أحمد النجار يكتب: خالد البلشي نقيبا للصحفيين 

أدائه النقابي والحقوقي والوطني الهاديء والتوافقي والمبهر في آن، في الفترة الأولى لقيادته لنقابة الصحفيين، يجعله الاختيار النقابي والوطني والإنساني الأحق بالاستمرار في قيادة نقابة مهنة الضمير والبحث عن الحقيقة وحماية الحريات. الرجل عبارة عن ضمير يسير على قدمين، ومصالح الزملاء الاقتصادية والمهنية وكرامتهم وكرامة المهنة في وطن مستقل وحر وكريم، هي بوصلته الوحيدة في موقع لا ربح فيه سوى قلوب الناس وتحقيق أهدافهم الاقتصادية والمهنية والوطنية.  ورغم أن الأستاذ/ خالد البلشي بلدياتي، إلا أن من عرفني عليه كان النبيل الراحل الدكتور/ محمد السيد سعيد أحد أهم رموز الوطن ومؤسسة الأهرام الصحفية الذي قال لي شعرا في كفاءته واتساقه ووطنيته واستعداده للعمل العام وخدمة مهنته وزملائه. وفي عمله النقابي والمهني أثبت أنه يستحق تلك الثقة من الراحل الكبير . اللحظة فارقة في تاريخ مهنة الصحافة وتحتاج لرجال يقاتلون من أجل مستقبل المهنة وأبنائها، الظروف الاقتصادية ضاغطة بعنف على الصحفيين الذين هم بأمس الحاجة لمن يدافع عن حقوقهم الاقتصادية والخدمية. 

البلشي يتمتع باستقلالية نادرة مع انفتاح للتعاون الإيجابي مع الجميع، وروح كبيرة يستمدها من وعيه وجدارته النقابية وثقافته الرفيعة ومن انتمائه لعائلة تحترف حب الوطن أرضا وشعبا وشاركت دائما في كل قضاياه بجسارة وتفاني. الدولة التي أدركت إرادة التغيير والاستقلال لدى الجماعة الصحفية التي اختارت البلشي نقيبا في الدورة الأخيرة، تعاملت بشكل موضوعي وأقامت علاقة متوازنة مع النقيب المستقل واستجابت لبعض المطالب الاقتصادية المعتدلة، وأوفت بما التزمت به بشأن البدل والمعاشات فهي كدولة تلتزم إزاء نقابة مهنية وليس لصالح شخص بعينه، لأن تعهداتها تكون للجماعة الصحفية وللنقابة ككيان وليس للأشخاص. كما استجابت لبعض المطالب الخاصة بالحريات، لكن هناك الكثير مما ينبغي العمل من أجله في هذا الشأن. 

الصحافة الورقية تداعت ليس لعزوف القراء عنها وهو سبب ثانوي وموجود فعلا، ولكن لتحول بعض الصحف الكبرى والصغرى لما يشبه النشرات الحكومية الخالية من روح الصحافة الباحثة عن الحقيقة ومصلحة الوطن وأهله، والخالية أيضا من مقالات الرأي الناقدة لكل السلبيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من أجل الإصلاح وفتح بوابات مستقبل الوطن. وتلك الصحف تحتاج لنقابة قوية تستطيع حماية أبناء المهنة إن هم قاموا بدورهم في كشف الحقائق ونقد أي آداء سئ، والتأكيد على أي مسار جيد، بما سينعش الصحافة الورقية والإلكترونية معا. 

وأعتقد أن الأستاذ/ خالد البلشي هو أجدر من يقوم بهذا الدور انطلاقا من استقلاليته وثقافته الرفيعة المستوى ووعيه النقابي والسياسي. 

مصير الجماعة الصحفية بيدها في لحظة الاختيار أمام الصناديق حيث لا رقيب سوى الضمير، وآمل أن يكون حيا ومنتصرا للمهنة واستقلالها وحقوق أبنائها المهنية والاقتصادية والخدمية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *