آن لشعوبنا أن تتنفس بكرامة| العيش والحرية يتضامن مع انتفاضة إيران: النساء الإيرانيات مُلهمات.. لم يعد هناك بُدٌ من حل “شرطة الأخلاق”
العيش والحرية: تقود النساء الانتفاضة بعد أن فاض الكيل بهن من القوانين التعسفية التي تنتهك كرامتهن في كل خطوة بدعوى حماية الأخلاق
اتساع الاحتجاجات يؤكد أن الانتفاضة ليست مجرد احتجاج عابر ولكنها تعبر عن أكبر تهديد يواجه نظام الجمهورية الإسلامية منذ سنوات
كتب – أحمد سلامة
أصدر حزب “العيش والحرية – تحت التأسيس” بيانًا أعرب خلاله عن التضامن الكامل مع سيدات إيران ورجالها المنتفضين من أجل الحرية والحياة، وتأبينًا للفقيدة مهسا أميني التي قتلها الحكم الديني السلطوي الاستبدادي.
وقال بيان الحزب “تقود النساء الإيرانيات انتفاضة شعبية ملهمة ضد نظام مستبد قمعي غاشم. تهتف هتافها للمرأة وللحياة وللحرية معلنة بأن قضايا النساء هي في القلب من هموم الانتفاضة ومطالبها، وأن الثورة على تراث القمع الأبوي الاستبدادي القاهر للنساء في صلب الحراك ضد الاستبداد الديني والديكتاتورية”.
وأضاف “تقود النساء الانتفاضة، وبجانبهن الرجال، من أجل الحرية والكرامة والحق في الحياة. فاض الكيل بهن من هذه القوانين التعسفية التي تنتهك كرامتهن في كل خطوة بدعوى حماية الأخلاق، ولم يعد هناك بُدٌ من حل (شرطة الأخلاق) التي تمثل يد النظام لقمع النساء وحركتهن في المجال العام. نساء قررن بشجاعة تحدي النظام ومؤسساته الأمنية ومواجهة أقدارهن رغم العنف المفرط والقمع الإجرامي الممارس ضدهن. يخلعن حجابهن ويحرقنه في الطرقات، يهتفن ضد الديكتاتور ويحلقن رؤوسهن فداءً للكرامة الإنسانية وقربانًا للحرية”.
واستكمل العيش والحرية في بيانه “عشر أيام وليال من الاحتجاجات اندلعت في أغلب المدن الإيرانية إثر مقتل مهسا أميني يوم 16 سبتمبر وهي تحت احتجاز شرطة الأخلاق، بعد تعرضها للعنف المفرط أثناء اعتقالها واحتجازها بدعوى عدم التزام حجابها بالقواعد التي يفرضها القانون على نساء إيران. وصلت مهسا أميني الشابة الكردية الايرانية (22 عامًا) بنت مدينة سقز بشمال إيران إلى طهران مع عائلاتها في رحلة سياحية، لتلقى مصيرها المأساوي وتعود إلى مدينتها جثة”.
وأردف “فقدت حياتها من أجل قوانين تعسفية تحتقر النساء وتضع حياتهن وأجسادهن تحت سلطة مجموعة من رجال الدين والأمن مطلقي الأيدي المتحصنين ضد المحاسبة والعقاب. خرجت تقارير الدولة تتستر على ممارسة العنف المنهجية لمؤسسات النظام وتدّعي موت مهسا أميني لخلل في القلب أو سكتة دماغية. لم تكن تلك المرة الأولى التي تمارس بها شرطة الأخلاق انتهاكات بحق النساء من عنف وتعذيب واعتقال على خلفية أسباب واهية، ولكن كان مقتل الشابة الواعدة بشكل مأساوي شرارة انفلات الغضب المكتوم ضد هذه المؤسسات القمعية الدينية الأبوية المستبدة التي تنتهك حريات النساء بل وتقتلهن خارج القانون ودون محاسبة”.
واسترسل البيان “امتدت الانتفاضة الى معظم محافظات إيران ال 31، وما زالت موجات الغضب تعلو بينما تواجه بحملة أمنية سلطوية عنيفة لا تتهاون في استخدام الذخيرة والهراوات وقنابل الغاز، واقتناص أعين المتظاهرين وإصابة أجسادهم وقتلهم من فرط استخدام العنف. آخرها الأنباء المتداولة عن قتل الناشطة الشابة حديث نجفي في مدينة كرج برصاصات قوات الأمن، بعد انتشار فيديو قصير لها وهي تعقد شعرها الحر وتستعد للانضمام للمتظاهرين بشجاعة”.
واستكمل أنه “بعد مقتل العشرات، وإصابة واعتقال المئات من المتظاهرين، أصبح من الجلّي أن هذه الانتفاضة ليست مجرد احتجاج عابر ولكنها تعبر عن أكبر تهديد يواجه نظام الجمهورية الإسلامية منذ سنوات. التظاهرات التي بدأت ضد فرض الحجاب الالزامي آلت لانتفاضة كبرى ضد النظام الديكتاتوري القمعي الديني، ضد وجود الجمهورية الإسلامية بالكامل. وانطلق في شوارع إيران هتاف “الموت للديكتاتور! الموت لخامنئي!”
وفي ظل القمع الأمني للحراك والتعتيم الإعلامي والتستر على القتلة وانكار القتل خارج القانون وهجمة نظام دولة الجمهورية الإسلامية ضد حرية الاعلام والعمل المدني والحقوقي، والتلويح بقمع أعنف للتظاهرات وقطع الاتصالات والانترنت، فان مصير الشعب الإيراني الغاضب أصبح أكثر غموضا ومدعاة للقلق”.
وأضاف “ظهر رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، رجل الدين والدولة الصارم الغاشم الذي لا يخلو تاريخه من جرائم موثقة ضد الإنسانية، ليوجه خطابه للشعب والعالم بأن يلقي اللوم على أطراف مجهولة أسماهم بأعداء إيران، وهي لعبة الأنظمة الاستبدادية المألوفة للتهرب من مسئولية حكمها وتوابع اخفاقاته. ورغم اعلان السلطات عن أعداد من الوفيات، اتهمت بقتلهم “مثيري الفوضى” رغم كون انتهاكات فرق الأمن مصورة وموثقة ومتداولة علنًا وتظهر بوضوح القوة الغاشمة المستخدمة ضد المتظاهرين. خرج الرئيس ليتوعد المتظاهرين ويدعي أن قوى خارجية معادية لإيران هي التي تحركهم، نافيًا عن الاحتجاجات مشروعيتها وعفويتها، وموجهًا قوات أمنه لمزيدِ من القمع والانتهاك لحقوق وحريات الإيرانيات والإيرانيين”.
واختتم البيان “ينضم حزب العيش والحرية -تحت التأسيس- للقوى التقدمية في العالم أجمع في التضامن مع الشعب الإيراني ودعمه في انتفاضته ضد الاستبداد. وندعو جميع القوى التقدمية والديموقراطية في مصر بإعلان تضامنها ومطالبة الدولة الإيرانية بوقف العنف ضد المتظاهرين والمحتجزين واحترام الحق في الحياة. وكلنا أمل في أن يحقق الشعب الإيراني مساعيه في الحرية والمحاسبة والعدالة الانتقالية.. عاش نضال الشعوب من أجل الحرية، آن لشعوبنا أن تتنفس بكرامة”.