طالبة المنصورة: الاستبداد والرغبة في فرض الخيارات الشخصية على الآخرين بوابة للجريمة
احترام حريات وحقوق الآخرين في الاختلاف وفتح باب المشاركة أسس يمكن أن نبني عليها مجتمعا ودولة يملكان القدرة على النهوض والتطور
الدولة قدوة مواطنيها فإذا احترمت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات السياسية والإنسانية سيكون سلوك المواطنين أرقى
كتبت- ليلى فريد
انتقد الكاتب الصحفي، أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، تبريرات بعض المواطنين لجريمة مقتل طالبة المنصورة على يد زميلها، وتعليقهم على لبسها.
وقال النجار، اليوم الثلاثاء: “عندما يقدم مجرم أثيم على قتل إنسانة هي زميلته الجامعية بطريقة بشعة لمجرد أنها لم تختره ولم توافق رغبته في الارتباط بها، وعندما تبرر جراثيم على هيئة بشر هذه الجريمة وتطرح للمجرم الذي اقترفها مخارج إجرامية بديلة أقل تكلفة عليه، وعندما تكتفي الجامعة التي وقعت الجريمة بين طلابها بتبرئة نفسها دون بحث الكارثة اجتماعيا وأخلاقيا ودون الإعلان عن تكريم ابنتهم التي فقدت روحها ثمنا لحريتها في الاختيار الإنساني، فنحن إزاء مشكلة اجتماعية كبرى تتجاوز الجريمة الفردية المروعة”.
وتابع: “تلك المشكلة تتمثل في مرض اجتماعي عضال مصدره الأساسي هو الاستبداد وعدم الإيمان بوجود وحق الآخر في الخيارات المختلفة، وهو منطق فاسد وحِشري وقاتل منتشر في كل شئ تقريبا من العائلة مرورا بالمؤسسات وصولا إلى الدولة”.
وأضاف: لا يفرق إقدام مجرم دنئ على قتل روح إنسانية لمجرد أنها لم تختره ولم تحبه، عن إجبار العائلة لأحد أبنائها أو بناتها على خيار دراسي أو إنساني أو اجتماعي لا يريده، ولا يفرق أيضا عن الاعتداء على حرية من يختلف معك في الرأي بشكل سلمي، أو تصور أن كل شئ باطل إلا صوتك. الحرية واحترام حريات وحقوق الآخرين في الاختلاف الإنساني والسلمي والاحتكام للدستور والقانون وعدم التلاعب بهما، وفتح باب المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة عادلة، هي الأسس التي يمكن أن نبني عليها مجتمعا ودولة يملكان القدرة على النهوض والتطور.
واختتم: “الدولة قدوة مواطنيها فإذا احترمت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات السياسية والإنسانية والاختلاف البعيد عن أي عنصرية عرقية أو دينية أو مذهبية أو نوعية، ورسخت ذلك ضمن النظام التعلمي والثقافي والإعلامي وبعثت الروح في مؤسساتها التعليمية والثقافية وجهازها الإعلامي البائس ذو الصوت الواحد، فإن سلوك المواطنين سوف يكون أرقى، وعلى الأرجح سيكون من النادر أن نصادف مجرمين تنهض جرائمهم على نفي الآخر والاستبداد والسلوك النطع الرامي لفرض الرغبات الشخصية على خيارات الآخرين بالعنف”.
كان المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، أمر أمس الاثنين، بمباشرة التحقيق العاجل في واقعة مقتل الطالبة “نيرة” أمام جامعة المنصورة، وسرعة إنجازه، واستجواب المتهم فيها، والتصرف قانونًا بها.
وكانت النيابة العامة تلقت إخطارًا من الشرطة بوفاة المجني عليها بعدما نحرها المتهم بسكين أمام بوابة توشكى في ناحية حي الجامعة، وأُلقي القبض عليه متلبسًا بالجريمة وبحوزته أداتها.
وانتقلت النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، وتم ضبط تسجيلات آلات المراقبة في محيطه التي سجلت الواقعة لمشاهدتها، وتبينت آثار دماء المجني عليها بالمكان، وندبت النيابة العامة قسمَ الأدلة الجنائية لرفع كافة الآثار المادية فيه لفحصها.
كما انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المجني عليها، فتبينت ما به من إصابات بالعنق والصدر ومناطق أخرى بجسدها، واستمعت لشهادة اثنين من أفراد الأمن الإداري بالجامعة من شهود الواقعة، حيث أكدا تعدي المتهم على المجني عليها بالسكين، وتستكمل النيابة العامة سماع الشهود، ومباشرة باقي إجراءات التحقيق بما فيها استجواب المتهم.
وتابعت البيان: “رصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام تداول مقاطع متعددة تصور جانبًا من الواقعة، وكذلك أخبار تتناول تأويلات حول باعث المتهم لارتكاب الجريمة غير مستندة على أدلة حقيقة رسمية، وهو ما يؤثر بصورة مباشرة في سلامة التحقيقات، ويفضي إلى ضياع ما فيها من أدلة، ويكدر السلم العام، وينال من اعتبار ذوي المتوفاة بغير حق، ما قد يُعرّض مَن يتداول تلك الأخبار للمساءلة القانونية”.
وأهابت النيابة العامة بالكافة الامتناع عن تداول هذه المقاطع والأخبار في تلك الواقعة أو غيرها، وتقديمها إلى جهات التحقيق المختصة إذا ما كانت تُفيد في كشف الحقيقة، دون تداولها بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة لأسباب لا علاقة لها بالصالح العام أو التوعية العامة.
وقال المتهم، في التحقيقات أمام رئيس نيابة جنوب المنصورة الكلية المستشار إيهاب عطوة، إنه قرر ارتكاب الجريمة بعد فشل محاولاته الارتباط بها خلال سنة ونصف، وعدم تجاوبها وأسرتها لمطالبه، وأكد تقرير الطب الشرعي لجثة المجني عليها وجود إصابة طعنية بمنطقة الصدر، ما نتج عنه تهتك بالرئة اليسري، وحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية.