هل بدأت موجة كورونا الثانية؟ أعلى ارتفاع بالصين منذ 3 أشهر وفحوصات لمئات الآلاف.. وبؤر جديدة في آسيا وأوروبا.. ودراسة: 4,7 ملايين إصابة بنيودلهي

سجلت الصين، التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في يسمبر 2019، 61 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، أمس، في أعلى حصيلة يومية منذ أبريل.

وذكرت لجنة الصحة الوطنية أن عدد الإصابات الجديدة بلغ 61 حالة معظمها من إقليم شينجيانغ الذي باتت عاصمته أورومتشي بؤرة تفش للوباء.

وتصاحب هذا الارتفاع الكبير مع زيادة الإصابات في بلاد آسيوية وأوروبية عديدة مثل هونج كونج وأستراليا وإسبانيا، فيما يعتقد أنه موجة ثانية من انتشار الوباء، في حين تخطى عدد الإصابات في العالم بأجمعه 16 مليون حالة، بحسب “فرانس 24”.

وذكرت السلطات الطبية الصينية أمس، أن البلاد شهدت أعلى ارتفاع بالإصابات بفيروس كورونا منذ ثلاثة أشهر، تزامنا مع تسارع انتشار الوباء في إطار الموجتين الثانية والثالثة اللتين تشهدهما آسيا وأوروبا، فيما تسجل هونج كونج أعدادا قياسية يومية من الإصابات وتزايدت الإصابات في إسبانيا بمعدل ثلاثة أضعاف في الأسبوعين الماضيين. وشهدت أستراليا أيضا أعلى ارتفاع في عدد الوفيات منذ بدء انتشار الوباء.

في هذا الوقت لا تزال مناطق أخرى تواجه الموجات الأولى بعدما لم تصل إلى مرحلة السيطرة على الوباء، فسجلت الولايات المتحدة وحدها حوالى 4,23 مليون إصابة بكوفيد-19 فيما ارتفعت الإصابات في أمريكا اللاتينية والكاريبي الأحد متجاوزة حصيلة أمريكا الشمالية للمرة الأولى.

وبلغ عدد الإصابات في العالم 16 مليونا فيما يرى خبراء أن هذا العدد لا يعكس الواقع. وأظهرت دراسة في نيودلهي أن ربع الأشخاص الذين أجروا الفحوصات قد أصيبوا بالمرض وسجلت العاصمة نيودلهي لوحدها 4,7 ملايين إصابة.

وسجلت الصين التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في ديسمبر الماضي 61 حالة الاثنين، في أعلى حصيلة يومية منذ أبريل، بعد ظهور بؤر عدوى في ثلاث مناطق مما أثار مخاوف من موجة جديدة.

وقالت لجنة الصحّة الوطنيّة إنّ من بين الإصابات، 41 إصابة أحصِيت في منطقة شينجيانغ بشمال غرب البلاد، حيث سُجّل منذ منتصف يوليو/تموز تفشٍّ للفيروس في أورومتشي عاصمة المنطقة.

وأحصِيت أيضا 14 إصابة في لياونينج (شمال شرق). وسُجّلت حاليا بؤرة لتفشّي الفيروس في مدينة داليان الساحليّة التي تستضيف منذ نهاية الأسبوع الماضي نصف مباريات البطولة الوطنيّة لكرة القدم. أمّا إقليم جيلين (شمال شرق) المجاور لكوريا الشماليّة، فأعلن من جهته تسجيل حالتَي إصابة محلّيتَيْن.

وأطلقت السلطات الأحد برنامجا ثانيا لإجراء فحوصات مكثفة في أورومتشي التي تعد 3,5 مليون نسمة لإعادة فحص السكان الذين جاءت نتيجتهم سلبية سابقا، فيما تم فحص 2,3 مليون شخص حتى الآن، وأجرت أيضا فحوصات شاملة لمئات آلاف الأشخاص في مدينة داليان حيث ظهرت بؤرة جديدة الأسبوع الماضي.

وسجلت أستراليا أسوأ حصيلة من حيث عدد الوفيات منذ بدء انتشار الوباء مع عشر وفيات وارتفاع  عدد الإصابات على الرغم من جهود إعادة إغلاق بعض الأماكن العامة.

والاثنين سجلت البلاد أعلى عدد إصابات يومية مع 549 حالة، لتتجاوز الحصيلة المسجلة الأربعاء الماضي والتي بلغت 501 حالة فيما لا يزال يتعين أن ترسل بعض الولايات أرقامها الرسمية. وحض دانيال أندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا حيث يتركز انتشار الوباء، كل شخص مريض أن يبقى في المنزل.

في هونج كونج – التي بدت وكأنها سيطرت على انتشار الحالات المحلية على مدى أسابيع – سجل ارتفاع كبير في عدد الإصابات ما أثار مخاوف من خروج الوباء عن السيطرة. وتأكدت إصابة أكثر من ألف شخص منذ مطلع يوليو، أكثر من 40% من إجمالي الحصيلة التي سجلت منذ بدء ظهور الفيروس في المدينة في أواخر يناير/كانون الثاني. وتوفي 18 شخصا بالوباء في المستعمرة البريطانية السابقة.

وأعلنت هونج كونج أنها ستمنع معظم السفن من تغيير طواقمها في المدينة المكتظة بالسكان اعتبارا من الأربعاء لتخفيف الإعفاءات من الحجر الصحي التي ينسب إليها كثيرون التسبب بموجة ثالثة من الإصابات.

في إسبانيا حيث توفي بالوباء أكثر من 28 ألفا و400 شخص، سجل ارتفاع في الإصابات في الآونة الأخيرة مع حوالى ألف حالة الخميس والجمعة بالرغم من أن الحكومة تصر على التأكيد على أن البلاد باتت آمنة أمام الزوار ولا تشهد موجة ثانية.

وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليز لايا للصحافيين الأحد “مثل كل الدول الأوروبية الأخرى، ظهرت في إسبانيا بؤر إصابات جديدة” مضيفة “هذا ليس أمرا غير اعتيادي”.

وتسببت حكومة بريطانيا بخلاف مع إسبانيا، الوجهة التي يرتادها عدد كبير من السياح البريطانيين، بعدما أعلنت أنه سيكون على العائدين من إسبانيا حجر أنفسهم لمدة أسبوعين.

ودافعت الحكومة عن قرارها، إذ أعلن وزير الخارجية دومينك راب لشبكة “سكاي نيوز” أنه “لا يمكن تقديم اعتذارات عن قيامنا بهذا الأمر، يجب أن نكون قادرين على القيام بخطوات حازمة وسريعة”.

ومع تجاوز عدد الإصابات في العالم 16 مليونا، أصبحت أمريكا اللاتينية والكاريبي أكثر منطقة في العالم تُسَجّل فيها إصابات بكوفيد-19 منذ بدء الوباء، إذ أحصِيت فيها أربعة ملايين و340 ألفا و214 إصابة، حسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية الأحد استنادا إلى مصادر رسمية.

وهذه المرة الأولى التي يتجاوز عدد الإصابات في هذه المنطقة عددَ الإصابات في أمريكا الشمالية التي أُحصِيت فيها أربعة ملايين و330 ألفا و989 إصابة معظمها في الولايات المتحدة (4,2 ملايين إصابة ونحو 150 ألف وفاة).

في أمريكا اللاتينية، تُعدّ البرازيل الدولة الأكثر تأثرا، بتسجيلها مليونين و394 ألفا و513 إصابة و86 ألفا و449 وفاة حتى السبت.

ولوحِظت زيادة في الإصابات في المكسيك والبيرو وكولومبيا والأرجنتين، وهي دول تحاول إعادة إطلاق أنشطتها الاقتصادية في مسعى للحد من تأثير الجائحة.

أما من حيث عدد الوفيات فتبقى أوروبا في المقدمة بتسجيلها 207 آلاف و933 وفاة، تليها أمريكا اللاتينية والكاريبي (182 ألفا و726 وفاة) والولايات المتحدة وكندا (155 ألفا و673 وفاة).

من جانب آخر، أعلنت السلطات الصحية في كندا الأحد أن غالبية الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في البلاد هي لأشخاص تحت سن الـ39، محذرة الشباب من أنهم “غير محصنين” من الوباء، في مايو ، كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن القارة الأمريكية أصبحت المركز الجديد للوباء بعد أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *