أحمد النجار عن أزمة السد: إثيوبيا اختارت منهجًا عدائيًا صريحًا.. والمجتمع الدولي يقر بالأمر الواقع ويحترم من يملك القوة
كتب: عبد الرحمن بدر
قال الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، إن “إثيوبيا والمتحدثين باسمها اختاروا منهجًا عدائيًا صريحًا لمصر وأسفروا عن مطامع كيدية لا علاقة لها باحتياجاتهم، في مياه مصر التي تنبع من هضبتهم بعد أن ظلوا لسنوات يؤكدون أنهم يحتاجون لتوليد الكهرباء فقط، وأنه لا مساس بتدفق مياه الروافد الإثيوبية لمصر والسودان”.
وتابع في تدوينة له، الخميس: “هي لحظة الحقيقة وقد لا يشعر البعض بما تنطوي عليه من أزمات وجودية كبرى لسنوات بسبب وجود إمكانية للسحب من المخزون الحي لبحيرة ناصر التي سبق لها أن أنقذت مصر من مصير مروع خلال الجفاف السباعي 1980-1987، لكنها ستتجلى بقسوة بعد ذلك”.
وأضاف النجار: “ينبغي العمل وفقا للحكمة: (ما حك جلدك غير ظفرك فتول أمر نفسك) فالمجتمع الدولي بليد الإحساس ولا يهتم بأزمة أمة عظيمة قدرها الجغرافي أن قلبها المائي وشريان حياتها خارج أراضيها، وبعض النظم العربية وبخاصة في الخليج ممن يستثمرون زراعيا وسياحيا وماليا في إثيوبيا أو يربطهم تحالف في موانئ دول أخرى لايقفون معك حقيقة”.
وقال الكاتب الصحفي: “يبقى فقط أن ندرك أن المجتمع الدولي يقر عادة بالأمر الواقع ويحترم من يملك القوة ليحمي حقوقه، لقد أقروا مؤخرا لأذربيجان بسيطرتها على ناجورنو كاراباخ بعد أن شنت حربا شاملة للسيطرة عليها، وغضوا الطرف دائما عن عمليات تركيا ضد الأكراد في شمال العراق وسورية، وتجاهلوا اعتداءات الكيان الصهيوني على سورية وإيران بدعوى أنها هجمات لدرء المخاطر المحتملة، وقد يولولون بعض الشئ على الصاروخ المنذر الذي ضرب محيط مفاعل ديمونة أمس لكنهم سيعملون ألف حساب لمن يقف وراء إطلاقه”.
واختتم النجار: “الحق تحميه القوة وقيمتها وجدواها تكمن في تحقيق تلك الحماية”.
وفي وقت سابق قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن موقف الدولة المصرية من مشروع سد النهضة كان موقفا مشرفا واحترمنا رغبة الشعوب في أن يكون لها شكلا من أشكال التنمية.
ووجه السيسى، رسالة للمسئولين فى إثيوبيا قائلا: “بلاش مرحلة أنك تمس نقطة مياه من مصر.. الخيارات كلها مفتوحة والتعاون أفضل”.
كانت مصر أعلنت فشل فشل جولة المفاوضات التي جرت في كينشاسا بين مصر والسودان وإثيوبيا حول أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، إن المندوب الإثيوبي رفض كل المقترحات التي تقدمت بها القاهرة والخرطوم، والمتمثلة في:
رفض مقترح للسودان بتأييد مصري بتشكيل رباعية دولية تقودها الكونجو الديمقراطية للتوسط بين الدول الثلاثة رفض مقترحات تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات رفضت إثيوبيا مقترحاً مصرياً بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونجولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن هذا الموقف يكشف مجددًا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً ولا ينطلي عليه.
وأكد السفير أحمد حافظ أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.
واختتم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية أكد خلال الاجتماعات التي عقدت في كينشاسا عن تقدير مصر للجهد الذي بذله الرئيس فيليكس تشيسكيدي في هذا المسار وعن استعداد مصر لمعاونته ودعمه في مساعيه الرامية لإيجاد حل لقضية سد النهضة بالشكل الذي يراعي مصالح الدول الثلاث ويعزز من الاستقرار في المنطقة.
يذكر أنه يجري سامح شكري، وزير الخارجية، حالياً جولة في القارة الأفريقية لكسب الدعم لمقترح مصر في البحث عن حل قانوني “للعملية ولملء السد بطريقة تأخذ بنظر الاعتبار مصالح البلدان الثلاثة”.