أحمد إبراهيم غباشي يكتب: يا جزاري الأزمة وتُجّار معاناة خلق الله !! *
أهيّ الرأسمالية ، تباً لتلك الرأسمالية المتوحشة التي جعلناها نحن ذات أنياب وأظلاف وأظافر ، بينما هي في بلاد الفرنجة الكُفار رحمة ومروءة وانقاذ الملهوف، في ألمانيا أم الرأسمالية يدخل المريض المستشفي أولاً ويُعالَج، ثم بعد ذلك يتم حسابه، يدفع أو لا يدفع حسب قدرته الاقتصادية، في فرنسا، في أمريكا بلد {آدم سميث} صانع الرأسمالية وصاحب نظريتها، صحة الناس تسبق كل شئ، لكن عندنا، بلد الأزهر الشريف والألف مئذنة وملايين الحُجاج والمُعتمرين كل عام، نتاجر بآلام البشر حتي آخر جنيه في جيوبهم، بل ربما باعوا أثاث بيوتهم !!.
لم أجد أخفّ من هذا العنوان الذي يُخالف طبيعتي لمخاطبة هؤلاء المُجرمين اللصوص النشالين، ونهّازي الفرص، ومعدومي الضمير، أيُّ بشرٍ هؤلاء بل أيُّ ذئابٍ وضباعٍ هُم !!.ومُتصحري الإنسانية !!.
وإلا ، قولوا لي بالله عليّكم، بماذا أخاطب أصحاب مستشفي استثماري استغلوا تلك الجائحة التي تفتك بالبشرية، وجعلوا سعر دخول مَشفاهم لمرضي كورونا أربعين ألف جنيه للمريض الواحد، ولليلة واحدة، علاوةً علي هذه المصيبة فإن عليّه أن يدفع عشرة أيام مُقدماً؛ علي افتراض أنه سيموت خلال تلك المدة فيكونوا قد كَوّشوا علي أموالهم وضمنوها، يعني رجل وزوجته وولديّه المرضي عليهم سداد أكثر من مليون ونصف المليون جنيه قبل أن يُعلَق جهاز الأكسيجين علي أنوفهم وأفواههم، أو حتي يخطوا بأرجلهم عنبر الاستقبال !!
لا يوجد مستشفي خاص لعلاج الكورونا يقل سعر الليّلة فيها عن اثنيّ عشر ألف جنيه للمريض الواحد في شبرا الخيمة بالقاهرة، هل هذا معقول ومقبول ياعالم، وياوزارة الصحة ونقابة الأطباء !!.
ماذا يختلف هؤلاء المجرمون عن أمثالهم الذين يخفون أدوية المناعة والمُكملات الغذائية ، ويغشّون الكحولات ، ويُسرّحون أطفال الشوارع للمّ الكمامات المُستعملة والمُلقاة على الأرض وفي الطرقات ، وبين أكوام القمامة ، ثم يُعيدون غسلها وكيّها وبيع الواحدة منها بجنيه ، وهي بمثابة مزرعة خصبة للفيروسات الفتاكة ، ومعها حفنة من الجراثيم والميكروبات القاتلة لزوم التحابيش !!.
لهذا لم أجد أليّق من ذلك العنوان لكيّ أخاطب به هؤلاء القَتلة ، مُستلهماً المشهد الأخير للعبقري { عاطف الطيّب } ، في قصته ( سواق الأتوبيس ) ، و هو يَكيل اللكمات لنشالٍ لهف محفظة مواطن وقفز من الأتوبيس ، والحقيقة أنه ” عاطف الطيب” كان يَلكُم كل وجوه اللصوص والانتهازيين وتُجّار الأزمات في كل زمان، وهو يصيح فيهم جميعاً ونحن معه.